15 Jul
15Jul


المعهد الجمهوري الدولي IRI 

حينما نتحدث عن هجوم الولايات المتحدة على العراق لابد لنا من التحدث عن الرؤوس العراقية التي انطلقت من كل صوب للفوز بفتتات الذل الذي اعطاهم اياه الاحنببي فبعضهم استعجل قبل غيره فهرع الى جارنر وهو بعد في الكويت قبل نزوله الى العراق، ليعرض عليه خدماته. وبعضهم انسل الى واشنطن، وبعضهم بقي في طهران منتظرا، وبعضهم في العراق بدأ في شراء بدلات واربطة عنق جديدة وتلميع احذية انتظارا للحضور بين يدي السادة الغزاة.

دخل الجيش اولا، وبعد انتهاء ضربة الصدمة والترويع، دخل الغزاة المدنيون، المنظمات والشركات والهيئات وكتائب كنيسة بوش، والأيادي الناعمة والوجوه الطرية الباسمة، هؤلاء الذين سوف ينهون ما لم يستطعه الجيش. هؤلاء الذين سيغسلون ما تبقى من ذاكرة عراقية في وجدان الشعب.

كلمتان سحريتان اطلقهما هؤلاء: الديمقراطية والمرأة. الاولى تعني مؤسسات وآليات وبيع الوطن للشركات. الثانية لازمة لابد منها في كل الحروب الامريكية لأن الصورة النمطية للمرأة العربية و المسلمة هي المرأة المنقبة المسربلة بالسواد القابعة في البيت. ولكن كانت هناك مشكلة صغيرة في العراق. المرأة قبل الغزو كانت في كامل حريتها، سافرة، تدرس مثل الصبيان تماما، وتعمل وتسافر وقد مكنتها الحروب والحصارات فصارت مثل الرجل قوة وصلابة واعتزازا بقدراتها. ماذا يفعل الغزاة إذن ؟ لابد أن يعيدوها الى البيت، خطف واغتصابات، وستعود الى البيت حتما، ثم ضع في الحكم خصيان يلبسون العمامات، وانت تضمن انهم سوف ينقبون نساءهم خوفا من فقدانهن.. الان اصبح لديك النمط السائد للمرأة المسلمة والعربية في الذهنية الغربية: المرأة المقهورة التي تحتاج الى التحرير. الآن يمكن لمنظمات بوش الداعية الى تحرير المرأة العراقية ان تزاول عملها بدون حرج.

وهكذا انبثقت آلاف المنظمات العراقية الجديدة: يكفي ان يكون في الاسم كلمة ديمقراطية او المرأة، وبعمل موقع ركيك باللغة الانجليزية وضح فيه اهدافك التي بالصدفة سوف تتطابق مع نفس خطاب المحتل، ولا تنسى أن تقول ان منظمتك (غير ربحية) و انها عمل تطوعي حتى تنهال عليك التبرعات. بعد ذلك اجمع اثنين ثلاثة من اخوانك أو اعمامك أو جيرانك . أصبح الان لديك منظمة يمكن أن تذهب بها بكل فخر الى المانح المنتظر في المنطقة الخضراء. وسوف تأخذ التمويل وتمر بورشة تدريب حول كتابة التقارير والقيام بمسوحات، والانتظام في تلقي تعليمات الهيئة او الشركة التي ستمولك.

أول نشاطك سيكون اقامة ندوة في مقر الجمعية حول اي شيء ديمقراطي حسب المرحلة : الانتخابات، حرية التعبير الخ. واذا كانت منظمتك نسائية فسوف تشتري بالتمويل ماكنة خياطة او اثنين وتأتي بسيدة فقيرة او اثنين من الحي الذي تسكنه وتعلمهما الخياطة. والآن التقط صور بعض الشعراء او المتأدبين الذين حضروا ندوتك وصورا للسيدتين على ماكنة الخياطة من زوايا مختلفة، وانشرها في موقعك وضع الى جانبه كلمات حول نشاطك الرهيب الذي انتشل العراقيين من ظلام الجهل الى الصباح الجديد. وضع تصريحات لرئيس أو رئيسة الجمعية . الخطوة التالية ان تبعث بروابط هذه النشاطات الى الصحف ووسائل الاعلام، والمواقع وطبعا الى المانحين.

بعد ذلك، قم بوضع بقية مبلغ المنحة في حسابك الشخصي في البنك، واسهر ليلة او ليلتين بكتابة فواتير صرفيات لتبرير اختفاء المبلغ اذا كان هناك من سوف يسائلك من المانحين. وعليك ان تأخذ درس مثلا ستقول ان الشعراء والباحثين الذين لم يصدقوا انفسهم وهم يجدون منبرا يخطبون فيه في ندوتك، قد استلموا اجورا ضخمة لقاء مشاركتهم الميمونة، والامريكان سوف يتفهمون ذلك لأن هذه هو العرف السائد عندهم فلا أحد يقدم شيئا تطوعا. وفي حالة ماكنة الخياطة، سوف تبالغ في اسعار القماش وفي مخصصات الحضانة التي اضطرت المرأة العراقية المحررة ان تضع اولادها فيها قبل ان تأتي لتعلم الخياطة، وهناك الشيء لزوم الشيء في قطع غيار الماكنة، وفي المولدة الكهربائية التي اضطررت لتركيبها من اجل المشروع النهضوي هذا في الواقع هناك باب واسع من الشيء لزوم الشيء في منظمات المرأة.

وبما اننا اليوم في عيد المرأة العالمي، فإن نشاطات جمعيات المرأة التي لا تعد ولاتحصى في العراق سوف تزدهر هذا اليوم، ندوات، حوارات، خطب، مناسبات، تهاني، حفلات، ولائم . فالمرأة العراقية اليوم في عيد.

وان أغلب الذين انتظموا في جميعات المجتمع المدني المتمولة امريكيا هم من اليسار. وهذه مسألة تستحق الدراسة فعلا. توضح لك كم كانت مضللة شعاراتهم: وطن حر وشعب سعيد! ودكتاتورية البروليتاريا، وياعمال العالم اتحدوا، والاشتراكية والامبريالية الخ. سرعان ما بدلوا سيدا بسيد. ذهب السوفيت وجاء اليانكيز، وبدلا من الحديث عن الاشتراكية صار الحديث عن السوق الحرة والديمقراطية . المهم إن من يفعل ذلك هم المخضرمون من اليسار، الذين اشبعونا شعارات جوفاء، الذين صارت اعمارهم تقارب الستين في العصر الامريكي هذا، وهم يريدون أن يلحقوا شيئا من ذهب المعز قبل ذهابهم. يأبون الا أن يهيلوا على رؤوسهم تراب الخيانة والارتزاق قبل انزياحهم عن حياتنا.

ربما يظن الفرد العراقي الذي أخذ على حين غرة، أن الانتخابات المتكررة التي شارك فيها زاحفا على بطنه، كانت بفعل ارادته الحرة، وان صوته كان له مغنى ومعنى. وأنه أحدث فرقا في الانتخابات الأخيرة، التي أنشد في تمجيدها المداحون الكذابون. ان الانتخابات، منذ 2005 وحتى الآن كانت بترتيب وتنظيم وتوجيه وتحضير ومعاناة وشقاء المعهد الجمهوري الأمريكي IRI وله الفضل في أن تنتخب السيستاني سابقا او المالكي حاليا واي واحد آخر تقرره العصابة في واشنطن مستقبلا.

 

 

المعهد الجمهوري الدولي IRI؟

تأسس المعهد الجمهوري الدولي في 1983 في عهد ريغان. وبعده تأسست المنحة القومية للديمقراطية NED من قبل الكونغرس في 1983 وهي آلية لتمرير التمويل من الكونغرس للمعهد الجمهوري الدولي وثلاث معاهد اخرى هي :

المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية

المركز الامريكي لتضامن العمل الدولي (معهد التضامن)

مركز المشاريع الخاصة الدولية

معظم التمويل للجمهوري يأتي من منحة الديمقراطية. مهمته العمل في الخارج لدعم الاحزاب السياسية تدريبا وتمويلا. ومعظم القائمين عليه من من وسط اليمين الجمهوري وأقصاه المتطرف مثل المحافظين الجدد. ويرتبطون بعلاقات وصلات مع مؤسسات الفكر اليمين ومعاهد السياسة وشركات النفط والسلاح والبنوك.

شركاه في العمل:

وزارة الخارجية الامريكية

الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID

المنحة الوطنية للديمقراطية NED

المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية NDI

المعهد الدولي لانظمة الانتخابات. IFES

هيئة مجلس الرئاسة في IRI

1- جون ماكين، رئيس مجلس الادارة – عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ

2- بيتر ماديجان – نائب الرئيس – رئيس شركة جونسون وماديجان وبيك/ ونائب مساعد سابق لوزير الخارجية للشؤون التشريعية في وزارة الخارجية الامريكية

3- جي وليام ميدندورف الثاني – السكرتير ومدير الخزانة – رئيس مجلس ادارة شركة ميدندورف وشركاه/ وزير سابق للبحرية / السفير الامريكي السابق للاتحاد الاوربي

4- بول بريمر الثالث، حاكم العراق السابق / ورئيس مجلس ادارة المفوضية القومية للارهاب سابقا، وسفير امريكي سابق في هولندا/ رئيس شركة مارش للارهاب

5- جاهل هودجز برت – نائب رئيس مجلس الادارة، الاكاديمية الامريكية في برلين/السكرتير الاجتماعي سابقا في البيت الابيض

6- ديفد دراير، عضو بارز في لجنة مجلس النواب للانظمة

7- لورنس ايجلبرجر – وزير خارجية سابق وسفير امريكي سابق في يوغسلافيا

8- فرانك فهرنكوف رئيس والمسؤول التنفيذي في رابطة الالعاب الامريكية American gaming association – رئيس سابق للحزب الجمهوري

9- اليسون فورتير – نائبة رئيس برامج الصواريخ الدفاعية في شركة لوكهيد مارتن – مساعدة خاصة سابقة للرئيس لشؤون الامن القومي

10 – العمدة جيمس جارنر – عمدة سابق في نيويورك

11- جانيت مولينز غريسوم – شريكة في شركة جونسون ماديجان وبيك – مساعدة سابقة لوزير الخارجية للشؤون التشريعية

12- تشك هاجيل عضو مجلس النواب من 1997 – 2008

13- شيريل هالبيرن – رئيس مجلس ادارة شركة البث العام – في مجلس امناء معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط- عضو هيئة ادارة معهد الدفاع عن الديمقراطية

14- وليام هايبل – رئيس مجلس ادارة والمدير التنفيذي لمؤسسة البومار El Pomar Foundation – مستشار خاص سابق للرئيس الامريكي

15- جيم كولب عضو مجلس النواب لمقاطعة اريزونا 1985-2006

16- مايكل كوستيو – مدير في الحزب الجمهوري وعضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ

17- ستيفان مينيكيس – مستشار شركة زينوفون ستراتيجيز Xenophon strategies- سفير سابق لمنظمة الامن والتعاون في اوربا

18- كونستانس بيري نيومان – مستشار خاص للشؤون الافريقية في شركة كارمن- مساعد سابق لوزير الخارجية للشؤون الافريقية – مدير سابق لافريقيا في USAID

19 – اليك بوانيفنت الثاني – رئيس مجلس شركة المعادن الشرقية الجنوبية Southeastern Minerals عضو اللجنة الجمهورية في جورجيا

20 – جون روجرز – مدير ادارة وعضو لجنة ادارة بنك جولدمان ساخس

21- راندي شيونمان – رئيس ومالك شركة اوريون ستراتيجيز Orion strategies- عضو لجنة تحرير العراق

22- جوزيف شماكلر – مدير تنفيذي في شركة متسوبيشي الامنية Mitsubishi UFJ Securities Co., Ltd.

23- برنت سكوكروفت – رئيس منتدى السياسة الدولية ومساعد سابق للرئيس لشؤون الامن القومي وجنرال متقاعد من القوة الجوية

24- مارجريت تاتوايلر- نائب رئيس ورئيسة قسم الاتصالات الدولية والشؤون العامة في شركة ميريل لينش- وكيل وزارة الخارجية سابقا لشؤون الدبلوماسية العامة والشؤون العامة وسفير سابق في المغرب.

25- اولين وذنغتون – رئيس مجلس ادارة شركات AIG في الصين- مساعد وزير سابق للشؤون الدولية في وزارة الخزانة

26- ريتشارد وليامسون – مندوب رئاسي الى السودان- شريك في شركة ونستون وسترون Winston & strawn- مندوب سابق في وزارة الخارجية للشؤون السياسية الخاصة في الامم المتحدة .

وكلهم كما ترون كانوا مسؤولين حكوميين ولديهم ارتباطات بشركات سلاح او نفط او امن او بنوك واستثمارات. وأكثر من نصفهم يهود.

المعهد لديه مكاتب تدير برامج الانتخابات في كل من :

افغانستان- انجولا- ارمينيا –اذربيجان- بنغلادش- بيلا روسيا- بوليفيا- البوسنة-الهرسك- بلغاريا- بورما – كمبوديا- الصين – كولومبيا- كرواتيا- كوبا- التشيك-تيمور الشرقية - مصر – استونيا- جورجيا- غواتيمالا- هايتي- هنغاريا- اندونيسيا-العراق- ساحل العاج- الاردن- كازاخستان- كينيا- كويت- قرغيزيا- لاتفيا- لبنان-لايبريا- لثوانيا- مقدونيا- مالايزيا- مالي- المكسيك- مولدوفا- مونغوليا- مونتنيغرو-المغرب- نيكاراغوا- نايجريا- عمان- باكستان- بيرو- بولندة- رومانيا- روسيا-صربيا- سلوفاكيا- سلوفينيا- صومال لاند- جنوب افريقيا- سري لانكا- السودان - تركيا-اوغندا- اوكرانيا- فنزويلا- الضفة الغربية وغزة- زمبابوي

وإذا دققتم النظر ترون انها كلها بلاد لها صبغة خاصة، فهي في مناطق قلاقل وحروب، أو انها دول (مارقة) في نظر أمريكا وتريد تأديبها او اخضاعها أو الهيمنة المباشرة عليها، وهي دول في مواقع استراتيجة او ذات موارد طبيعية كبيرة او لها علاقة باستقرار اسرائيل واستقرار امريكا.

مهمة المعهد :

له مهمتان اساسيتان:

1- احداث انقلابات على أنظمة الحكم غير المرغوب فيها امريكيا

2- السيطرة على الانتخابات لتوجيه الناخب للتصويت لمن تريده أمريكا

كيف يعمل المعهد الجمهوري الدولي :

بولندا- انشاء احزاب يمينية

يفاخر المعهد الجمهوري بانه وحد ونظم احزابا سياسية من الوسط واليمين الوسط من اجل خلق تجمع واحد سمي AWS وحكم بولندا، مع شريكه في التحالف حزب UW من 1997 الى 2001. ويفاخر المعهد بانه قدم التدريب والحملات الدعائية والاتصالات والبحث الذي ساعد على تنظيم وانشاء هذا التجمع. وبعد استلامه الحكم ساعدهم المعهد في اجراء حملات اعلانية لمنع الانقسام بسبب توترات داخلية.

مصر

5 حزيران 2006

أعلن المتحدث الصحافي باسم الخارجية المصرية أنه تم استدعاء مديرة المعهد الجمهوري الدولي في مصر جينا لندن بحضور مسؤول من السفارة الأميركية بالقاهرة وإبلاغها رسميا بوقف أي نشاط للمعهد في مصر لحين الحصول على تصريح رسمي بذلك. وبدأ المعهد البحثي نشاطه في مصر في اب من العام الماضي وقالت مديرته في حوار لصحيفة نهضة مصر أول من أمس أنها كلفت مكتبا قانونيا في مصر لتسجيل المعهد قانونيا وإشهاره مشيرة إلى أن الاتفاقات الموقعة بين مصر والوكالة الأميركية للتنمية تسمح لها بالعمل في مصر.

ورد المتحدث الصحافي باسم الخارجية المصرية أمس بأن تصريحات لندن للصحيفة المصرية انطوت على خلط غير مقبول بين حصول المعهد كمنظمة غير حكومية أجنبية ترغب بالعمل في مصر على ترخيص يسمح له بممارسة أنشطته وبين تلقي المعهد دعما من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأوضح المتحدث أن تصريحات مديرة المعهد يفهم منها أن هناك اتفاقا بين الحكومتين المصرية والأميركية يسمح للمعهد بممارسة نشاطه في مصر دون الحصول على تصريح. وهو ما نفاه المتحدث

وقالت مديرة المعهد إنها عملت خلال الفترة الماضية على تقييم احتياجات الأحزاب السياسية مشيرة إلى موافقة خمسة أحزاب على التعامل مع المعهد هي أحزاب الوطني والناصري والتجمع والوفد والغد)

لاحظوا كيف تنخرط احزاب تعتبر نفسها معارضة للحزب الوطني الحاكم في التمول من نفس المنبع، حزب يزعم انه قومي ويتخذ من اسم عبد الناصر واجهة (سبق لجريدة الحزب ان ارسلت محررتها الثقافية لحضور مهرجان المدى في اربيل برعاية الامريكان وطالباني وبرزاني وللتهنئة بالاحتلال وبحلول ديمقراطية المعيز ) والتجمع الذي يزعم الماركسية (ايضا من اشد مؤيدي الاحتلال الامريكي للعراق)، اما الوفد والغد فهما من الاحزاب الليبرالية التي تضرب تعظيم سلام للامريكان.

ولكن لا شيء يثير الدهشة بعد الان، أليس كذلك ؟ العبرة التي نأخذها من الخبر أعلاه هو انه حتى حكومة مصر النائمة في نفس فراش الامريكان تخشى ان يقلب المعهد عليها الموازين حسب خبرته السابقة في الانقلابات.

العراق ؟

دعم المعهد الجمهوري لانتخابات مجالس المحافظات بيان صحفي 19 شباط 2008

تحضيرا لانتخابات مجالس المحافظات لعام 2009 في العراق، عقد المعهد الجمهوري في 31 كانون الثاني بالتعاون مع جماعات المجتمع المدني العراقي برامج تدريب وتعليم للناخب، مستهدفا الشباب والنساء والاقليات في عموم العراق.

وبشكل اجمالي ادار المعهد ندوات لعدد 58 مرشحا وموظفي ادارة الحملات الانتخابية ورعى المعهد 293 ندوات لتعليم الناخب. اضافة الى ذلك ومن اجل دعم جهود منظمات المجتمع المدني العراقي المحلية، اصدر المعهد 7 برامج اعلام منفصلة تضمنت برامج حوارية وبث اذاعي لمناقشة القضايا المطروحة، واجتماعات في مجالس المحافظات لمناقشة اسئلة رجل الشارع من قبل القادة السياسيين واعلان تلفزيوني حول كيفية الانتخاب في النظام الانتخابي الجديد.

وقدمت للناخب العراقي اكثر من 3 ملايين مادة اعلامية بشكل نماذج استمارات انتخاب، ونشرات وصحف، بتمويل من مكتب وزارة الخارجية الامريكية لشؤون حقوق الانسان والديمقراطية والعمل. كما شارك المعهد او قاد عدة احداث كبيرة في واشنطن حول الانتخابات. وقد خدم مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا توم غاريت في لجنة تابعة لمعهد سياسات الشرق الادنى مع نظيره ليس كامبيل من المعهد الديمقراطي الوطني في الاسبوع قبل الانتخابات العراقية .

بعد يوم الانتخابات استضاف المعهد طاولة مستديرة في واشنطن يوم 4 شباط لمناقشة عملية الانتخاب حيث ان النتائج لم تكن قد عرفت بعد . المشاركون في النقاش كانوا : نيكولاي ملادينوف عضو البرلمان الاوربي، جوليا بيليج باكوفيتش وايرين ماثيوس مدير برنامج العراق للمعهد الديمقراطي الوطني . وانضم اليهم روبرت فارسالون (بالفيديو على البعد) وهو مدير مكتب العراق المقيم .

وقد القى المشاركون – الذين حضروا الانتخابات – الضوء على دور حركات الصحوة العشائرية، وكيف ان مساهمة العرب السنة اثرت على الانتخاب، وكيف ان المالكي نجح في هذا الاختبار السياسي المهم وما اذا كانت الانتخابات المحلية يمكن ان تكون مقياسا لانتخابات وطنية قادمة . وقالت السيدة باكوفيتش التي حضرت ايضا انتخابات 2005 بان تغييرات كبيرة حدثت في العراق توضحت باستخدام المرشحين للقضايا بدلا من الرموز الطائفية في 2009 في حين ان نظيرتها السيدة ماثيوس وصفت العملية بانها (حملة انتخابية حيوية ) كانت مهمة سياسيا للتحضير للانتخابات العامة في كانون الاول.

ومرة اخرى انضم موظفو المعهد الجمهوري الى المعهد الديمقراطي من اجل تقديم موجز عن الانتخابات الى مجلس الشيوخ في 6 شباط وظهرت جوليا بيليج باكوفتش مديرة المعهد لبرنامج العراق ضيفة خاصة في برنامج - تبادل خارجي- التلفزيوني.)

كيف يعمل المعهد في انشاء احزاب ومؤسسات عراقية

قبل انتخابات 2005 صرفت أمريكا 40 مليون دولار لإنشاء احزاب عراقية من خلال المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطي.

ثم بعد ذلك، ساعد المعهد الجمهوري في اعداد احزاب عشائرية (الصحوات) للانتخابات والاحزاب الاخرى وساعد البرلمان في اعداد مكتبة ومراجع. واهم شيء دعم مؤسسات فكرية think tanks فهي الشريكة في الديمقراطية .

ويرعى المعهد عدة مؤسسات عراقية واعدة ومعاهد سياسية وهم من مختلف الاطياف يدرسون مواضيع عديدة ويغطون مناطق جغرافية كبيرة .

هؤلاء كلهم اصحاب مؤسسات فكرية عراقية think tanks يرعاها المعهد الأمريكي الدولي والصورة مأخوذة من موقعه.

انتاج برامج حوارية

و يقدم المعهد لهذه المؤسسات الاموال والمساعدات الفنية ومؤخرا انتج برامج تلفزيونية يظهر فيها شركاء المؤسسات الفكرية واعضاء مجلس النواب لمناقشة قضايا تهم المجالس المحلية. (أي ان البرامج التي تستضيف نوعا معينا من السادة المحترمين في الحرة والعراقية وغيرها من القنوات لمناقشة الانتخابات هم من تأليف واخراج وانتاج  IRI

يقدم المعهد مساعدات التدريب على البحث واستشارات ويدعم مؤسسة فكرية في بغداد في طبع وتوزيع نشرة ربع سنوية مصممة لنشر الافكار الجديدة .

برامج الشباب

بتمويل من المعهد الجمهوري الدولي تأسس تحالف الشباب الوطني Nationwide Youth coalition في 2005 وهو تحالف ثلاثة مراكز شبابية منفصلة في مدن بغداد واربيل والناصرية يعملون معا من اجل تشجيع مشاركة الشباب في العملية السياسية . قامت المراكز بالتركيز على طلبة الجامعات والحث على المشاركة في الانتخابات والتدريب على التصويت . ومنذ 2006 دعم العهد حملة 25 التي قام بها التحالف وهو مشروع لزيادة الحد الادنى للترشيح في المناصب من 30 سنة الى 25 وزيادة المساهمة السياسية بين شباب العراق, اقيمت ورش عمل واحتفالات ولقاءات مع قادة سياسيين مهمين . ووزعت الاف النشرات واذيعت العديد من الحوارات التلفازية والاذاعية لتشجيع مشاركة الشباب للتصويت على اتجاهات معينة.

في 1 نيسان 2007 اخذ المعهد ممثلين من 10 احزاب سياسية عراقية الى كمبوديا ليعملوا مراقبين لانتخابات مجالس محلية في البلاد. كان العراقيون جزءا من لجنة انتخابات حرة ونزيهة في كمبوديا. وحتى تكون لهم خبرة في الانتخابات القادمة في العراق. اعضاء الوفد كانوا من احزاب: الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب الدعوة والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الاسلامي العراقي والاتحاد الاسلامي الكردستاني والتوافق الوطني العراقي والجبهة التركمانية العراقية وحزب الفضيلة الاسلامي والمجلس الاعلى .

ان أي مؤسسة فكرية الآن انشئت بعد الاحتلال وتحمل اسماء مثل (ديمقراطية) او (حرية) أو (شباب) (ستراتيجية ) (سلام) (مراقبة انتخابات) فلابد أنها مدعومة من قبل IRI .

كل هذه المؤسسات مهمتها تقديم بحوث وتقارير. واستفتاءات ومسوحات من قلب المجتمع العراقي، على اساس ان هذه هي ادوات الديمقراطية وبدونها لا يكون العراق في مصاف الدول الأليفة التي تحبها أمريكا. وايضا من الشيء لزوم الشيء في الديمقراطية ان تكون هناك منظمات رديفة تراقب هذه الاحزاب والجمعيات (مراقبة الانتخابات – مراقبة الاعلام – مراقبة البرلمان – مراقبة الحكومة – مراقبة الديمقراطية ) يعني جواسيس على بعضهم البعض.

 

 كيف تتربح شركات النفط من الديمقراطية

شركات النفط والسلاح والبنوك ووزارة الخارجية الأمريكية. ؟

بطبيعة الحال ينبغي إيصال الديمقراطية اولا بقوة شركات السلاح الى البلاد النفطية خاصة تلك التي أمم اصحابها النفط فيها. ولاحظوا انه بعد الحرب التي تمولها شركات السلاح، سوف تنشأ حروب اهلية وفتن داخلية وتتشكل ميليشيات وكل هؤلاء يريدون شراء السلاح، لقتال بعضهم البعض، وفي اثناء ذلك تنشط شركات النفط للاستيلاء على النفط في غفلة اهله وبتمكين العملاء الفاسدين المنصبين من قبل الغزاة. اما دور البنوك فهو تمويل عمليات النهب والقتل حتى يرسخ الإحتلال أقدامه، ويقوم بتنسيق كل ذلك وزارة الخارجية بالدبلوماسية الناعمة التي تعقب قرقعة السلاح وضجيج القنابل ودخانها. ولعل وجه ليث كبة مدير برامج NED للشرق الاوسط وشمال أفريقيا، خير دليل على نعومة أصدقاء ديمقراطية الدم والنفط.

لمنحة القومية للديمقراطية NED وهي الذراع المدني لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. هي الأداة التي توزع التمويل الحكومي الأمريكي على اربع منظمات أخرى هي المعهد الجمهوري IRI والمعهد الديمقراطي NDI ومركز خاص باتحادات العمال والنقابات ومركز خاص بالشركات. وهذه بدورها توزع المنحة الى منظمات اخرى وهذه الاخرى توزعها الى اخرى، وكلها خارج الولايات المتحدة، وهذا التسلسل هو الذي يضيع الحساب على الشعب الأمريكي والذي حسب دستوره عليه مراقبة اي جهة تصرف اموال دافعي الضرائب.

بعد المعهد الجمهوري والمعهد الديمقراطي، ياتي ليث كبة؟ ومؤسسة الخوئي؟ وموفق الربيعي ؟

ليث كبة؟ وابتسامته الواسعة وهو يكذب بهدوء حين كان بوق الحكومة على أيام الجعفري؟ لقد قلل من قيمة الديمقراطية والشفافية والنزاهة التي يريد ان يزعمها حين كان يكذب في كل تحليلاته وتصريحاته وهو يقلب الوقائع 180 درجة.

ليث كان يعمل مع موفق الربيعي في مؤسسة الخوئي (الخيرية) في لندن. هذه المؤسسة توصف بأنها مؤيدة للسياسات الأمريكية وكان تمويلها يأتي من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتقوم هي بتوزيع الاموال مرة اخرى على الجهات التي تريد. والمؤسسة مرتبطة مع المنحة القومية للديمقراطية NED من خلال ليث كبة وهو عنصر أزلي من عناصر السي آي أي مثل موفق الربيعي. وقد شغل منصب مدير برامج الديمقراطية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا

ليث كبة قبل هذا كان يعمل في مجلس ادارة المعهد العراقيIraq Foundation الذي تديره رند الرحيم مع شقيقها باسل الرحيم.

تأسس المعهد العراقي في 1991 من قبل مجموعة من العراقيين خارج العراق في الولايات المتحدة . الاهداف الرئيسية للمعهد تبدو مثل دليل في تطوير الديمقراطية: توسيع الديمقراطية بين العراقيين، تثقيف غير العراقيين بالعراق وتقوية دعم عراق جديد ديمقراطي، تثقيف غير العراقيين حول امكانية تحول العراق الى مشارك رئيسي في الاصلاح الديمقراطي والتطور الاجتماعي الاقتصادي في المنطقة في مناخ ديمقراطي ومجتمع مفتوح.

لأول وهلة يبدو الوجه العلني للمعهد العراقي لاغبار عليه، حيث يركز الموقع على تطوير الديمقراطية في العراق وله اهتمام خاص بالاطفال المعوقين والحقوق الدستورية والديمقراطية.

كان أول تمويل يحصل عليه المعهد من مؤسسة برادلي Bradley Foundation. والتمويل هذا يفضح الكثير عن المعهد فأهداف برادلي كثيرة ولكن أهم انجازاته كانت في حقول (اصلاح) التعليم اي خصخصته. (لعلنا هنا نتذكر ان المعهد العراقي شارك في وضع خطط وبرامج وتأليف مناهج لمدارس العراق بعد الاحتلال). وبشكل عام تسعى مؤسسة برادلي الى إعلاء شأن الرأسمالية بشكلها. وهي تمول المنظمات التي تدعو الى إلغاء برامج الرفاهية الاجتماعية وخصخصة خدمات الحكومات. هكذا نعرف حقيقة المعهد العراقي من تمويله.في 2003 استلم المعهد العراقي 1.648.914 دولار تمويلا من NED ووزارة الخارجية الامريكية . كان هذا مبلغا اكبر بكثير من مبلغ 265000 دولار الذي استلمه المعهد من منحة الديمقراطية في في 1998.

في مجلس ادارة المعهد العراقي اضافة الى ليث كبة :

 (وسنذكر دخل بعضهم السنوي في عام 2001 كما مدرج في استمارة 990 لعام 2002 وعنوان الاستمارة (معلومات المنظمات المستثناة من ضريبة الدخل) وهو تقرير يجب استيفاؤه كل عام مع هيئة العوائد الداخلية IRS من قبل كل المنظمات المستثناة من ضرائب الدخل الفدرالية تحت باب 501 من قانون العوائد الداخلية واذا كان عائد المنظمة المعنية السنوي عادة اكثر من 25 الف دولار.)

رند الرحيم فرانكي المديرة التنفيذية، كانت حصتها 60 الف دولار.

كنعان مكية – مدير استلم 24 الف دولار

باسل الرحيم – مدير

برهم صالح – مدير

مهدي البصام – مدير

هيثم الحسني – مدير

ريا برزنجي – استلمت 65 الف دولار

حسن منيمنة – مدير البرنامج استلم 75 الف دولار

ميشيل ستيفنز – موظفة 60984 دولار

رحمن الجبوري – منسق عراقي للمعهد

ارتباطات المؤسسين والاعضاء نجد صلات قوية بين المؤسسة وبين الاجندة الليبرالية الجديدة. اثنان من المؤسسين صيارفة وتجار عملة. احدهما باسل الرحيم يرأس شركة جسر التجار merchant bridge وهي من ابرز جماعات الصيرفة في (الشرق الاوسط). وكانت اول صندوق استثماري خاص يركز على (الشرق الاوسط). وقبلها كان يعمل في مؤسسة كارلايل سيئة الصيت والتي ترتبط بعائلة بوش وآل سعود وبن لادن. وفي عام 2004 عين من قبل وزارة الصناعة العراقية في حكومة الاحتلال مستشارا على بيع شركات القطاع العام الى القطاع الخاص. واتضح انه من غلاة الدعاة لتطبيق اللبرالية الجديدة في العراق وكان ضيفا على معهد المشاريع الامريكية وشهد امام لجنة الاقتصاد المشتركة في الكونغرس حول التحول الاقتصادي في العراق. وفي ورقة اعدها للمؤسسة قدم الرحيم الحجج الليبرالية المعهودة : ان الدولة العراقية ( من خلال تأميم النفط ) تمتلك 80% من الموارد المنتجة في القطر ويجب ان تعالج هذه الحالة فورا. فالاقتصاد لن ينهض الا اذا بيعت كل هذه الممتلكات للقطاع الخاص. وفي شهادته امام الكونغرس قال ان دور الدولة هو رعاية وتمكين قطاعه الخاص وان الاقتصاد لن ينهض الا بذلك . وهو يدعو لخطة من 6 خطوات بسيطة: القضاء على التخطيط المركزي

تنفيذ قوانين لحماية الملكية الشخصية

القضاء على الديون والتعويضات

الاسواق الحرة

اعادة بناء قطاع البنوك

اعادة بناء الاسواق

وهي نفس الرؤى المتضمنة في (مبادرة الشرق الاوسط الكبير).

المؤسسة الاخرى للمعهد العراقي هي شقيقته رند الرحيم وهي مصرفية أيضا. وقد عينها مجلس الحكم بعد الاحتلال ممثلته في واشنطن. ولكن العلاقة بين المعهد العراقي وبناء الامبراطورية الامريكية يذهب ابعد من ذلك .

إن المعهد هو عضو مؤسس في تحالف الحرية العراقي الامريكي

Iraq-America Freedom Alliance

والذي حسب بيان تأسيسه سوف يوفر للامريكان صورة اشمل للعراق باعطاء صوت للعراقيين الممتنين للحرية الجديدة والذين يعملون لتأمين الديمقراطية في بلادهم. وهكذا اخذت رند الرحيم حفنة دولارات حتى تسمع الامريكان (اصوات العراق) قبل انتخابات بوش الثانية في 2004 لتؤثر بشكل غير مباشر على الشعب الأمريكي لانتخاب بوش . كان المشروع يقضي بشراء 150 كاميرة دجتال وتسليمها لأفراد من الشعب العراقي (ولكن ليس اي افراد وانما يتم انتقاؤهم بعناية) ليصوروا فرحة العراقيين بالتحرير والخلاص من صدام حسين، وكيف ان الشعب يلهج بالشكر للسيد بوش. وبين اللقطات دمجت لقطات اخرى تبين قسوة صدام حسين وتعذيبه للمواطنين وهي من الافلام المفبركة التي انتشرت في السوق انذاك.

هذا التحالف وفيلم اصوات العراق، كان مشروعا من مشاريع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية FDD سيئة السمعة والتي اقيمت بعد يومين من هجمات 11 ايلول وليس هناك مؤسسة أكثر منها التصاقا بمصالح شركات امريكا وبالمحافظين الجدد. المؤسسة تمولها تبرعات خاصة من اغنى المشاهير والشركات.

مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية تضم شخصيات من السي آي أي وشخصيات من المحافظين الجدد ومن اغنى اغنياء امريكا مثل فوربس المعروفين باتجاهاتهم الليبرالية . ولكن الذي يهمنا هنا هو انها تضم ايضا تانيا گلي ؟ Tania Gilly

تانيا طلعت انتخبت عام 2006 ممثلة كردية في برلمانكم عن محافظة كركوك التي لم تعش فيها..وهي ايضا عضوة في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان. تصوروا مع ان البنت لا علاقة لها بالعراق والعراقيين فهي تركت العراق مع عائلتها حين كان عمرها 7 سنوات.

تانيا جنسيتها امريكية منذ عمرها 7 سنوات وهي في نفس الوقت عضوة في هذه المؤسسة سيئة الصيت الامريكية في منصب مديرة البرامج الديمقراطية ومع هذا تنتخب ممثلة للاكراد في برلمانهم .

الشيء الجميل ان تانيا تستخدم اسمين فهي عند العرب، اي في وسائل الاعلام العراقية والعربية تانيا طلعت وفي الاعلام الكردي والأمريكي تانيا گلي .

قبل عملها في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية عملت مساعدة خاصة لشؤون الدبلوماسية والكونغرس في الحزب الوطني الكردستاني وبعد الاحتلال سافرت الى العراق واول شيء قامت به هو تنظيم مؤتمر نسائي في الحلة حتى تعلم النساء الديمقراطية . في نيسان 2005 ساعدت في تنظيم مؤتمر قيادات المرأة العراقية في الاردن وكان هدفه بناء مهارات القيادة لدى النساء . وتشارك في التعليق في وسائل الاعلام الامريكية الكذابة مثل سي ان ان وفوكس والحرة وصوت امريكا.

حين بدأت محاكمة الاحتلال للرئيس صدام حسين نشرت نيابة عن منظمة (نساء من اجل عراق حر) و14 جماعة اخرى اعلانا بمساحة صفحة كاملة في صحيفة يو اس توداي تشكر فيه امريكا على تشكيل محكمة الاحتلال. وهي عضوة مجلس المستشارين في شركة الخليج للاستثمار.

الوقف القومي للديمقراطية او الصندوق القومي للديمقراطية .

 هذه المنظمة أسسها في 1983 يهودي هو ألين فاينشتاين ورأسها لفترة ثم رأسها يهودي آخر هو كارل غيرشمان، وأغلب أعضاء مجلس ادارتها من اليهود كالعادة، وكثير منهم كانوا من التروتسكيين الذين تحولوا الى المحافظين الجدد، وكانوا اعضاء ايضا في (مشروع القرن الأمريكي الجديد). يسميها الكاتب الامريكي وليام بلوم بأنها (حصان طروادة) للتدخلات الخارجية . اقيمت NED في بداية الثمانينات تحت حكم ريغان في اعقاب فضائح السي آي اي في النصف الثاني من السبعينات. كانت هناك ايضا فضيحة ووترغيت وكانت هناك عدة لجان في الكونغرس وخارجه تحقق في اعمال السي آي أي التي جلبت السمعة السيئة للولايات المتحدة. وكان لابد من فعل شيء. ليس ايقاف الجرائم والمنكرات التي اقترفتها الوكالة ولكن لتحويل تلك المهام الى مؤسسة جديدة تبدو جميلة الواجهة هي المنحة القومية للديمقراطية. والفكرة ان تقوم هذه بالعلن بنفس الاعمال التي كانت تقوم بها السي آي اي بالخفاء.

كانت فكرة جهنمية. واقيمت في 1983 وهدفها (دعم المنظمات الديمقراطية في انحاء العالم من خلال جهود خاصة غير حكومية ) وكلمة غير حكومية هي الاساس لتغيير صورة السي آي أي، في حين ان تمويل NED يأتي من الحكومة بشكل مباشر.

تتدخل المؤسسة في الامور الداخلية للبلدان بطريق التمويل والتدريب والتثقيف والتقنية لجماعات سياسية مختارة وليس لكل من هب ودب.. فهي تختار جماعات المعارضة لحكم ما، النقابات، الطلبة والمرأة والعمال والشركات الخاصة ويجب ان تؤمن هذه الجماعات بالاقتصاد الحر وان تنبذ اي شيء يتعلق باشتراكية الاقتصاد او هيمنة الدولة او دعمها للشعب. والدعم يذهب الى منظمات تشق الاتحادات والنقابات ويكون ولاؤها لرأس المال والشركات وليس للعمال و المهنيين.

في فرنسا مثلا مابين 1983 الى 1984 دعمت NED (منظمة تشبه النقابة للاساتذة والطلاب من اجل مناهضة منظمات الاساتذة اليساريين ) ومولت لهذا الهدف سلسلة من الندوات وطباعة البوسترات والكتب والنشرات.

تصف NED احد البرامج في 1997-1998 (للتعرف على العوائق امام تطور القطاع الخاص على المستويين الفدرالي والمحلي في يوغسلافيا ومن اجل الدفع لتغيير التشريعات وتطوير خطط لنمو القطاع الخاص) وقد دعمت لسنوات طويلة معارضي الرئيس سلوبودان ميلوسفتش.

وبسبب الجدل حول قيامها في 1984 بتمويل مرشح بنامي للرئاسة تؤيده والسي أي أي، شرع الكونغرس قانونا يمنع استخدام اموال NED (لتمويل حملات المرشحين للمناصب العامة ) ولكن هناك طرق للالتفاف حول هذا كما يحدث في الانتخابات الامريكية فهناك (اموال ثقيلة واموال ناعمة) hard money and soft money

كما تلاعبت المؤسسة في انتخابات نيكاراغوا في 1990 ومونغوليا في 1996 وساعدت على الاطاحة بحكومات منتخبة ديمقراطيا في بلغاريا 1990 والبانيا 1991 و 1992 في هايتي اواخر التسعينات كانت المؤسسة مشغولة بالكفاح نيابة عن جماعات الجناح اليميني المعارضة للرئيس جان برتران ارستيد. وكذلك تدخلت في بلدان اخرى .

تبدو أهداف المؤسسة نبيلة فهي مجرد تعليم الف باء الديمقراطية والانتخابات في بلدان لا تعرفها، ولكن في الدول الخمسة المذكورة كان هناك اصلا انتخابات حرة ونزيهة ولكن المشكلة من وجهة نظر NED ان الذين انتخبوا كانوا من احزاب ليست على القائمة المفضلة لديها.

تتبجح المنظمة بأنها (تبني المعارضة) و(تشجع التعددية) و (تدعم من لا صوت له في انظمتهم السياسية) ولكن NED لم تشجع او ترعى المعارضة التقدمية او اليسارية في المكسيك او السلفادور او غواتيمالا او نيكاراغوا او اوربا الشرقية  وحتى في الولايات المتحدة ذاتها، تجد ان مثل هؤلاء الجماعات لا يتلقون الدعم من احد وانهم في حاجة ماسة للتمويل، في حين ان جماعات المعارضة الكوبية في امريكا ممولة بشكل ثقيل (وكذلك المعارضة العراقية).

في الثمانينات انغمست منحة الديمقراطية في قضية ايران كونترا كما قامت بحملات ثقيلة لمحاربة التمرد اليساري في الفلبين في منتصف الثمانينات وكانت تمول منظمات خاصة بضمنها نقابات ووسائل اعلام . وهذا كان سابقا مما تقوم به السي آي أي.

بين 1990و 1992 مولت المنظمة بربع مليون دولار (صندوق الكوبيين الامريكان) وهم الجماعة المتطرفة ضد كاسترو، وبدوره قام الصندوق بتمويل لويز بوسادا كاريليس ويعد أبرز الارهابيين في عصرنا وقد شارك في تفجير طائرة كوبية في 1976 قتل فيها 73 شخص. في 1997 شارك في تفجير عدة فنادق في هافانا .

ويقول النائب رون بول وهو جمهوري من تكساس، عن NED:

(انه برنامج يكلف دافع الضرائب مبالغ طائلة من اجل تمويل سياسييين واحزاب سياسية ترعاها امريكا. ان ماتفعله المنظمة في البلاد الاجنبية من خلال المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري هو عمل غير قانوني لو تم في الولايات المتحدة. انها تدفع باموال ناعمة لمساندة احزاب معينة في الانتخابات المحلية لدول اجنبية فقيرة . ان هذا لاعلاقة له بتشجيع الديمقراطية في الانتخابات الاجنبية . كيف كان الامريكان سيشعرون لو ان الصينيين وصلوا ومعهم ملايين الدولارات لمساعدة مرشحين معينيين لهم علاقات طيبة مع الصين؟ هل سينظرون الى هذا على انه تشجيع الديمقراطية ؟)

ولعل القاريء في العراق الجديد يسأل: ماهو المانع ان تعلمنا امريكا الديمقراطية ؟ لماذا نعارض ان تصرف دولة ما فلوسها علينا حتى نلتحق بركب العالم الديمقراطي المتطور؟ هل الديمقراطية بالاساس امبريالية؟

يجيب على هذا السؤال وليام روبنسون الصحفي ورئيس التحرير في وكالة نيكاراغوا الجديدة 1980-1987 ثم مستشار السياسة الخارجية الامريكية في وزارة الخارجية في نيكاراغوا من 1987-1990، وقد شهد التدخلات الامريكية في انتخابات نيكاراغوا 1990 بعينيه.

وقد وثق كل ذلك في كتاب نشره عام 1992 بعنوان (صفقة فاوست: التدخل الامريكي في انتخابات نيكاراغوا والسياسة الخارجية الامريكية في عهد مابعد الحرب الباردة. ثم كتابه الذي نشر في 1996 بعنوان (تشجيع البولياركية : العولمة والتدخل الامريكي والهيمنة) .

يقول انه بعكس التدخلات الاستخباراتية السابقة التي تطيح بحكومات، فإن التدخلات الجديدة تركز على المجتمع المدني نفسه وتؤكد على بناء قوى في المجتمع المدني في البلاد المستهدفة والتي تربط بجماعات مهيمنة في الولايات المتحدة . وهكذا يلعب المجتمع المدني دورا رئيسيا في خطط (تطوير الديمقراطية) كميدان لممارسة الهيمنة.

يقول روبنسون (تشجيع الديمقراطية ليس مسألة امبريالية بالعكس انها قضية ثورية وتقدمية. ولكن السؤال يجب ان يعاد صياغته لأن ما تشجعه الولايات المتحدة الان ليس الديمقراطية، ما تفعله هو امبريالية . السياسة الخارجية الامريكية لا علاقة لها بتشجيع الديمقراطية.)

كيف يمكن إذن أن نميز المنظمات غير الحكومية وجماعات حقوق الانسان الحقيقية من الجماعات الممولة من المنحة القومية للديمقراطية؟

يرد روبنسون (دعوني اوضح ان جدلي هذا لا يقول ان حركات الدمقرطة في انحاء العالم كلها من خلق السياسة الخارجية الأمريكية، بل بالعكس ما اريد قوله ان التدخل الامريكي هو من اجل التقليل من شأن هذه الحركات الاصلية والسيطرة على مدى التغيير السياسي والاجتماعي في البلدان المستهدفة بحيث لا يكون ضد اهداف الولايات المتحدة).

اذا كانت الديمقراطية تعني قوة الشعب والمشاركة الجماهيرية في اتخاذ قرارات حيوية في المجتمع والتوزيع الديمقراطي العادل للموارد المادية والثقافية اذن ستكون هذه الديمقراطية خطرا كبيرا للمصالح الراسمالية الدولية ويجب قمعها بدون رحمة من قبل امريكا وطبقة الصفوة . وهذا القمع يجري وللمفارقة تحت اسم (تشجيع الديمقراطية) بواسطة طرق معقدة وملتوية من التدخل السياسي في محاولة وضع جماعات معينة في السلطة وتهميش الاخرين.

في البلاد المستهدفة تضع امريكا كل المنظمات الديمقراطية تحت مراقبتها فإذا استطاعت وضع بعض هذه المنظمات تحت جناحها من خلال التمويل والتنسيق التقني والمستشارين،سوف تعمل في نفس الوقت على تهميش مالا تستطيع شراؤه من منظمات او جماعات.

ستقيم الوكالات الامريكية مثل NED وشركائها بدائل موازية بواسطة عملائها المحليين. بدائل للمنظمات المهمشة تكون اكثر تمويلا وتقدما وفخامة وسوف تشهرها بتسليط الضوء الاعلامي عليها ويجري ربطها مع منظمات دولية ويتم دعوتها لمؤتمرات عالمية.

لدينا الان 3 أنواع من المنظمات التي تقع في دائرة اهتمام امريكا:

1- المنظمات التي تمولها امريكا وأصحابها لا يسعون حقيقة في سبيل الديمقراطية وانما للتربح والوجاهة والشهرة، وهم ادوات بيد أمريكا للسيطرة وتحجيم الديمقراطية .

2- المنظمات والنقابات والجمعيات التي لا تبيع مبادءها ولكنها ستظل فقيرة مكافحة، لأنها ستظل مهمشة.

3- مالايمكن تهميشه من منظمات شعبية قوية، اما لأنه ليس في مقدرة الولايات المتحدة ذلك او أن مصلحتها تتطلب عدم العبث بها، فتحاول ان تتعاون معها و تنحو بهم نحو الاعتدال.

من الذي يتمول من الوكالات والهيئات الأمريكية؟

1- من لديه اجندة سياسية، مثل تغيير النظام في بلده والذي لايتحقق الا بالاستعانة بقوة خارجية .

2- الطامحون الى السلطة والجاه والمال والشهرة عن اي طريق حتى لو كان ببيع النفس والوطن.

3- اشخاص نواياهم حسنة، ولكنهم اغبياء، حيث يتصورون انه لا مانع من الاستعانة بالتمويل الأمريكي لتوسيع المنظمة او الرابطة دون تقديم شيء في المقابل. وهم عادة يتبجحون بأنهم يضعون على مواقعهم المتسولة للتبرعات جملة (نستقبل التمويل غير المشروط) وكأن هناك تمويلا غير مشروط ضمنيا حتى وان لم يتم التصريح به. وهؤلاء قد يقولون لك : ولكن امريكا لم تطلب مني شيئا محددا مقابل التمويل. يقول هذا وهو عاكف على كتابة البحث الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي الذي طلب منه كمشروع للتمويل.

4- الأغبياء تماما، وهم الذين يهرعون الى التماس التمويل الأمريكي لأنهم يصدقون مزاعم الديمقراطية والحرية.

اين تتدخل امريكا ديمقراطيا؟ هناك 3 أنواع من برامج تشجيع الديمقراطية:

1- الاول هي البرامج في دول تحكمها الصفوة (والصفوة تعني الطبقة التي تتكلم الانجليزية وتروج لليبرالية الجديدة). في هذه البلاد يسعى التدخل السياسي الى اسناد الصفوة الليبرالية الجديدة ولتحقيق هيمنتها على الدولة وعلى المجتمع المدني. مع تهميش وعزل وضرب مصداقية القوى الوطنية والشعبية والثورية والتقدمية الحقيقية في البلاد والتي قد تتحدى الهمينة الليبرالية الجديدة. وقد نفذت هذا النوعية من البرامج في كثير من البلاد حول العالم .

2- الثاني هو استخدام برامج (تشجيع الديمقراطية ) للاطاحة بالانظمة التي لا تريدها الولايات المتحدة ودمج اقتصاد تلك البلاد بالهيمنة الرأسمالية. ومن امثال هذه المحاولات الانقلابية في فنزويلا وكوبا وهايتي ونيكاراغوا في الثمانينات وهكذا .

3- ثم هناك البلاد المستهدفة (للانتقال الى الديمقراطية) وهي تغيير نظام واعادة هيكلة الدولة مثلا جنوب افريقيا وبلاد شرق اوربا والعراق.

للعلم ان النظام السياسي الأمريكي بجناحيه الجمهوري والديمقراطي يؤيد مهام منظمة NED ويتبارى الجناحان بزيادة تمويلها لتحقيق الاهداف التوسعية للشركات الأمريكية العملاقة للهيمنة على الاقتصاد العالمي.

على سبيل المثال: اعتبر بوش والكونغرس ذو الاغلبية الديمقراطية (في أواخر حكمه ) ان توقيع قانون النفط الذي يسلم نفط العراق بموجبه الى الشركات الامريكية العملاقة، حجر اساس للديمقراطية في العراق وظل الضغط يجري من قبل الديمقراطيين والجمهوريين على العراقيين بشكل لا مثيل له؟ مع ان ثلثي الشعب العراقي كانوا ضد هذا ؟ الجواب بسيط : ان ديمقراطية الليبرالية الجديدة تقيس الحرية السياسية باستحواذ الشركات عابرة القارات على الموارد. ويكون الانتخاب ديمقراطيا فقط حين يتماشى مع هذه المصالح. ان فكرة ان يدير الشعب موارده لمصلحته هي شكل غير مقبول من الديمقراطية.

 

 جنرالات امريكيا .... مستشاروا الحكومة الكردية ... 

بعد رعاية الطالباني لجنود الاحتلال في زياراته الدورية الى مستشفياتهم يقوم رئيس الاقليم البرزاني بتاجير الجنرالات المتقاعدين لخدمته. وآخر المستأجرين، الجنرال جيمس جونز الذي عينه  برزاني أثناء زيارته الأخيرة الى واشنطن بمنصب "رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الكردي". وقبله تقاطر كل الحكام العسكريين والمدنيين في العراق المحتل بدءا من جي غارنر الى خليل زاد للاستثمار في نفط الشمال. وهذه التفاهمات بين المسؤولين الأمريكان عسكريين كانوا أم مدنيين أثناء خدمتهم في العراق والاكراد في الشمال من وعود بالرشوة المؤجلة، حتى إذا تقاعدوا أسسوا شركات أو أقاموا جمعيات او مجالس لجني الأرباح.

في بقية العراق، يعود الى الخراب للتربح منه صغار الجواسيس وسقط المتاع. علمنا بالخبر الجديد من قوباد طالباني ابن الرئيس الذي كتب على تويتر انه في غاية السعادة لتولي جيم جونز رئاسة مجلس الأعمال الامريكي الكردي، وكان قوباد قد قال ايضا على تويتر في 5 نيسان 2012 "انتهى اليوم بحفل استقبال لاطلاق مجلس الاعمال الامريكي الكردي الجديد للترويج لمزيد من الاستثمارات في كردستان" الجنرال جيمس جونز  خلال خدمته العسكرية عمل في قيادة عمليات في البوسنة والهرسك وجمهورية مقدونيا كما انه في كانون الثاني 2003 شغل منصب قائد التحالف الأعلى في اوربا، وفي نهاية حياته العسكرية التي استمرت 40 عاما، رفض عرض الادارة الامريكية لخلافة جون ابي زيد كقائد للقيادة المركزية وتقاعد من المارينز في 2007

عمل بعد التقاعد مع شركات بوينج وشيفرون وجنرال داينامكس وفي غرفة التجارة الامريكية ثم انتخبه اوباما مستشارا للامن القومي لفترة قصيرة، وقد اسس شركة خاصة به ليس هناك اية معلومات كثيرة عنها باسم مجموعة جونز الدولية.  كما يشغل مناصب في مجالس ادارة بعض المؤسسات البحثية. ولكن بداية العلاقة مع الأكراد كانت منذ عام 1990 حين قاد عملية (الملاذ الآمن) Operation Provide Comfort في شمال العراق وتركيا.

ومع سعادة الأكراد بتقديم هذه الرشوة الكبيرة (بمثابة ادارة عمليات الاستثمار الامريكية الكردية)، والتي لم يستطع قوباد أن يخفي فرحه بها حين هتف على تويتر "نعم، ليس هناك اعظم من لقب قائد التحالف الأعلى، ربما لقب العبقري السوبر يقترب من ذلك "

إذن حشد الأكراد الآن الى جانبهم الجنرال السوبر، وهذا ماسوف يجعل حكام بغداد وربما حكام ايران يتميزون غضبا، لأن الجنرال لديه  خصلة لا يحبها الإيرانيون وعملاؤهم في بغداد.. انه من أشد مناصري مجاهدي خلق. ماذا يخططون ياترى؟ هل  استأجروا الجنرال لحرب الانفصال القادمة؟؟

حيث اقام مستشار الامن القومي السابق وجنرال المارينز جيمس جونز في غداء بنادي الصحافة القومي بعد اقل من 8 شهور بعد مغادرته البيت الابيض جونز مجموعته الاستشارية (جونز غروب انترناشينال) ومقرها ضواحي واشنطن. وخدمته الحكومية هي نقطة الترويج الرئيسية للمجموعة، وهذا بالضبط ما يفعله هو وتقريبا كل الضباط العسكريين الكبار في درجات متفاوتة: بيع خدمتهم العسكرية والتدريب والمعرفة الى من يدفع اعلى سعر.

وكان وهو يقف امام جمهور نادي الصحافة، يبدو مثل نسخة هوليوودية لجنرال المارينز. قامة طويلة 6 اقدام و 4 بوصات، وهو ليس متحدثا بارعا او ملهما. صوته  وايقاعه لا يناسبان هيبة قامته. ولكن لا يملك المرء الا ان يتساءل وهو يصغي الى حديثه والاسئلة والاجوبة التي تلته حول نظرته للأمن القومي، اذا كانت الاراء ذات مصداقية او انها تتأثر بمصالح زبائنه طالما كان على قائمة رواتب الشركات والحكومات الأجنبية؟

حين يتحدث عن قرار الناتو في الخريف الماضي في البرتغال لتسليم السيطرة الكاملة في افغانستان الى حكومة قرضاي بحلول 2014، قال انه من ضمن قائمة رغباته لافغانستان "تشجيع مجتمع الاعمال للاستثمار هناك" فهل هذا رأي واحد من اهم موظفي الحكومة او واحد على قائمة رواتب غرفة التجارة الاميركية؟

الجنرال جونز هو هذا وذاك. فغرفة التجارة تدفع له مبلغا ضخما وهو يستلم راتبا تقاعديا كريما من الحكومة. ربما لهذا هو يدعو الى "مقاربة شاملة  لحل المشاكل" وهو مايعرف ببناء الدولة، في دول مثل العراق، بدلا من مدن مثل ديتريوت حتى لو كانت كل الدراسات تشير الى ان البنى التحتية في امريكا في حالة يرثى لها. وهو يقدم نفسه كخبير في الطاقة ويعرّف التغيير المناخي والطاقة باعتبارهما عناصر مهمة للدور الذي سوف تلعبه الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين وتراه في ممرات السلطة باعتباره رجلا شديد الانضباط في مواعيده مستعدا ليقود الدول الغنية على المسار الصحيح لمساعدة الدول الفقيرة لاختيار ما يناسبها من خيارات الطاقة.

وسياسات الطاقة هي المجال الذي اما اختاره جونز لنفسه او ان غرفة التجارة اختارته له. قبل ان ينضم للبيت الابيض (بصفة مستشار الامن القومي) كان الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد غرفة التجارة الامريكية للطاقة في القرن الواحد والعشرين براتب قدره 900 الف دولار من اجل القيام بعمل الضغط للحفاظ على امريكا امنة بالحصول على الدعم لسياسات طاقة "معقولة". والمعهد يدعم كل اشكال الطاقة بضمنها النفط والغاز و"الفحم النظيف" والطاقة النووية كحل لتغييرات المناخ. كما خدم جونز في هيئة ادارة شركة شيفرون حيث كان اجره 290 الف دولار.

وحسب اقراراته الحكومية ، كسب جونز ملايين الدولارات من وقت تقاعده من المارينز في شباط 2007 حتى اصبح مستشار الامن القومي في كانون الثاني 2009 من شركات بوينج واخرى لها مصالح حكومية.

في 8 تشرين اول 2010 توقع آري فليشر السكرتير الصحفي لبوش سابقا ، في مدونته ان يعود جونز الى غرفة التجارة بعد ان يترك البيت الابيض وكتب يقول "ماهي خطوته القادمة ؟ اتبعوا الدولار."

في مارس، صح توقعه وعاد جونز للانضمام الى غرفة التجارة. وفي بيان مكتوب مسبقا، قال رئيس غرفة التجارة توم دونوهو ان "مشورة جونز في قضايا متعددة من الاقتصاد الى الامن القومي سوف تثبت انها لا تقدر بثمن بالنسبة للغرفة واعضائنا وبلادنا ونحن نعمل بقوة لخلق وظائف وحفز الاقتصاد والتعامل مع العالم"

سبب اهتمامي بالرجل  لم يكن خطابه في نادي الصحافة، وانما حضوره اجتماعا اخر في تشرين اول 2008. حضره كل الضباط الكبار السابقين والمسؤولين الحكوميين مع مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعقد الاجتماع في شركة ضغط تبعد مسافة بسيطة من "السفارة" العراقية الكردية، وكان الاجتماع في فندق رتز كارلتون في واشنطن العاصمة وبحضور الادميرال وليام فالون. وكان هذا قد غادر الجيش قبل اشهر قليلة من الاجتماع حيث كان قائد القيادة المركزية الاميركية اي انه كان رئيس الجنرال ديفد بترايوس في ذروة الحرب على العراق. والان يجتمع مع قادة المنطقة الكردية الغنية بالنفط. كان حول المائدة كل الاسماء المعروفة في البنتاغون "وكلها ذات ارتباطات بالشركات. والكل ذهب للحديث عن النفط . لقد روج طالباني وبرزاني طويلا  لانفتاح كردستان أمام الشركات الأمريكية. انهما من صنع الولايات المتحدة وبدون اموال دافع الضرائب الامريكي والدعم العسكري والاستخباراتي لما تمكنا من تجميع ثرواتهما الشخصية وسلطتيهما السياسية. نجاحهما قائم على فقدان حياة واطراف الجنود الامريكان وهما يعرفان ذلك  ولهذا في مستشفى والتر ريد العسكري كان طالباني يضع النقود تحت مخدات الجنود  5000 دولار لكل منهم. وهو يقول لهم: "لقد انقدتم بلادنا، انتم محررونا" والان يريد الادميرالات والجنرالات حصتهم من الغنائم.

في تشرين اول 2009 تحدث جونز في مؤتمر في واشنطن ، بمناسبة انعقاد مؤتمر الشركات والاستثمارات الامريكية العراقية الذي شاركت في رعايته غرفة التجارة الاميكية ومجلس الاستثمار الوطني في العراق. وأصدر قوباد جلال طالباني ممثل الحكومة الكردية في الولايات المتحدة تصريحا قال فيه  ان "علاقات البزنس تشكل اساس الوشائج الدائمة بين الشعبين وهي مهمة على الاخص لمستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة .. وبالتأكيد فإن زيادة التطوير الاقتصادي سوف يخدم لضمان ان التضحيات التي قام بها الامريكان في العراق سوف تجعل منه بلدا حرا مرفها"

من الواضح ان الرسالة تزاوج بين التضحيات الهائلة التي قدمتها هذه البلاد (امريكا) اثناء الحرب مع الاستثمارات في العراق. النجاح - كسب الحرب - لا يتحقق الا بالاستثمار الامريكي في تلك البلاد. وهذه النظرة تشجعها وزارتا الخارجية والتجارة. وهي "المقاربة الشاملة" التي تحدث عنها جونز.

كانت وسائل الاعلام تنتقد  "الباب الدوار" حين يترك القادة العسكريون مناصبهم للعمل في الشركات ذات المصالح. لم يكن سابقا من اللائق لمسؤولي الحكومة التربح من خدماتهم، كان معظم الضباط العسكريين الكبار يخرجون من الجيش عند التقاعد للراحة في منازلهم. الان لم يعد ذلك هو الروتين ومايفعله جونز او فالون اصبح شيئا عاديا لايستحق الملامة، بل ان هناك في الواقع العديد من الشركات المستعدة لاستئجار خدمات المتقاعدين من كبار الضباط.

في اجتماع نادي الصحافة سأل الصحفيون جونز اسئلة مؤدبة فهو جزء من مؤسسة امنية كبيرة. وكان المستشار الامني القومي السابق لادارة اوباما ربيب المستشار الامني القومي لجورج بوش الاب برينت سكاوكروفت. وسوف يكون الرئيس المؤسس لمركز سكاوكروفت الجديد في المجلس الاطلنطي. ونائبه جورج لوند رئيس شركة تورتش هيل للاسثمارات. وهما يكافئان احدهما الاخر. برينت سكوكروفت شريك في تورتش هيل. وهم يستخدمونه لتسويق خدماتهم  وهي عبارة عن "اتحاد الخبرة المالية والمعرفة التي لا تضاهى بالقطاع الامني" وفريقهم يتكون من اكبر القادة العسكريين ومسؤولي الامن القومي مثل جونز وهم الان يتربحون من التحديات الدولية التي لا تنتهي لبلادهم. ولو كان لديك مبلغ 100 الف دولار لاستطعت انت ايضا ان تكون عضوا في دائرتهم للقيادة العالمية وهناك مؤسسات اخرى يتعامل معها جونز منها الاستثمارات في شراء وبيع العقارات في اوربا وامريكا.

شركة كوفان وشريكتها شركة نورثرن جلف الامريكية

استيلاء شركة كوفان وشريكتها الأمريكية شركة نورثرن جلف الامريكية على سجن بوكا في البصرة بعد خروج قوات الاحتلال منه، بغرض تحويله الى مدينة البصرة اللوجستية لتكون في خدمة المستثمرين، وقد سمي المشروع بوابة البصرة Basra Gateway . سيكون المشروع بحوزة الشركتين المحتلتين على مساحة 48 كم مربع، لمدة 40 عاما.

 بعد خروج الأمريكان هرعت شركة كوفان وأعلنت تحويل جزء جاهز من السجن الى فندق. فاصبحت ثكنات السجانين غرف الضيوف المستثمرين وخيام المساجين صارت زنازين عمال السخرة المستوردين من دول آسيا الفقيرة. وكأن السجن لم يتغير فيه سوى الوجوه، حتى أن أكياس الرمل والأسلاك الشائكة مازالت في مكانها. وعند اقتراب الضيوف من فندق (بوابة البصرة) في جنوب العراق فإنهم يخترقون ارضاً تغطيها القمامة والنفطُ الخام المتسرب، ولدى وصولهم إلى الفندق ترحب بهم عوارض كونكريتية مبعثرة، واكياس رمل واسلاك شائكة وعلى باب الفندق، يقف بدلا من البواب، حارسٍ مسلح.  يبتسم لهم و يسحب لفائفَ من الأسلاك الشائكة كي يفتح لهم البوابة الأمامية لهذا الفندق غيرِ المعقول.

هذه واحدة من الجهود الوليدة للشركات العراقية وهي الاستفادة التجارية الجيدة من مئات القواعد العسكرية الامريكية التي تخلوا عنها مؤخرا وهي عادة مبان مقفرة عبارة عن اشكال منفرة من الكونكريت على حدود المدن.

وتأمل شركة كوفان المسؤولة عن الموقع بإغراء اصحاب  ومدراء شركات النفط وخدماته التي تعمل في الحقول القريبة لاستخدام الفندق, حيث الليلة مقابل 190 دولار في الليلة.

يقول رئيس شركة كوفان ميثم الأسدي " حلمنا ان نحول هذا المكان الى واحة تجارية ... انها مسألة وقت" فمشروع الشركة كما مع الشركات الاخرى التي احتلت القواعد الامريكية يعتمد على مئات التريلات  السكنية التي تركها الجيش الامريكي والتي تسمى تشو CHU وهي اختصار وحدات الحاويات السكنية وكانت سابقا ثكنات الحراس. وقد قام عمال كوفان بتركيب اعمال سباكة (حمامات) داخلها لتحويل الحاوية الى غرف فندقية. وعدا هذا التطوير فإن السجن يظل على حاله، فارغا بشكل يثير الرعب والرياح تصفر بين ابراج الحراسة القديمة.

حصلت شركة كوفان على معسكر بوكا من الحكومة العراقية عن طريق المزاد وفي ذهنها انشاء فندق ومركز لوجستي ومنطقة تخزين لصناعة النفط. وقد افتتح الفندق في 24 تشرين ثاني 2011 مع افتتاح مؤتمر للنفط والغاز في البصرة . ويقول عمار لطيف المدير العام لبوابة البصرة ان ضيوفه يحبون "طبقات المصدات الترابية المتعددة" الى جوانب الجدران الاخرى.

هذا التحول الرمزي يمثل رؤية متفائلة بشكل خاص يحملها بعض رجال الاعمال لما يمكن ان يكون عليه العراق بعد الانسحاب الامريكي رغم التوترات الطائفية والعنف المستمر. يقولون ان العراق في وضع الانتقال السريع من الحرب الى الازدهار النفطي ذي الابعاد التاريخية وسوف ينعش الاقتصاد ويولد فرصا استثنائية للشركات التي تصل قبل غيرها.

وفيما ينسحب الجيش فإن شركات الخدمات النفطية مثل هاليبرتون وبيكر هيوز وشلومبرغر وويذرفورج انترناشنال تقوم بتوسيع عملياتها أملا في النمو الاقتصادي. وقد  افتتحت جنرال الكتريك ثلاثة مقرات في العراق خلال شهر تشرين الثاني قبل شهر من مغادرة اخر جندي امريكي.

وفي السجن الامريكي السابق على سبيل المثال تفكر شركات النفط بتأجير مكان دائم لموظفيها حسب شركة كوفان. حيث تقول شركة ايكسون انها "تحب معسكر بوكا. وقد زار ممثلوهم المكان عدة مرات لتفحص الترتيبات الامنية وهم يأخذون بنظر الاعتبار الاسلاك الشائكة والجدران الكونكريتية ".

في نهاية الأمر مازالت الحالة الأمنية في العراق من السوء بحيث يبدو سجن سابق مغريا بشكله الفندقي الحالي. وقد حجز فيه 150 شخصية ادارية من الشركات النفطية التي جاءت لاستكشاف الفرص في جنوب العراق في المؤتمر المذكور وكان يوم الافتتاح صعبا، لأن بعض الضيوف الذين حجزوا ترتيبات السكن من خلال منظمي المؤتمر ولم تكن لديهم فكرة عن كون المكان سجنا سابقا، حتى وصلت بهم السيارة الى بوابته التي فتحها لهم حارس مسلح.

وتخطط شركة كوفان لاعادة افتتاح زنازين المساجين لاستقبال العمال من جنوب آسيا الذين يعملون في حقول النفط. ويقول لطيف "لا نسميها خيام السجن الان وانما سكن عالي الكثافة قليل التكلفة".

موقع الشركة على الانترنيت والذي يعمل منذ 2004 باللغة الإنجليزية، في حين أن الصفحة العربية للموقع مازالت تحت الإنشاء؟ وإذا كان صاحب الشركة ميثم الأسدي عراقيا 100% الا انه يضع الى جانب اسمه صفة (ممثل غرفة التجارة الأمريكية في العراق) عام 2006 .

اما اعضاء هذه الشركة الاخرين فمنهم زاب سيثنا " ايراني الأصل زرادشتي الديانة وهؤلاء أصلهم من ايران وقد هاجروا الى الهند فهو هندي وامه من مومباي، ومازال هناك بعض افراد عائلته. والبعض يقول انه ولد في بريطانيا وعاش في بريطانيا واختلط بصفوة المجتمع هناك، ثم انتقل الى الولايات المتحدة وأكمل دراسته وحصل على الجنسية. هو رجل يتقن الأكاذيب. بل أن القصة الأشهر التي نجدها هي عملية تدريبه المنشق العراقي (الكردي) عدنان الحيدري الذي زعم انه بنى مرافق تحت الأرض لاسلحة الدمار الشامل لتقديم الإجابات المطلوبة الى اجهزة الاستخبارات الأمريكية.

والاخر هو صحفي ومصور استرالي اسمه بول موران عمل مع سيثنا وكان الإثنان في تلك الفترة يعملان مع شركة ريندون للعلاقات العامة بتكليف من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA. وشركة ريندون هي التي عملت على الكذب الدعائي ضد العراق مع حكومة الكويت بعد الغزو العراقي في 1991. وهي الشركة التي جاءت بها CIA ايضا لتجميع المعارضة العراقية في الخارج تحت مظلة (المؤتمر الوطني العراقي) برئاسة الجلبي، والشركة هي التي وظفت سيثنا الذي اصبح فيما بعد كما يقدم نفسه (الناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي) وصار (الصندوق الاسود) للجلبي، يخفي كل اسراره ويدبر كل أكاذيبه.

في بداية غزو العراق في مارس 2003، قتل بول موران في شمال العراق بقنبلة. حيث عملا معا في كردستان. لمساعدة الكرد والعراقيين المعارضين لصدام لاقامة محطة تلفزيون كان هذا في بداية التسعينيات وكان الكرد يسيطرون على منطقة في شمال العراق وكانوا يريدون الحصول على محطة تلفزيون خاصة بهم ولهذا ذهبا الى هناك بهذه المهمة. فكانا يكتبان الاخبار والبرامج وايضا التنبيهات للسكان مثلا حول الالغام الارضية والقذائف غير المنفجرة.

 كذلك كانا يدربان الاكراد على ادارة محطات التلفزيون. لحساب شركة اسمها ريندون غروب Rendon Group وهي شركة لها عدة زبائن منها الحكومة الامريكية وحكومات وشركات تقوم بعمل خيري.

عمل بول موران بعد ذلك مستشارا سياسيا للمؤتمر الوطني العراقي المعارض لصدام. وذهب للعيش في البحرين واصبح صحفيا ومصورا يعمل لحسابه. وكان بول يراسل وسائل اعلام عديدة بريطانية واسترالية وامريكية . واثناء عمله مع المؤتمر الوطني العراقي عمل مع منشقين عراقيين وكان هناك منشق واحد على الاخص اسمه عدنان سعيد الحيدري. الذي كانت لديه معلومات كاذبة عن اسلحة الدمار الشامل العراقية . وهو نفس الرجل الذي باع الحرب بكذبه لجون رندون الذي قبل شهرين من إخضاع الحيدري لاختبار كشف الكذب، والذي منحته وزارة الدفاع الأمريكية سرَّاً 16 مليون دولار كعقد لاستهداف العراق وخصوم آخرين بالدعايةِ.

 وكأحد أقوى الناسِ في واشنطن، فإن رندون يعتبر زعيما في الحقلِ الإستراتيجي المعروف بإدارةِ الوعي، أو مُعَالَجَة المعلوماتِ والتلاعب بها، وصولا إلى وسائل الإعلام الإخبارية للوُصُول إلى النتيجة المنشودة وراء هذا التلاعب. من خلال شركته، مجموعة رندون، وقد حصد رندون الملايينَ مِنْ عقودِ حكوميةِ منذ 1991، عندما استأجرته وكالة المخابرات المركزيةِ للمُسَاعَدَة في تهيئة الظروف لإزالةِ صدام حسين مِنْ الحكم.

 ولقد استطاع رندون باستخدام قدرته و سلطته غير العادية في جمّعَ مجموعة المعارضين المعاديين لِصدام، أسمَاهم هو شخصياً-- المؤتمر الوطني العراقي -- وعَملَ على رعايتهم إعلاميِا وكان مستشارا كبيرِا لهم للعمل على تأسيس انتفاضة ضدّ صدام. تماما كما لو أنّ الرّئيس جون كندي كَانَ قد أوكل عملية خليج الخنازيرَ إلى شركةِ العلاقات العامةَ والإعلان المملوكة لوالتر ج. تومسون .

وبالرغم من أن رندون يُنكرُ أيّ تدخّل مباشر مَع الحيدري فإن هذا الهارب كَانَ آخر من تم إطلاقه في عالم الحرب الإعلامية السرية بواسطة رندون.

ففي عمليةِ وجّهتْ مِن قِبل أحمد الجلبي – وهو الرجلُ الذي ساعده رندون على الظهور كزعيم للمؤتمر الوطنيِ العراقي –تم إحضار الحيدري الهارب إلى تايلند، لتدريبه من قبل زاب سثنا. فهذا الحزب يقوم بتدرّيب َالمعارضين بشكل دوري على رواية قصصِهم الكاذبة، ويُجهّزُهم لإمتحاناتِ جهاز كشف الكذبِ، وسثنا كَانَ بالتأكيد مناسبا لهذه المهمّةِ - حيث حَصلَ على تدريبه في فَنِّ الدعايةِ في مجموعةِ رندون. وطبقاً لفرانسيس بروك رجل المؤتمر الوطني العراقي في واشنطن وموظف سابق في مجموعة رندون، فإن هدف عمليةِ الرندون كَانَ بسيطَا وهو : الضْغطُ على الولايات المتّحدةُ لمُهَاجَمَة العراق وإسقاط صدام حسين.

 على مدى شهور كان الصقور في داخل وخارج ادارة بوش ِيضْغطون ُللقيام بهجوم وقائي على العراق. والقصّة، عزّزتَ بمقابلةِ مصورة قام بها موران مَع الحيدري في هيئة الإذاعة الأسترالية، وبسرعة تمت صياغتها مع تلفيقات البيت الأبيضِ وتكراّرهاَ بالصُحُفِ والشبكات التلفزيونيةِ حول العالمِ .لقد كانت هذه القصة هي الأولى من سلسلة القصص الملفقة والتي روّجَ لها لتَدْفعُ الولايات المتّحدةَ في النهاية إلى حرب مَع العراق – الحرب الأولى التي إستندتْ تقريباً كليَّاً على حملة دعائية سرية استهدفُت أجهزةَ الإعلام والرأي العام.

 واستنادا إلى تقرير حديث للكونجرس يَقترحُ بأنّ وزارة الدفاع الأمريكيةَ قَدْ تَعتمدُ على "حرب نفسية سرية تُؤثّرُ على مُشاهدين ضمن أممِ صديقةِ."و في تعديل سري لسياسةِ وزارة الدفاع الأمريكيةِ ،فإن التقرير يُحذّر من أموال تستخدم لنشر قصصِ مُفضّلة لدى السياسات الأمريكيةِ، أَو لاستئجار مقاولين سريين بدون روابطِ واضحةِ مع وزارة الدفاع الأمريكيةِ لتَنظيم الاجتماعات المساندةً لسياساتَ إدارةِ بوش." التقرير أيضاً يَستنتجُ بأنّ المخطّطين العسكريين يتحولون من توجه الحرب الباردةَ التي روجت أن القوَّةِ هي في امتلاك أنظمةِ الأسلحةِ المتفوّقةِ. وبدلاً مِن ذلك، تَعتقدُ وزارة الدفاع الأمريكيةَ الآن "بأنّ القوَّةِ المقاتلةِ يُمْكِنُ أن تدعم بالاتصالات والتقنياتِ التي تسيطر على مصادر ونوعية المعلومات. كنتيجة لذلك، فالمعلومات تصبح أداة لتحقيق هدف الحربِ".

 لقد اختصر جون رندون هذا الاعتقاد في خطاب ألقاه على الطلاب في أكاديميةِ القوة الجوية الأمريكيةَ في 1996 عندما قال. " أنا لَستُ إستراتيجي أمن قومي أو خبير تكتيك عسكري، أَنا سياسي شخص يَستعملُ الاتصال لتحقيق السياسةِ العامّةِ أَو أهدافِ السياسةِ المتعلّقة بالشركاتِ في الحقيقة، أَنا جندي معلوماتِ ومدير وعي". ولتَوضيح فلسفتِه، أعادَ رندون صياغة أفكاره حيث يقول : "أفضل وصف لهذا الأمر يكون باستخدام كلماتِ هنتر تومسون عندما كَتبَ، 'عندما تتحول الأمور إلى شيء غير طبيعي , فإن غير الطبيعي يتحول إلى لاعب محترف'.

 يستيقظ جون والتر رندون في 3 صباحاً كُل يوم بعد ستّ ساعاتِ مِنْ النومِ، يَفْتحُ جهاز الحاسب ويَبْدأَ بالتهام المعلوماتِ –التي يتحصل عليها ليلاً من تقاريرو أخبارِ، ورسائل بريد إلكتروني، وصُحُف أجنبية ومحلية، وتشكيلة الوثائقِ الحكوميةِ، التي يسمح بالإطلاع عليها فقط لأشخاص يتمتعون بدرجة عالية من السرية وحاصلون على ترخيصِ الأمنِ الأعلى. طبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةِ، فإن مجموعة رندون "مخولة لبَحْث وتَحليل معلوماتِ صنّفتْ إلى سريّة للغايةِ SCI/SI/TK/G/HCS "—وعلى مستوى عال من الإنتقاء وتمنح لفئة المقاولين لدى وزارة الدفاع.

         يشير الإختصار SCI إلى معلومات حسّاسة، أعلى مِنْ سريّة للغايةِ. والإختصار SI يشير إلى إستخباراتُ خاصّةُ، وإتصالات سرية جداً تعترضها وكالة الأمن القومي. ويُشيرُ TK إلى الموهبةِ / ثقب مفتاح، وهي أسماء رمزية للصورِ مِنْ أقمار التجسس الصناعية وطائرات الإستطلاع. بينما G تعني ُ جاماً وهي التصنت على اتصالات المصادرِ الحسّاسةِ جداً) ويَعْني HCS نظام التحكم Humint (معلومات مِنْ مصدر إنساني). وبالأخذ بكل هذه الأمور، تشيرُ المختصراتُ بأنّ رندون يَتمتّعُ بالوصولِ إلى المعلوماتِ الأكثر سريةً مِنْ كُلّ ثلاثة مِنْ أشكالِ مجموعةِ الإستخباراتِ: الإنصات، تصوير الأقمارالصناعية والجواسيسِ .

 يَعِيشُ رندون في بيت بملايين الدولارات في حيِّ كالوراما في واشنطن وعلى بعد بضعة منازل أسفل مِنْ رندون يوجد بيتُ وزير الدفاعِ السابقِ روبرت ماكنامارا، وعلى زاوية قريبة أيضا يعيش وزير الدفاع ِ الحاليِ دونالد رامسفيلد..

 في عمر السادسة والخمسين، يَتوجّهُ إلى العملِ كُلّ صباح مرتديا قميصا مصنوع خصيصا له وتظهر علامة صنعه على طرف الكم الأيمن, ويرتدي سترة زرقاء طليقةً حول جسمه الضخمِ. في الوقت الذي يصل فيه إلى مقرِ مجموعةِ رندون قُرْب دوبونت سيركل يكون رندون قد حصد أجرا مُمتازا لعملِه الصباحَي: طبقاً للسجلاتِ الإتحاديةِ، يَكلف رندون وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية 311.26 دولارفي السّاعة لخدماتِه.

 يعد رندون أحد أكثرا المقاولين الخاصّينِ المؤثرينِ في واشنطن والذي يُسيطرُ على وظائفِ حَجزتْ على نحو متزايد ولمدة طويلة لمستخدمي وكالة المخابرات المركزيةِ المتميزين وذوي مستوى عال من التدريبِ. وفي السَنَوات الأخيرة، فإن الجواسيس المستأجرين ِ بَدأوا يحَلّون محل مسئولي المكتب الإقليميينِ، والذين يُسيطرونَ على العملياتِ السريةِ حول العالمِ؛ والمراقيين في وكالات تعمل على مدى 24 ساعة لإدارة الأزمات والمُحلّلين، الذين يُدقّقونَ في رُزَمِ بياناتِ الاستخبارات؛ بل حتى ضبّاط استخبارات على مستوى في الحقلِ الإستخباراتي والذين يُشرفونَ على الإجتماعاتِ بين الوكلاءِ وجواسيسِهم المُجَنَّدينِ. وطبقاً لمسؤول كبير في إلادارةِ الامريكية يشرف على قرار ميزانية وكالة المخابرات المركزيةَ فإن نصف عمل الوكالة يُؤدّى الآن مِن قِبل المقاولين الخاصّينِ  وهم أناس غير محسوبين كلية على الكونجرسِ. ويعترفُ أحد كبار مسؤولي الميزانية بشكل خاص بأنّ المشرّعين لَيْسَ لديهم فكرةُ كم من الجواسيس الذين تَستخدمُهم وكالة المخابرات المركزيةَ حالياً أَوحجم القوَّة الغير مُراقبة التي يَتمتّعونَ بها..

 وعلى خلاف العديد مِنْ القادمين الجُدد إلى الحقلِ، فإن رندون هو محارب مُجرّب انخرط سرَّاً في معظم النزاعات الأمريكيةِ في العقدين الماضيين. وفي المقابلةِ الأولى التي يمنحها للإعلام خلال عقودِ، فإن رندون عَرضَ نظرة خاطفة ومن خلال ثقبِ مفتاح عالمَا نادراً لكنه يعتبر مهنة متنامية الطلب َ. ففي نادي واشنطن الخاصّ، كان رندون حذرا بشأن ْ تفاصيلِ عملِه السريِ -- لَكنَّه إفتخرَ بشكل صريح بأهمية وجُهودِ شركتِه في التجسس الارتزاقي . حيث قال "عَملنَا في واحد وتسعين بلدا، وأضاف "بعد الرجوع من بنما، إشتركنَا في كُلّ حرب، بإستثناء الصومال". فقد أتقنَ رندون مجموعةَ الخداع السياسي والتلاعبِ الإعلاميِ بسرعة حتى أُصبحُ علامة فارقة له في الوقت الذي ذهب فيه للعمل كمدير للهيئة الوطنية الديمقراطية.  وتعد مجموعة رندون وبدرجة كبيرة، شأنا عائلي. فزوجة رندون وهي ساندرا ليبي، تُعمل مديرة مالية و"إستراتيجية إتصالاتِ كبيرِ". في حين يَعْملُ أَخُّ رندون، ريك كشريكِ كبيرِ ويُديرمكتبَ الشركة في بوسطن ،و يُنتجُ إعلاناتَ الخدمة الحكوميةِ لمعهدِ حمايةِ الحوتَ وينسق حملة تشجيع السلام وهي حملة تجعل الشبابَ في الشرق الأوسطِ على اتصال مَع الأطفالِ الأمريكانِ خلال تقنيةِ المؤتمرات عبر الفيديو. لكن معظم عملِ الشركةَ بالتأكيد أقل تحررية وذو توجهات سلمية. تجربة رندون الأولى في عالمِ الإستخباراتَ.

 تدخّل رندون في الحملةِ للإطاحة بصدام حسين في تموزِ 1990. وكان على اتصال مَع السعوديين، ومَع الكويتيين الذين ارادوا المساعدةً في بيع أو تسويق حرب تحريرِ الكويت إلى الحكومةِ الأمريكيةِ والجمهور الأمريكي. فإقترحَ رندون خطة لحملة هائلة صمّمتْ َ لإقْناع العالمِ بالحاجةِ لتَوحيد القوى لإنْقاذ الكويت.وبالعَمَل خلال منظمةِ أطلق عليها( مواطنون لإنقاذ الكويت )، وافقَت الحكومة الكويتية في المنفى على دَفْع 100,000 دولار شهريا لرندون مقابل خدماته.

ولتَنسيق العمليةِ، فَتحَ رندون مكتباً في لندن وعندما بدأت حرب الخليج، عمل جاهدا على منع ً الصحافةِ الأمريكيةِ مِنْ ذكرالجانبِ المُظلمِ للحكومةِ الكويتيةِ، كحكومة نفط استبدادية تدارَ مِن قِبل عائلة شيوخِ أغنياءِ وعندما بَدأتْ الصحف تروي أن العديد مِنْ الكويتيين كَانوا يَتمتّعونَ في الحقيقة في النوادي الليلية في القاهرة بينما يموت الأمريكيون في الصحراء دفاعا عن الكويت، هاجمتْ مجموعةَ رندون هذه الأخبار. فورا وبسرعة فإن موجة من المقالاتِ بَدأتْ تظهر لتحكي قصّةِ 20,000 رسالة في عيد الحب ( فالنتين) وقعها الكويتيون شخصيا للجنود الأمريكيين على الخطوط الأمامية، طبعا كان هذا أمرا رتبه رندون.

 كما بدأ رندون أيضا بثا تلفزيونيا ً وشبكة إذاعية، وبرامج متطورة بثت إلى الكويت مِنْ الطائف، في المملكة العربية السعودية. يقول رندون عن هذه المهمة: " كَانَ من المهمَ أن يعلم الكويتيون في الداخل أن العالمِ كَانَ يَعْملُ شيئا لأجلهم، ولذلك ففي كل مساء، ترسل قوَّات رندون في لندن نصا عن طريق المايكرويفِ إلى الطائف، يَضْمنُ بأنّ "الأخبارَ" بثت إلى الكويت وعَكستْ الولاء للأمريكيين بما فيه الكفاية.. وعندما يتعلق الأمر بتمثيل مسرحي للحرب، فإن بعض الأشياء يَتْركُ للمُصَادَفَة. فبَعْدَ أَنْ إنسحبَ العراق مِنْ الكويت، كَانَ مسؤوليةَ رندون جَعْل موكب النصرَ يبدو بشكل التحريرِ الملوّح بالأعلامِ لفرنسا بعد الحرب العالمية الثانيةِ.

يقول عن ذلك: "هل لك أن تتخيل، ،كيف كان موقف الكويتين المحتجزين لسبعة أشهر مريرة وطويلة، ثم بعد التحرير يحملون الأمريكيين على الأكتاف ويلوحون بأعلام دول التحالف الأخرى؟، و أضافَ، "حَسناً، تَعْرفُ الجوابَ الآن. تلك كَانتْ إحدى وظائفِي" .

بالرغم من أن عملِه سريُ جداً، فإن رندون يَصرُّ بأنّه يَتعاملُ فقط في الوقت المناسب، وبمعلومات صادقة ودقيقة, ويقول أن عمله أَنْ يُواجهَ تصوّراتَ خاطئةَ تتناقلها وسائل الإعلام الإخباريةَ لأنها تسعى وراء الخبر لتكون أول من يبثه وليس أول من يتحقق منه.

يعتقد رندون أن نتائج الحربِ الحديثةِ، تَعتمدُ َ بشكل كبير على تصور الجمهور للحرب – أهي حرب ناجحة وهل تستحق التكلفة " ُ. ويقول معلقا "نحن نُطاردُ ونحاذر الاختلاف بين الفهمِ والحقيقةِ، ولأن الخطوطَ متباعدة، فإن هذا الإختلافِ بين الفهمِ والحقيقةِ أحد تحديات الاتصالات الإستراتيجيةِ الأعظمِ للحربِ."

         وبعد انتهاء حرب الخليج في 1991، أصبحت مجموعة رندون وبجدارة بائع واشنطن البارز لتغييرِ النظامِ. لكن مهمةَ رندون الجديدة تَجاوزتْ معالجة أجهزةَ الإعلام ببساطة. حبث أنه بَعْدَ أَنْ إنتهتْ الحربَ،وقع الرئيس بوش أمرا بالغ السرية يقضي بإسقاط صدام حسين باستخدام قاتل محترف، مما يعني إمكانية تنفيذ عملية إغتيال إذا استدعى الأمر.

وبِموجب عقد مع وكالة المخابرات المركزية، أتهم رندون بالمُسَاعَدَة في خَلْق قوة معارضة للإطاحة بالحكومة العراقية كاملة باستخدام القوة. إن هذا تعهد ما زال رندون يرى أنه سري جدا لأن يُناقش . ويَقُولُ في هذا " هذا دوران حول نقاط لن أتحدث بشأنها فعندما تؤدي قسما يجب أن يعني ذلك شيئا".

يؤمن توماس تويتن، نائب وكالة المخابرات المركزيةَ السابقَ للعملياتِ أن رندون هو من أسس فعليا المؤتمر العراقي الوطني INC حيث يقول لقد كان العاملين في INC جاهلين وإحتاجوا الكثير مِنْ المساعدةِ ولَمْ يَعْرُفوا أين يَبْدأونَ وخلال عمل رندون كمستشار المجموعةَ الكبيرِ مدعوما بشحنات من دولاراتِ وكالة المخابرات المركزيةِ، اجتذب طيفا عريضا مِنْ المنشقّين العراقيينِ ورعى لهم مؤتمرا في فينا لتَنظيمهم تحت مظلة إتّحادِ، أطلق عليه رندون ( المؤتمر الوطني العراقي ). ثمّ، كما في بَنما، كانت مهمته المُساعدةَ على طَرْد حاكم دكتاتوري وحشي واستبدالُه بشخص تختاره وكالة المخابرات المركزيةِ.

يقول وايتلي برونر الرئيس السابق في محطة المخابرات الأمريكية في بغداد "سبب حصول مجموعة رندون على العقدِ كان ما قاموا به في بَنما -- لذا فهم مشهورون، كان الهدف هذه المرة هو الرئيس العراقي صدام حسين ووريثه الذي اختارته وكالةَ المخابرات ِ كَانَ أحمد الجلبي وهو منفى عراقيِ مُحتالِ ومقرب مِن قِبل واشنطن. كان الجلبي إختيارا غريبا لقيَاْدَة تمرّد. ففي عام 1992، أدينَ في الأردن بتقديم بيانات مضللة واختلاس 230 مليون دولار مِنْ مصرفِه الخاصِ، وقد حُكِمَ عليه غيابياً باثنين وعشرين سَنَة مِنْ الأشغال الشاقةِ. لكن المؤهَّلَ الوحيدَ الذي كان مهما هو سياستَه. يقول رندون عن ذلك " منذ اليوم الأول أوضح الجلبي أنّ اهتمامه الأكبرَ كَانَ أَنْ يُخلّصَ العراق من صدام." بل إن برونر الذي تَعامل مع الجلبي ورندون في لندن في عام 1991، يَضِعُه بشكل صريح بدرجة أكبر فيقول . "تركيز الجلبي الأساسي، كَانَ أَنْ يَسْحبَنا إلى حرب".

لقد كان العنصر الرئيسي في عمل المؤتمر الوطني العراقي الذي يحركه رندون هو هجوم إعلامي خاطف حول العالم صمّمَ لتحويل صورة صدام حسين من مجرد زعيم إقليمي خطير إلى خطر يمثل التهديدِ الأعظمِ على السلامِ العالميِ. . فكل شهر، يتم تحويل 326,000 دولار من وكالة المخابرات المركزيةِ إلى مجموعةِ رندون والمؤتمر الوطني العراقي عن طريق واجهة منظمات مُخْتَلِفةِ. ولقد رَبحَ رندون بشكل رائع، حيث حصل على أجر إداري مِنْ عشَربالمائة فما فوق من مبلغ المال الذي صَرفَ على هذا المشروعِ. طبقاً لبَعْض التقاريرِ، فقد حصلت الشركةَ تقريباً على 100 مليون على العقدِ أثناء السَنَواتِ الخمس بعد حرب الخليجِ.

 أحرز رندون تقدّما كبيرا مَع المؤتمر الوطني العراقي، لكن بعد محاولةِ إنقلابِ المجموعةَ الفاشلةَ ضدّ صدام في 1996، فَقدتْ وكالة المخابرات المركزيةَ الثقةً في الجلبي وقَطعتْ صكَّ راتبه الشهريَ. لكن الجلبي ورندون إنتقلا من طرف لآخر ببساطة، حيث اتجها إلى وزارة الدفاع الأمريكيةِ، فواصل المال التَدَفُّق. يقول برونر "مجموعة رندون لَيستْ على علاقة طيبة في لانغلي (مقر CIA) هذه الأيامِ،. حيث أن عقودهم أكثر بكثير في وزارة الدّفاعِ".

إرتفعَ تأثيرُ رندون إلى حدٍّ كبير في واشنطن بعد هجمات 11 أيلولِ 2001, وفي عصرِ المعلوماتِ المتنامي فإن مَنْ يُسيطرُ على الفهمِ ينجح . إن ما احتاجَه بوش لخَوْض الحربِ على الإرهابِ كَانَ جندي معلوماتِ ماهرِ  ورندون أثبت على نحو واسع أنه الأفضل لهذه المهمة. يشير أحد تقارير الجيش أن أحداث 11  أيلولِ 2001 غيّرتْ كُلّ شيءَ، ناهيك عن وجهةَ نظر الإدارةَ التي تَتعلّقُ بالتأثيرِ الإستراتيجيِ، لقد واجهَ بوش الدليلِ المباشرِ على أن العديد مِنْ الناسِ حول العالمِ كَرهوا الولايات المتّحدةَ بشكل متزايد فبدأ بوش باتخاذ إجراءات لتوضّيحُ السياسة الأمريكيةَ في الخارج. فاتجه البيت الأبيض إلى مجموعةِ رندون .

 بعد ثلاثة أسابيعِ من الهجماتِ منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقد كبير إلى مجموعةِ رندون. وفي نفس الوقتِ، بَدأَ المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكيةَ أيضاً منظمة سرية جداً أطلق عليها مكتبَ التأثيرِ الإستراتيجيِ. جزء من مهمّةِ هذا المكتب كَانَ أَنْ يَجري تشويشَ سريَ وعملياتَ تضليل بَزْرعُ موادَ الأخبارِ الخاطئةِ في أجهزةِ الإعلام وإخفاء مصادرها. يشرح نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني هذا الأمر قائلا: إنه عمل قدير من وجهة نظر عسكرية أن تكون قادرا على الانخراط في التزييف بالنظر إلى خطط المستقبل المتوقعة. وحتى كبارُ ضباط الجيشَ يجدون في الوحدة السريةَ ما يثيرُ الأعصاب. يقول مسؤول كبير في ذلك الوقت "عندما أَحْصلُ على ملخصاتهم أجد شيئا مخيفا".

 في شباطِ 2002، ذَكرتْ النيويورك تايمزَ بأنّ وزارة الدفاع الأمريكيةَ إستأجرتْ رندون "لمُسَاعَدَة المكتبِ الجديدِ،, وكان يقدم تقاريره مباشرة إلى( جي 3) -- رئيس العملياتِ في هيئة الأركان المشتركةِ. وبعد تسريب المعلومات، أجبر رامسفيلد على إلغاء المنظمةِ. لكن مُعظم عملياتِ المكتبَ حُوّلتْ على ما يبدو إلى وحدةِ أخرى، بشكل أعمق في بيروقراطيةِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ، وتسمى قوة مهام عملياتِ المعلوماتَ، و كان رندون على اتصال مباشر بهذه المجموعةِ.

وطبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ، فإن مجموعة رندون لَعبتْ دورا رئيسيا في IOTF,". واتهمت الشركة بتكوين "غرفة حربِ معلوماتِ" لمُرَاقَبَة تقاريرِ الأخبارِ العالميةِ بسرعة البرق والرد فورا على الحملات الإعلانية . والسلاح الرئيسي، طبقاً للوثائقِ، كَانَ مجموعة أحدث نظام في سلك الأخبار الذي يسمى Livewire ويملكه رندون والذي يَأْخذُ تقارير وكالات أنباءَ الأخبارِ الفوريةِ، قبل أن تنشر على الإنترنتِ، وقبل أن تتمكن CNN من إذاعتها على الهواء وقبل 24 ساعة من ظهورها في جرائد الصباح ويقوم هذا النظام بتصنيف هذه المعلومات حسب كلمات سرية.  يوفر النظامُ الوصولَ الفوريَ الحاليَ الأكثر إلى الأخبارِ والمعلوماتِ المتوفرةِ إلى المنظماتِ الخاصّةِ أَو العامّةِ".

الهدف الأكبر الذي أسندته وزارة الدفاع الأمريكيةَ إلى رندون كَانتْ شبكةَ الجزيرةَ. دَعا العقدُ مجموعةِ رندون لتَشرع في التخطيط لحملة إعلامية هائلة ضدّ وكالةِ الأنباء هذه والتي اعتبرتها وزارة الدفاع الأمريكية حتمية في أهداف حملتها في الحربِ على الإرهابِ." طبقاً للعقدِ، يوفر رندون تحليلا مفصلا لإرسال المحطة اليومي . ويكشف ُ إنحيازَ صحفيين معينين ويوفر فهما للموالين لهم ،ويتضمن ذلك أي عِلاقاتِ و وسائل الرعاية لها".

ويحتمل أن يكون وراء الإستهداف السري للصحفيين الأجانبِ من بين المهام التي قدمت كاقتراح لمكتبِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ في التأثيرِ الإستراتيجيِ كانت استهداف الصحفيين الأجانب ونشر معلومات مضللة حول العالم.  وتقول أوراق التوصيات السرية المرفوعة إلى المكتب أنه ً يَجِبُ أَنْ يَجدَ الطرقَ لـ"لمُعَاقَبَة" أولئك الذين يَحْملونَ "رسالة خاطئة."ولقد أخبرَ ضابطُ كبيرُ محطة CNN بأنَّ الخطة "تشكّلُ مكراً حكومياً وخيانة وتضليلا".

طبقاً لوثائقِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ،فإنه يمكن لرندون أن يَستعملُ تحليله الإعلامي لإجْراء حملة دعائية حول العالم، يَنْشر ُخلالها فرقَ من جنود المعلوماتِ إلى الأممِ المتحالفةِ لمُسَاعَدَتهم "في تَطوير وتَسليم رسائلِ معيّنةِ إلى السكان المحليين أو للمقاتلين أو للدول على الخطوط الأمامية أو لأجهزة الإعلام والمجموعة الدولية.

واتهم رندون كذلك في التورط في "تضليل عسكري" على الإنترنت --وهو نشاط خصّصَ مرّة إلى OSI.. حيث كان عقد الشركة يقوم على مراقبة غرفِ دردشة الإنترنتِ باللغتين الإنجليزية والعربية –والمشاركة في هذه الغرف عندما أو إذا كلّفَ بمهمّة."وبإمكان رندون أيضاً إنشاء موقع ويب "بخلاصاتِ الأخبارِ المنتظمةِ لعْرضُ المقالاتَ. مستهدفا الجمهورِ العالميِ، بالإنجليزيِة وعلى الأقل أربعة (4) لغات إضافية، هذا النشاطِ أيضاً سَيَتضمّنُ عمليةَ دفعِ بريد إلكتروني شاملةِ." هذه التقنياتِ عموماً تُستَعملُ لزِراعَة تَشْكِيلة الدعايةِ، وتتضمن المعلوماتِ الخاطئةِ.

وما زالَت هناك عمليةَ دعايةِ أخرى مُشَكَّلةِ حديثا ًلعب فيها رندون دورا رئيسيا, وهو مكتبَ الإتصالاتِ العالميةِ، الذي أدير خارج البيت الأبيضِ وأتهمَ بنشررسالةِ الإدارةَ في الحربِ في العراق.

 كُلّ صباح في 9:30, يشارك رندون في مؤتمر يعقد لموظفي البيت الأبيضِ حيث يتناقش المسئولون فيَ موضوعَ اليومِ ومن سيقوم به وكما عَملَ المكتبُ أيضاً بشكل قريب مع مجموعة العراق في البيت الأبيض، والتي يعتبر أعضائها من مستوى رفيع، ومنهم رئيس هيئة أركانِ تشيني لويس ليبي المُتَّهَم مؤخراً مع بقية الأعضاء بتسويق الحربِ إلى الجمهورِ الأمريكيِ.

لم يسبق في التاريخِ أن كانت هناك شبكةِ سريةِ شاملةِ أُسّستْ لتَشكيل فهمِ العالمِ للحرب. يقول سام غاردنر وهو كولونيل متقاعد في القوات الجوية درس الإستراتيجيات والعمليات العسكرية في كليَّةِ الحربِ الوطنيةِ "لم يكن الأمر مجرد إستخبارات سيئة -- بل كَانَ جُهداً مُنَظَّماً. بَدأَ قبل الحربِ، وكَانَ مجُهودا رئيسيا أثناء الحربِ ويَستمرُّ كتشويهات لما بَعْدَ النزاع".

أَخذتْ إدارة بوشُ كُلّ شيءَ قدمه رندون . بين عام 2000 و2004 وأظهرت وثائق وزارة الدفاع الأمريكيةِ ،أن مجموعة رندون استلمت على الأقل خمسة وثلاثون عقد بوزارة الدّفاعِ، يساوي ما مجموعه 100 مليون دولار.

بعد ثلاثة أيامِ من إحتلالِ العراق، أصبح الصحفي والموظف عند رندون العضو الأولَ لأجهزةِ الإعلام الّذي يُقْتَلُ في الحربِ –وهي حرب ساعد بسرية على إشعالها.. عاش موران حياة ثنائية، يسجل تقاريرِ لهيئة الإذاعة الأسترالية ووكالات أنباء أخرى، بينما في الأوقاتِ الأخرى يعمل كوكيل سري لرندون، ويستمتع بما تصفه به عائلته "أسلوب حياة جيمس بوند".

درّبَ موران قوات معارضةِ عراقيةِ في التجسس الفوتوغرافيِ، موضحا لهم كيفية تَوثيق النشاطاتِ العسكريةِ العراقيةِ بسرية، وأنتج إعلاناتَ موالية لَحربَ وزارة الدفاع الأمريكيةِ.

كان موران يَغطّي إحتلالَ العراق لABC، يصور في نقطة تفتيش واقعة تحت السيطرة الكردية في مدينةِ السليمانية، عندما انفجرت سيارة كان يقودها إنتحاري بالقرب منه .

وبينما تتصاعد الحرب في العراق وتصبح خارجة عن السيطرةَ، فإن حملة إدارة بوشَ الدعائية السريةَ إشتدّتْ. وطبقاً لتقرير سري لوزارة الدفاع الأمريكيةِ أعتمد شخصياً مِن قِبل رامسفيلد في تشرين الأولِ 2003 فإن القيادة الإستراتيجية موجهة للعمل في الخداع العسكري الذي يعرف بأنه إعطاء معلومات خاطئة وصور وتصريحات . والوثيقة المؤلّفة من أربعة وسبعين صفحة، معَنونَة "خارطة الطريق لعملياتِ المعلوماتِ، "وأيضا تتحدث عن العملياتِ النفسيةِ التي تُطلَقَ على الراديو، والتلفزيون، الهواتف الخلوية والإنترنتِ. بالإضافة إلى أَنْ يُصنّفَ سِرَّي، خارطة الطريق تُخْتَمُ بأنّه لا يُمْكن أنْ يُطلع عليها حتى حلفائِنا.

 في الحقيقة، فإن ريندون يُخطّطُ للأمام. حضر السَنَة الماضية، َ مؤتمرا عن عملياتِ المعلوماتِ في لندن، حيث عَرضَ تقييماً على جُهودِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ لمُعَالَجَة أجهزةِ الإعلام. وطبقاً لما هو موجود حاليا، لكن ريندون حذّرَ أيضاً بأنّ وكالاتِ الأنباء الفرديةِ كَانتْ في أغلب الأحيان قادرة على "التحكمُ في القصّةِ، مشكلة نوعية الأخبارَ قَبْلَ أَنْ تثبت وزارة الدفاع الأمريكيةَ سيطرتها على أحداثِ اليومَ.

بالنسبة لكل الشخصيات الى مابعد الاحتلال. نجد أن زاب سيثنا ساهم في حزيران 1992 بتشكيل المؤتمر الوطني العراقي حيث حضر مسعود البرزاني وجلال طالباني و200 معارض عراقي في فينا لتشكيل منظمة تجمعهم . الحدث رتبته مجموعة ريندون التي تعاقدت مع السي آي أي لتنظيم توحيد المعارضة العراقية في حركة موحدة ضد صدام حسين.

ريندون غروب سمت (المؤتمر الوطني العراقي). ودفعت السي آي أي مبلغ 326 الف دولار كل شهر لانجاز هذا العمل وكانت تسرب المال الى الشركة والى المؤتمر الوطني عبر عدة مؤسسات تعمل واجهات للاستخبارات. لم يكن المؤتمر يعرف اين يبدأ وماذا يفعل. اجّرت شركة ريندون الصحفي بول موران وزاب سيثنا للقيام بعمليات العلاقات العامة و"الدعاية ضد صدام " للمؤتمر.

في 17 كانون الاول 2001  يدرب المؤتمر الوطني العراقي المنشق العراقي قبل اخضاعه لكشف الكذب من قبل السي آي أي. وقبل استجواب المنشق العراقي عدنان سعيد الحيدري (43 سنة) قضى بضعة ايام في فندق في بانكوك يدربه زعب سثنا (المتحدث باسم المؤتمر - سمى نفسه المستشار السياسي) حول ماينبغي ان يقوله للمخابرات. لكنه يفشل في جهاز الكشف عن الكذب.

20 كانون الاول 2001 المؤتمر يرتب الوطني العراقي اعلاما واسعا للمنشق الكاذب بعد فشله مع السي آي أي، يرتب زعب سثنا لقاءات صحفية للمنشق الحيدري مع جوديث ميلر (صديقة الجلبي) في نيويورك تايمز وتنشر القصة في 20 كانون الاول بعد ثلاثة ايام من عملية جهاز كشف الكذب. وكان عنوان التقرير "منشق عراقي يبلغ عن عمله في 20 موقع اسلحة سري". يتصل سيثنا ايضا بالصحفي الاسترالي بول موران الذي كان موظفا سابقا في المؤتمر الوطني العراقي وشركة ريندون . وتذاع المقابلة في انحاء العالم.

في تشرين اول 2002 ساهم في اجتماع الجلبي مع رؤساء الشركات النفطية الامريكية لتقسيم نفط العراق بعد الاطاحة بصدام حسين حيث اجتمع الجلبي بثلاثة مديرين تنفيذيين لشركات نفطية مع معارضين عراقيين ومحامين وكان عنوان المقابلة "غزو العراق: الاخطار والفرص في قطاع الطاقة". عقد الاجتماع خلف الابواب المغلقة في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن. وكان الاجتماع حول توزيع عقود النفط. سيثنا كان حاضرا (يقدم دائما على انه المتحدث باسم المؤتمر).

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.