18 Feb
18Feb

تاسيس الهوية السنية ينحصر بين التاصيل الشرعي لها والتاسيس الحضاري التي يتم بموجبه معرفة وبناء الشخصية السنية بكافة جوانبها. والبحث عن هذا التاسيس يستوجب طرح اسئلة قبل البحث عن اجابات جاهزة وذات قوالب يمكن تركيبها واسقاطها على الوضع الراهن.

واول تلك الاسئلة الواضحة هل يمكن لمبادئ اهل السنة في الشرق الاسلامي من تاسيس مجتمع ودولة قائمة على المبادئ الاسلامية والانسانية العامة. وان التجارب بين الامم الاسلامية المعاصرة في تعامل الدين مع الاخرين ممن يتخذون من المناهج المدنية تحتاج الى اعادة النظر ام انها اتخذت ابعادها كافة لتكون بهذه الصورة.  فتحول الفكرة الى مشروع يستوجب العودة الى التاريخ وقبلها الى البحث عن محور الغيب في الهوية والعلاقة بين الاسلام والهوية والابعاد كافة من القومية والفكرية والثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية .

فالمعالجات كون الاسلام دين الرحمة ويرنو الى الوحدة بين الامم وهو دين الرحمة بلا جدل ورغم وضوح النص الديني في هذا المجال نرى ان الناس قد تفرقوا وهو ما يقابله ان الاختلاف رحمة وجاء لتسهيل الحياة اليومية. وقد لعب تطور المفاهيم الدينية ليخلق نوع من التوازن والسلم الاجتماعي. واصبحت المدرسة السنية مصدرا للتعايش السلمي بغض النظر عن نظرة السلفيين لباقي اهل السنة.

ازمة السلم بين الشيعة واهل السنة والتعصب الديني ورفض الاخر واتهام كلا الطرفين بعضهم للبعض الاخر تجعل اهل السنة يتسائلون اين الخطا الذي وقع فيه اهل السنة بهذا الامر وماهو الهدف من التامر على اهل السنة وهل سيبقى اهل السنة يدافعون عن انفسهم وعقائدهم امام الاخرين وتحسب افكارهم داخل ردود افعال الاخرين ومتى يستطيع اهل السنة من التجرؤ والتقدم بمفاهيم وقيم اصيلة وجديدة.

ولاننا وصلنا الى درجة الى اعتبار ان الامة السنية وهي الغلبة الغالبة من مجموع المسلمين في العالم تشعر الان ان التهديد الحقيقي بدا من الشيعة كقوة مهددة للسنة. واصبح الصراع الشيعي السني تصادم بين الايمان والهوية وبين هويات متضاربة واصبح مجموع ما يعيشه السنة اليوم في الشرق الاسلامي خاصة هو من وراءه الشيعة وايران وتناسينا او بدانا ننكر التحديات الاخرى التي واجهناها طوال القرن الماضي من القوى العالمية المختلفة. ولنا ان نتجرأ على السؤال هل الشيعة والسلفيون هما مصدر التناحر وان الاصولية لدى الطرفين وربما لدى الاطراف الاعتقادية الاخرى من الذين يدعون الى فرض اعتقادهم بالقوة مع اعتبار ان الخلافات الللاهوتية كانت ومازالت مغذية الصراعات. من الجانب الاخر هل لدينا الشجاعة والاعتراف بان من يمثلون الوسطية وطوائفهم واحزابهم هم من يمثل اهل السنة؟

لازلنا نعتقد اننا حينما نتكلم عن جمهور الاسلام فنحن نعني اهل السنة فهم ليسوا طائفة وانما هم جمهور المسلمين. لذلك توجب اختيار لغة الحوار والمبادرة  بالتخطيط للعمل المستقبلي بغية التكامل وضمن جداول زمنية محددة  تحت مرتكزات واضحة تعد كمشتركات مستقبلية وتتلخص بالمصالح والثقافة والتنمية تحدد رسم الاستراتيجيات المستقبلية . ويمكننا اعتبار هذا الملتقى واللقاء الخطوة الاولى الذي سيسير بهذا الاتجاه.

مستقبل السنة في الشرق الاسلامي2.pdf

مستقبل السنة في الشرق الاسلامي.pdf

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.