المقدمة
عصف حجم الخسائر المادية والبشرية في صفوف القوات الأمريكية الغازية في العراقي المحصلة النهائية بالاقتصاد الأمريكي و الذي يشكل عصب القوة في الولايات المتحدة وأساس مكانتها في قمة الهرم السياسي الدولي. كما أن هناك ثمة تناقض حاد تثيره تلك الأرقام المتواضعة الذي تتمسك بإعلانها وزارة الدفاع الأمريكية لعدد القتلى والجرحى مقارنة بالأرقام الحقيقية التي تشير إليها الكثير من المصادر الأمريكية المحايدة والمستقلة والتي أدركت بوقت مبكر حجم هذه الخسائر.
حينما تصل الدولة الاولى في العالم الى درجة عالية من القوة ، فهذه القوة خالية من اي قيود ، فأنها عادة ما تستخدمها في غير محلها ، كما هي الحال مع الولايات المتحدة الامريكية عندما انتهت الحرب الباردة حاولت ان تثبت للعالم انها متسيدة هذا العالم فأقحمت نفسها في كثير من الحروب التي انتصرت فيها في الغالب ، لكن تمددها المفرط ودخولها في كثير من الحروب ادى الى استنزافها حرب العراق عام 2003 التي تشير الوقائع اغلبها انها هزمت في هذين الحربين ، وقد اطلقنا على هذين الحربين تحديات خارجية ذاتية لأنها لم تكن تحديات داخلية ، وانما كانت خارجية لكن الولايات المتحدة اقحمت نفسها فيها بإرادتها .
إذ تؤكد الوقائع الحربية والاقتصادية تراجع الولايات المتحدة الامريكية في حربها على العراق ، اذ انها استنزفت الميزانية الامريكية من الناحية الاقتصادية وارهقتها ، مما اثر بدوره على الداخل الامريكي ، فضلاً على تراجع آلتها العسكرية وخسائرها في المعدات والجنود ، واثبتت الحرب على العراق خطأ المقولة : ان الجندي الامريكي لا يهزم .
المطلب الاول : التكاليف الاقتصادية
يقول وليام نورد هاوس عالم الاقتصاد في جامعة يل : بأن لدى الحكومات دوما حافزاً ً للتقليل من حسابات تكاليف نزاع ما. "لأنه، إذا كانت الحروب -برأيهم- قصيرة ورخيصة ومن دون إراقة للدماء فيها، حينها، سيكون الأمر أسهل بكثير لإقناع الجماهير والكونغرس للإذعان لأمر الرئيس في شنها([1]). كان أكبر مصدر للتقليل من حجم التقديرات في وضع هذه الحرب هو الملاحظة التي دارت بين البعض في هذه الإدارة الحالية التي تقول بأن الحرب ستكون مجرد رقصة زنجية "Cake Walk" أي سهلة ورخيصة وخفيفة، وبأنه حالما تتم الإطاحة بنظام صدام حسين، فإن بناء ديمقراطية فعالة في العراق هي الخطوة التالية غير المكلفة نسبياً.([2])
وقد انفقت الولايات المتحدة الامريكية نحو عشرات المليارات من الدولارات سنوياً في العراق ، وهو مبلغ هائل بالنسبة للاقتصاد الامريكي اثقل كاهله الركود ، وفي سعي اوباما المستميت لتوفير المال من اجل مشروعات الانعاش الاقتصادي الكبيرة والانفاق الزائد على النزاع بين باكستان وافغانستان ، فأنه لطالما حاول خفض التزامات الولايات المتحدة تجاه العراق[3]
وبلغت التكاليف الاولية للحرب على العراق نحو 100 مليار دولار([4]) ، تضاف اليها 6 مليارات دولار شهريا على العمليات في العراق([5]).
وفي دراسة عن مركز التقدم الاميركي ان تكلفة الجندي الاميركي الشهرية في العراق تبلغ 35 الف دولار امريكي ، اذ تبلغ تكلفة الوجبة الغذائية للجندي الواحد اكثر من ستة دولارات ، اما تكلفة القاء القنابل فتتراوح ما بين 10 الاف دولار الى 15 الف دولار في الساعة ، في حين بلغت تكلفة حاملة الطائرات الواحدة ثلاثة ملايين دولار يوميا([6]).
المطلب الثاني : التكاليف الحربية
لا تقل الخسائر المادية خطورة في حسابات الكلفة إن لم تكن أكثر أهمية وخصوصا في حالة الولايات المتحدة الأمريكية وطبيعة تمويل الحروب فيها ، فبعد أن كانت كلفة الحرب شهريا 4 , 4 مليار دولار سنة 2003، ارتفعت عام 2008 لتصل الكلفة إلى 12 مليار دولار شهريا.
وقد تنبأ ( جيمس غالبرايت ) استاذ الاقتصاد بجامعة تكساس بقوله : (( بأن حرب العراق ستكون – في الاجل الطويل – خنجراً في قلب الاقتصاد الامريكي ... ومن المرجح ان تزيد وضع الدين القومي الخارجي والتضخم سوءاً ... وستسهم هذهِ الحرب في فوضى نقدية عالمية، وفي عقد من الاضطرابات الاقتصادية ))([7]).
وتؤكد الوقائع الحربية تراجع الولايات المتحدة في العراق اذ فشلت نظرية تعاظم القدرة العسكرية وتكاملها التقني والفضائي والنووي والمعلومات فشلا ذريعا في العراق امام القوة اللامتماثلة([8]). ولكن لحساب الخسائر الحقيقية للجيش الامريكي في العراق يجب ان نعلم ان الجيش الاميركي في العراق يضم اربع مجموعات هي :
فعلى وفق وزارة العمل بالأعتماد على سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الاسر التي طلبت التأمين ، فقد بلغ عدد القتلى المدنيين الامريكان من مقاولين ومهندسين عبر المدة من عام 2003 الى عام 2010 في العراق فقد وصل نحو 1487 شخصا([10]).
تقدير خسائر الامريكان في العراق لغاية 2010
عدد الجرحى | عدد القتلى | عدد القتلى من مرتزقات الشركات | عدد القتلى في الاجتياح | الاجمالي |
224000 | 44800 | 1315 | 300 | 46415 |
المصدر : د. عبد علي كاظم المعموري وبسمة ماجد المسعودي ، الامم المتحدة والتضحية بالأمن الانساني في العراق ، ط 1 ، ( بغداد : مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، 2011 ) ، ص 400 .
اذ تؤكد الأرقام والوثائق أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتى الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.
وقد قال الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتال برادلي ودبابات ابرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح[11].
يقول بيتر سينغر مدير دراسات الدفاع في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب Wired for War :"اننا وصلنا إلى نقطة تحول في تاريخ الحرب ، وربما في تاريخ الإنسانية.. لم يكن هناك سوى حفنة من الطائرات بدون طيار عندما غزت الولايات المتحدة العراق في 2003 ، واليوم هناك أكثر من 7000 طائرة من هذا النوع وفي القريب سيقومون بإنتاج عشرات الآلاف منها[12]
فضلاً على حدوث الازمة المالية في داخل الولايات المتحدة الامريكية ، اذ ان انشغال الإدارة الأمريكية بالسياسات الخارجية والهيمنة العدوانية وإهمالها للوضع الداخلي([13]). فالسياسات غير السليمة التي اتبعتها الولايات المتحدة الامريكية عبر السنوات الماضية التي شهدها العالم ادت الى ارتفاع الانفاق العسكري الذي ادى بدوره الى ارتفاع حجم الديون الامريكية التي قدرت حسب المصادر الامريكية بما يقرب 11 ترليون دولار([14]). فضلاً على توظيف الموارد الاقتصادية الامريكية بما يخدم سياسها وهيمنتها الخارجية على حساب اهمال المراقبة والمتابعة المالية للأوضاع الداخلية([15]).
بالإضافة الى زيادة حالات الامراض العصبية وحالات الانتحار لدى القوات الامريكية في العراق ، فقد كانت اخر الارقام التي نشرت ان حوالي (600) مجند امريكي تم ترحيلهم من العراق الى الولايات المتحدة بسبب امراض عصبية ، كما ان نسبة الانتحار بين المجندين من القوات الامريكية في العراق هي اعلى من اية نسبة حدثت في حروب امريكية اخرى[16].
المطلب الثالث : تراجع السمعة الاخلاقية
ان قيام الجيش الامريكي بالانتهاكات في العراق ، اذ كان للصور والقصص التي تسربت من العراق اثر بالغ الضرر على سمعه الولايات المتحدة وجيشها ، باعتبار ان الولايات المتحدة عضو فاعل في النظام الدولي ومن مناصري حقوق الانسان . اذ يقر الجنرال ديفيد بترايوس بان الأضرار التي لحقت بسمعه الولايات المتحدة من سجن ابو غريب لها أثر دائم على سمعتها ، واصفا اياها بغير المقبولة.
ويضيف برجنسكي مستشار الرئيس الامريكي كارتر لشؤون الامن القومي ، ثلاث نتائج اثرت سلبا على مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم من جراء حربها على العراق([17]) :
و أكد (زيبيغنيو برجنسكي) ان الحرب في العراق تعد كارثة تاريخية واستراتيجية واخلاقية نفذت بموجب افتراضات زائفة ، وهي تقوض شرعية الولايات المتحدة العالمية ..." ويضيف قائلاً :" من منطلق المصالح القومية للولايات المتحدة ، فان هذا امر ينذر بالسوء، في استمرارية الولايات المتحدة على الاخفاق في تحقيق تقدم في ورطتها الدموية في العراق([18]).
اما مادلين اولبرايت التي تولت وزارة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون فقد قالت : (( ان غزو العراق وما تلاه في نهاية المطاف يعد من اسوأ كوارث السياسة الخارجية في التاريخ الاميركي ))([19]). فضلاً على انها كانت ترى ان فشل ادارة بوش في العراق كان متوقعا([20]). فأندحار الولايات المتحدة في العراق كان من المتوقع ان تكون له مضاعفات خطيرة على مكانة الولايات المتحدة العالمية ، اذ ان خسارتها في فيتنام اذا ما قيست بخسارتها في العراق فأنها جاءت محدودة([21]).
لقد بدد الجهد الاميركي في العراق موارد مالية واقتصادية كان بالأمكان استخدامها بأسلوب افضل في اماكن اخرى ، وفرض ضغوطا اضافية على الاسس الاقتصادية والعسكرية للقوة الاميركية والتي هي مجهدة اصلا([22]).
لذا عمدت الادارة الامريكية الى الاسراع في الانسحاب من العراق ، للتكلفة الاقتصادية الكبيرة للفعاليات العسكرية الامريكية المختلفة في هذا البلد وما لحق بها في داخل الولايات المتحدة ، الامر الذي اثر على الخطط الاقتصادية الامريكية وزاد من العبء على دافع الضرائب الامريكي([23]).
وبذلك فأن الحرب على العراق شكلت ثقباً كونياً للإدارة الامريكية التي عجزت عن سده وترميمه رغم كل ما تملكه من امكانيات لا حدود لها جراء الفعل العراقي المقاوم الذي لم يعطي للمحتل فرصة لالتقاط انفاسه بل اغرقه في الخسائر البشرية والمادية الكثيرة . وجراء ذلك فأن الوضع العراقي وما حصل فيه طيلة سنوات 2003 حتى الانسحاب الامريكي منه عام 2011 ، قد شهد خسائر هائلة وتعرض لها الجانب الامريكي ، بل ان الوضع العراقي كان ابرز اجندة كل السياسيين الامريكيين من هم داخل الادارة او خارجها وبات اللفتة الرئيسة التي تعطي الفوز لمرشحي الرئاسة عام 2008 والتي خطف فيها الفوز المرشح في حينها باراك اوباما جراء برنامجه الانتخابي الذي كان يؤكد على ضرورة اعادة الجنود الى الديار بعد ان ادرك الجميع بالفشل الذريع الذ تعرض له على الساحة العراقية والتي اعادت لذكارتهم التجربة الفيتنامية وما لقوه فيها من هزيمة وخذلان[24].
وبذلك ارتكبت الولايات المتحدة الامريكية اخطاء استراتيجية رئيسة في الاعداد للوضع ، فلقد برهنت على ان باستطاعتها ان تخوض حرباً خططت لخوضها _ حرب اقليمية تقليدية _ بكفاءة ملحوظة ، وبتكلفة منخفضة ، وبسرع كبيرة لكن المشكلة ان الولايات المتحدة اختارت استراتيجية ذات اهداف لما بعد الصراع غير واقعية ومن غير الممكن تحقيقها ، لقد خططت فحسب لحرب ان ارادت ان تخوضها وليس ((للسلام)) الذي كان من المؤكد ان يعقبها[25]
فضلاً الخسائر المادية من خلال الخسائر التي تكبدتها القوات الامريكية على يد المقاومة العراقية التي اثبتت ان الجندي الامريكي من الممكن ان يهزم .
كما لا يمكن اغفال التراجع في السمعة ( الاخلاقية ) للولايات المتحدة الامريكية على مستوى العالم نتيجة الحجج غير المبررة التي صاغتها الادارة الامريكية في حربها على العراق ، فضلاً على الانتهاكات التي قامت بها القوات الامريكية في العراق وابرز مثال على ذلك هو معتقل ( ابو غريب ) الذي ذاع صيته على مستوى العالم .
([1]) ويليام- د – نوردهاوس – "العواقب الاقتصادية للحرب مع العراق : النفقات، العواقب والبدائل ، ( دمشق : مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية ، 2002 ) ، ص ص 78 -89 .
([2]) ويليام د. هارتوغ ، العراق وتكاليف الحرب : السياسة الخارجية تحت المحرق ، تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية للسياسة الخارجية ، ( دمشق : مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية ، 2006 ) ، ص 3 .
([6]) نقلا عن د. عبد علي كاظم المعموري محررا ، التقرير الستراتيجي العراقي ، ( بغداد : مركز حمورابي للبحوث والدراسات الستراتيجية ، 2008 ) ، ص 144 .
([7]) فيليس بينس ، السياسة الخارجية في بؤرة الاهتمام ، مجلة المستقبل العربي ، العدد ( 309 ) ، ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ، 2004 ) ، ص 20 .
([8]) د. مهند العزاوي ، وهم النصر والهروب الى الامام ، ( دمشق : مركز الشرق العربي ، 2010 ) ، 27 .
([9]) د. خير الدين حسيب ، العراق الى اين ؟ : العملية السياسية مآلها الفشل ولا مخرج لامريكا الا المبادرة الوطنية ، مجلة المستقبل العربي ، العدد ( 327 ) ، ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية ، 2006 ) ، ص ص 18 – 19 .
([10]) نقلا عن عامر عبد المنعم ، مقتل الجيش الاميركي في العراق ، ( دمشق : مركز صقر للدراسات الاستراتيجية ، 2011 )
[11] http://www.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=2895
[12] http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=19423
([13]) عبد الله شاهين: "الأزمة المالية العالمية (أسبابها وتداعياتها وآثارها على الاقتصاد، بحث منشور على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنيت ) على الرابط التالي : www.eugaza.edu.ps htt /
([14]) فريد كورتل ، الازمة المالية العالمية : التنبؤ بالأزمة – فرص الاستثمار المتاحة في ظلها والحلول الممكنة لمواجهتها ، بحث مقدم الى المؤتمر العلمي الدولي حول الازمة المالية والاقتصادية والدولية والحوكمة العالمية، ( الجزائر : جامعة فرحات عباس سطيف – كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ، 2009 ) ، ص 5 .
([15]) اشرف محمد دوابة ، الازمة المالية العالمية : رؤية اسلامية ، ط 1 ، ( القاهرة : دار السلام للطباعة والنشر ، 2009 ) ، ص 14 .
[16] Shankar Vedantam, «Veterans Report Mental Distress,» Washington Post, 1/3/2006, p. A01
([18]) زيبغنيو برجسكي ، خارطة طريق للخروج من العراق ، صحيفة الشرق الاوسط، العدد (10304) في 13/2/2007
([19]) مادلين اولبرايت ، الجبروت والجبار : تأملات في السلطة والدين والشؤون الدولية ، تعريب عمر الايوبي ، ( بيروت : الدار العربية للعلوم ناشرون ، 2006 ) ، ص 161 .
([20]) مادلين اولبرايت ، مذكرة الى الرئيس المنتخب : كيف يمكننا استعادة سمعة اميركا ودورها القيادي ، ط 1 ، تعريب عمر الايوبي ، ( بيروت : الدار العربية للعلوم ناشرون ، 2008 ) ، ص 200 .
([21]) د. رشيد الخالدي ، العراق والامبراطورية الامريكية : هل يستطيع الامريكيون العرب التأثير في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط ؟ ، سلسلة محاضرات الامارات ، العدد ( 113 ) ، ( ابو ظبي : مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، 22008 ) ، ص ص 10 – 11 .
([22]) ريتشارد ن . هاس ، الفرصة : لحظة اميركا لتغيير مجرى التاريخ ، ط 1 ، تعريب اسعد كامل الياس ، (الرياض : العبيكان ، 2007 ) ، ص 230 .
([23]) د. عامر هاشم عواد ، مستقبل الاستراتيجية الامريكية في العراق بين الاستمرارية والتغيير ، مجلة دراسات دولية ، العدد ( 36 ) ، ( بغداد : مركز الدراسات الدولية ، 2007 ) ، ص 182 .