20 Feb
20Feb

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث في افتتاح مؤتمر ايثار الدولي الثاني – اوسكدار

       الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

في البداية تشكر الوطنية للدراسات والبحوث NASR البروفسور رجب شان تورك وفريقه العلمي على التنظيم الرائع لهذا المؤتمر

 كما تتقدم بالشكر لمؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي والمنتدى السوري للأعمال ولبلدية اوسكدار على المشاركة في تنظيم هذا المؤتمر

السيدات والسادة:

في تاريخ الشعوب والامم لحظات جميلة وسعيدة تتحقق حينما يستطيع شعب او امة من رسم اماله ومستقبله.

ونحمد الله تعالى ان هيء لنا في هذا المؤتمر الكبير سبيلا لتحقيق تلك اللحظات السعيدة من حيث القدرة والحرية لرسم مستقبل منطقتنا بصورة ناجحة وصحيحة.

ان تلمس الخروج من الازمات المتوالية التي يشهدها الشرق المسلم يفرض علينا تطور فكري متناسب يعتمد على سنن التاريخ وحركته.

ان تأسيس نظرية للدولة المدنية الحديثة باعتباره تطور وتحول فكري معتبر وجديد يعتمد على تجارب الامم والتراث ومستخدما للفرضيات التاريخية كعلامة للاستدلال ولتأسيس قواعد النجاح والصواب والقوة والعدالة والاستمرارية التاريخية يستعيد فيه ابناء هذه المنطقة مجالهم الحيوي في الشرق الاسلامي

كذلك يكون الاعتماد من خلال الاعتراف الكامل والحقيقي لقوى مجتمعاتنا المحلية لمنطقتنا والتي تتمثل بالتنمية الرائعة التي تشهدها تركيا وبالمقاومة بكافة صورها في العراق .... وفلسطين وبثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا. والتي سترسم لشعوبها مسارا تاريخيا تترسخ فيه مبادئ الحريات العامة والحقوق والعدل والمساواة والتنمية والمواطنة والاستقلال.

ان عرض الرؤية المشتركة ستعطينا صورة مثالية وفريدة للمستقبل.... فقيم الحق ستظهر بشكلها الواضح من خلال التوازن في جميع جوانب الحياة وميادين تطورها ورقيها  وضعفها سيشمل المخرج الحقيقي للجوانب التطبيقية للأسس النظرية.

ومن الصور التي رسمها الاسلام للدولة هو ان يكون النظام العام فيها منسجما مع عقيدة الامة وثقافتها تبعا لموازين القبول والقوى والاختلاف حيث ان الدين لله وفيه يتساوى الناس جميعا وتتفتح امامهم سبل الحياة الحرة العادلة والمتوحدة والكريمة.

فعلى مدار التاريخ كان الدين فاعلا ومعتمدا على كل الادوات التي تمكنه من اداء مهمته بما فيها السياسة والدولة.

ثم بعد هذا ينظر الى المكونات الاخرى فيعترف بالخصوصيات ويمنحهم ما يحافظون به على هويتهم وكامل حقوقهم والانفتاح على مختلف توجهاتهم واخلاقياتهم وعقائدهم

ان احترام قيم الاخرين ليس واجبا فقط وانما المشاركة في تلك العادات والقيم هي المفتاح لبناء دولة قابلة للحياة وناضجة وناجحة.

ان معايير الصواب والحق للبناء لن يكون على اسس تاريخية وعقائدية فحسب وانما بمعايير الاستمرارية والنجاح والتنمية ايضا...  وبتغيير الوعي الانساني بالذات المختلفة وبالعدل والمساواة وتسكين هذه المطالب بالتعاقد الاجتماعي الشامل.

ولابد لهذه الدولة المنشودة من هوية خاصة بها في الارض والشعب والسلطة ... جامعة بين التحالفات والصراعات ... السلطات فيها محكومة لا حاكمة ومراقبة ومحاسبة من الشعب كله وفق معايير العدالة.

ولذا فإننا نتطلع في هذا المؤتمر الى تجربة اسلامية جادة ومستقلة تظهر فيها هوية الدولة والامة الاسلامية ... تكون نموذجا في الانسانية والحضارية والرقي ... وتكون معايير الديمقراطية حاضرة في فلسفتها حيث الشورى والعدالة الاجتماعية والمجالس الاستشارية ... والقوى الناعمة في منابر المساجد ومجالس الوعظ  .... كلها ممارسات تكون حافظة لبقاء قيم الحرية والعدالة الى حد كبير.

وفقكم الله سادتي الاكارم

واساله سبحانه ان يفتح عليكم ابواب رحمته

وادعو الله لكم وللمؤتمر التوفيق والنجاح والصواب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحوث المؤتمر الدولي الدولة بين الماضي والمستقبل.pdf

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.