الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله ومن والاه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنيابة عن مؤسستنا المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث " NASR "، نرحب بكم ونشكركم على حضوركم، وعلى تواصلكم معنا في مؤتمرنا الثاني، والذي جاء مكملا لمسيرة مؤتمر نظرية الدولة الأول ليكون حلقة تكميلة تحاول التحقيق والاتقان الفكري لدى الباحثين في مفهوم الدولة ونظريتها..
كما تتقدم المؤسسة بالشكر والعرفان لجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، ولمؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي والمنتدى السوري للأعمال على المشاركة في تنظيم ورعاية هذا الملتقى.
لقد وجدت الجهات القائمة بالمؤتمر الأول والثاني أهمية استكمال منظومة المعرفة العملية المتعلقة باركان الدولة، وطرق بناء لبناتها، لكوننا ننطلق من حضارة إسلامية ذاتية الحركة وتسعى للتجديد والتطوير دوما بما يحقق استيعاب المستجدات، لتؤثر في محيطها وتقتبس ضالتها من الحكمة والمعرفة لأنها أحق بغيرها…
ولهذا دعت الحاجة لأن نستكمل ما بدأنا به، للوصل إلى نظرية تؤسس للنظام العادل والناجح المستمد من الشريعة.. وللوصل الى نظام يكون رحمة للعالمين.. ولهذا فرصد مقاصد الشريعة وعلاقتها بالدولة يؤسس للغايات التي يقوم عليها نظام الحكم..
ومقصد مؤسسة NASR هو الخروج برؤية تصلح أن تكون أداة تساهم في صناعة محركات تجديدية تخدم بناء دولة وفق الأسس القرآنية والنبوية.
وقد وجدنا لذلك أثره الواضح عبر قراءتنا لحركة التاريخ في حضارتنا الإسلامية، فمحور هذه الحركة تقوم على القران الكريم والسنة النبوية المطهرة، والمحرك لها هي حاجة العصر ومتطلبات المرحلة، والدافع لها هي قوة الفقهاء وعزم الأمراء.. وهي تتقدم دوما نحو المستقبل دون الرجوع إلى الخلف، وإن تباطأت أحيانا أو تعثرت أحيانا أخرى لكنها مستمرة في حركتها واضحة في مسارها.
ولذا فإننا نتطلع في هذا المؤتمر إلى قراءة إسلامية جادة ومستقلة تظهر فيها هوية الدولة والأمة الإسلامية الجديدة املين من العلماء الآكارم المشاركين أن يرسموا لنا خطا واضحا نستطيع أن نربط به بين حاجاتنا وحضارتنا ومستقبلنا وهي مسؤولية العلماء المفكرين، وحركة حضارتنا تقوم على وجود نظرة فقيه، وصياغة أديب، وحكمة قاضي، وسلطة قوي..
فالقوة في خدمة الحق، وليس الحق في خدمة القوة… وهو مقصد عظيم قام عليه نظام الحكم في الإسلام..
ورغم أن عنوان المؤتمر هو ( الدولة المعاصرة )، فسنامل اخذ مساحته المناسبة من المناقشات والاراء لتكون مناسبة في عرض الرؤية المقارنة لمفاهيم الدولة بين القوانين والنظم القائمة وبين الإسلام.
حفظ الله القائمين والمشاركين والراعين لهذه الملتقيات ونساله تعالى ان يتم نعمته علينا ويهدينا صراطا مستقيما...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث