10 Jul
10Jul

أوردغان رجل بأمة

د. عبدالناصر المهداوي

المؤسسة الوطنية للدراسات والبحوث (نصر)

     في يوم 9/7/2018 تشهد تركيا وشعبها  تحولا جذريا في طبيعة النظام بعد أن نجح الرئيس رجب طيب أوردغان بفضل جمهوره من العدالة والتنمية وحلفائه  من الحركة القومية الوصول إلى اداء اليمين الدستورية كأول رئيس للجمهورية التركية بعد أن تغير النظام في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، وكنتيجة طبيعية بعد أن نال الاستفتاء في العام الماضي قبول الشعب التركي بالتغييرات الدستورية التي تتقدمها تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي شأنها شأن الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من بلدان العالم المتقدمة والقوية، يأتي هذا الاستفتاء بعد عام واحد فقط من محاولة انقلابية آثمة سطر فيها الشعب التركي بمختلف أطيافه وألوانه ملحمة كبرى في الالتفاف حول قيادته مقدما المئات من الشهداء تخضبت بدمائهم شوارع اسطنبول مدينة الفتح ورمز الشموخ والإباء.

    إن اختزال جهد أمة كاملة في رجل  يجافي الحقيقة ويبخسها حقها، ونحن هنا حين نقول اسم الطيب أوردغان فإننا بالضرورة نتكلم عن تجربة جديدة فريدة شهدتها الساحة التركية في نهاية القرن الماضي، وترجمها العدالة والتنمية واقعا على الأرض مع بواكير القرن الحالي حين نال الحزب وقائده ثقة الشعب في 2001 وتولى الحكم في عام 2002 ليسطر بأحرف من نور انجازات وقرارات ومشاريع أبهرت شعب تركيا، وتردد صداها على المستويين الدولي والإقليمي، وكرست في ضمير الأمة الإسلامية، تكرست أهلية العدالة والتنمية وشخص قائده الطيب أوردغان في إدارة البلاد وتعميرها يوما بعد يوم في ذاكرة الشعب التركي، وبفضلها تجاوزت الأمة التركية إشكالات تعد عصية على أمم ودول متقدمة.

  ونحن هنا لسنا بصدد تقييم تجربة العدالة والتنمية في حكمها لتركيا ما يقرب من عقدين من الزمن لكونها درست وأشبعت بحثا وقيل فيها أسفار من الدراسات والبحوث والمقالاتـ وأضحت معلومة لدى الجميع بالضرورة، لكننا سنقف عند رمزية الطيب أوردغان عنوان التجربة الحي الذي واصل الليل والنهار وتحمل وصبر على تجني ذوي القربى قبل المنافسين والمعادين، لنرصد بعض أفعاله وانجازاته  التي أهلته لتغيير نظام الحكم لا تغيير الحكومات فحسب،  فلا شك أن الطيب أوردغان يعد ظاهرة نوعية فريدة عبر الحكام الذين حكموا تركيا في العصر الحديث، فقد استطاع تغيير نظام حكم تجذر في التأريخ ولم يغير حكومات فحسب، غير منهج حياة ابتعد عن الدين والتدين وحارب كل من يتكلم بمعاني دينية، حتى أن الطيب دفع من حريته ثمنا لهذه المعاني حين قال قبل ما يزيد عن عقدين من الزمان؛ مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا، الله أكبر، الله أكبر... فدخل السجن يومها لترديد هذه الكلمات التي حفرت في ذاكرة الأمة التركية...مع العلم أن هذا الشعر موجود في الأدب التركي وصادقت عليه وزارة التعليم الوطني يومها.

      الرئيس رجب طيب أردوغان رجل دولة ويمارس السياسية منذ نعومة أظفاره، وعندما يقول كلامًا لا يقوله جزافًا، فهو يعرف ما يقول وماذا يقول ومتى يقول، وحين دخل عالم السياسة في حزب الرفاه مع استاذه أربكان رحمه الله دخل من باب تقديم الخدمات والانجازات، خاصة في تسعينيات القرن الماضي حين تولى بلدية اسطنبول المنصب التنفيذي الذي من خلاله ترجم رؤيته السياسية أفعالا تمشي على الأرض، وأثبت لأهالي اسطنبول خاصة وللشعب التركي عامة أن الشعارات لا تكفي ما لم تعززها إنجازات على الأرض، فجعل من مدينة اسطنبول جنة على الأرض بعد أن أمست خرابا ينعق فيها الغربان بسبب فساد من قبله وعجزهم، ومن يومها أبى غالب الشعب التركي إلا اختياره.

      ويحضرني في الذاكرة أخبارا تناقلها الإعلام عن  لقاء إحدى القنوات التركية في الحراك الانتخابي  لأحد الدورات الانتخابية المبكرة لحزب العدالة برمزية شخص قائده الطيب، يومها كان اللقاء مع امرأة بغي، سألها المقدم من تختار إن شاركت بالانتخابات قالت دون تردد أوردغان، فقيل لها لكنه رجل إسلامي الوجهة ممكن أن يتسبب بغلق مصدر معيشتك، ردت بجواب له ما بعده، فقالت لوكان في الأمس موجودا لما وصلنا هاهنا... يخطأ من يظن أن الشعب التركي المتدين هو من دعم أوردغان فحسب، بل حاز الرجل ثقة الشارع التركي بمنجزاته وانسانيته في مراحل حكمه المتعدد، من كونه رئيسا للبلدية، ورئيسا للوزراء ورئيسا للجمهورية.

     بنى الطيب أوردغان ثقافته وتراكم خبرته السياسية من مبادئ التأريخ السامية، لذلك نجده يولي الأرشيف التاريخي الإنساني بصورة عامة والإسلامي بصفة أخص ومنه الأرشيف العثماني كما نرصد من أقواله؛... يجب علينا وعلى وجه السرعة رفع مستوى أرشيفنا التاريخي الثري بالحضارات المتنوعة ما بين الحضارة الإسلامية والحضارة التركية والسلجوقية والعثمانية وحتى تاريخ الجمهورية التركية الممتدة لـ 92 عام. لأن التاريخ ليس فقط حكايا من وحي الماضي، بل هو البوصلة التي ترسم لنا طريق المستقبل. نحن بحاجة ماسة للتاريخ. نحن ملزمون بقراءة التطورات والأحداث المحيطة بنا من خلال إشعاع التاريخ الذي يحمل في طياته الخبرة المتراكمة فيما يتعلق بالتعامل مع الأحداث والظواهر.

 ومن أهم المنجزات التي نجح الطيب ومن معه تكريسها في الوعي الجمعي التركي، هو تحييد العلمانية الحادة المعادية لكل ما هو ديني إلى علمانية محايدة تحافظ على الحريات الدينية والممارسات والشعارات التعبدية للجميع، ومن أقوله ما يؤكد ذلك حين قال؛ وأنا أقول نحن لا نعد العلمانية معاداة للدين أو عدم وجود الدين، وقلت الفرد لا يمكن أن يكون علمانياً، والعلمانية ليست ديانة، الدولة هي التي يمكن أن تكون علمانية، والعلمانية هي ضمان فقط حريات كافة الأديان والمعتقدات يعني العلمانية توفر الأرضية الملائمة لممارسة كافة الأديان ممارسة شعائرها الدينية بكل حرية حتى الملحدين، ولكن اعتبار العلمانية تسليط رأي أو موقف على المتدينين فهذا غير صحيح وغير مطلوب إطلاقا.

    ففي النظام العلماني القديم حوربت محاولات القادة الذين سعوا إلى التخفيف منها ولعلنا لا نجافي الحقية بمكان إذا قلنا أن المرحوم الرئيس عدنان مندريس كان ضحية لهذه العلمانية الحادة التي دفع حياته ثمنا للخروج عليها في بعض المفردات حين اتاح للآذان أن يصدح باللغة العربية بعد غياب طويل الأمد، وأعاد مدارس الإمام والخطيب التي تخرج منها الطيب أوردغان. لذلك نجد أن استراتيجية العدالة والتنمية ورمزها الطيب أوردغان التدرج في الإصلاح وعدم مواجهة الأعداء جملة واحدة، وكذلك اتسمت بالصبر على الظلم والتعسف الذي لحق بالشعب التركي نتيجة العلمانية الحادة الذي – كمثال- يمنع الحجاب في المدارس والجامعات ودوائر الدولة بمرافقها كافة، مع أن ارتداء الحجاب من عدمه حق مشروع في الأنظمة العلمانية التي تحكم العالم الغربي فضلا عن عالم إسلامي يدين شعبه للإسلام ما يقرب من 100%، أوردغان لا يحكم بالشرع لكنه أعاد الشرع للحياة تدريجياـ في أغلب المفاصل الرئيسية- بعد أن مكن الحكم المدني الرشيد في مفاصل الدولة كافة.

     في الأنظمة التي حكمت تركيا سياسيا وعلى مختلف المراحل التاريخية ومنذ نشأة الجمهورية التركية، كان الجيش صاحب الكلمة الفصل في تثبيت أي نظام أو إلغائه عبر الانقلاب عليه، فهو يعد نفسه صاحب الكلمة الفصل في الحياة السياسية وحامي الدستور والنظام العلماني، الأمر المستهجن على مستوى العالم، ولعل مجلس الأمن القومي التركي الذي يقوده على وجه الحقيقة جنرالات العسكر ليس عنا ببعيد، فقد كان هذا المجلس من يتحكم بالقرار السياسي والأمني على وجه الحقيقة وليست الحكومة، وكذا الحال مع المحكمة الدستورية التي تتحكم بحياة السياسيين بحسب أهواء العسكر وسدنة الأنظمة الدكتاتورية سابقا، كل هذه المؤسسات القوية استطاع الطيب تحييدها تدريجيا ليكون نظام مدني عادل يحتكم لصناديق الاقتراع، والانجاز الأكثر تأثيرا أن الطيب قبل هذا أو ذاك حاز على قلوب الشعب التركي بمختلف توجهاته.

       راهن حزب العدالة والتنمية بشخص رمزه الطيب أوردغان على تحقيق العدل ومزج المعاني الإنسانية الكبيرة مع البراغماتية السياسية التي تسعى لحصد المصالح على حساب الخسائر وفق المعيار المادي المحض، ففتح أبوابه للمظلومين من شعوب الأرض بمختلف ألوانهم وأطيافهم وتوجهاتهم السياسية، ولعل موقفه من اللاجئين السوريين سطر أسمى المعاني الإنسانية في بلد للمادة فيه اعتبار كبير، وتحمل تبعات الملايين الذين أثر وجودهم على اقتصاديات البلد وفق الحسابات المادية المحدودة الأفقـ، وأضحى وجود اللاجئين الورقة الرابحة لمعارضيه لم تخلوا برامجهم الانتخابية من التلويح بها ضد الرئيس الطيب وحزبه الحاكم طيلة العقدين السابقين تقريبا، ومع كل هذه الرهانات على إثارة النزعة المادية لدى الشارع التركي من قبل المرشحين الرئيسين للطيب والتهديد بطرد اللاجئين نجحت المبادئ التي نادى الطيب على حساب المادة التي نادى بها منافسيه.

   تعتمد استراتيجية اوردغان على جناحين؛ الأول مادي يعتمد الانجازات الاقتصادية التي جعلت من تركيا في مصاف الدول العشرين الأولى على مستوى العالم، ويسعى لتحقيق هدفه المرسوم في 2023 بجعل تركيا في مصاف الدول العشرة المتقدمة على مستوى العالم. والجناح الثاني معنوي إنساني يعتمد على إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم ومواساة المكلوم، وهنا تحاكي هذه الاستراتيجية روح الحضارة بشقيها التقني العلمي والتكنلوجي، والمعنوي الروحي الذي يعتمد المبادئ الإنسانية وعلى رأسها المبادئ الإسلامية التي تستهوي غالبية الشعب التركي المحافظ المتدين.

      أما توجهه السياسي على مستوى الداخل التركي فقد ترجمها شعار رابعة ، في رمزية إلى المبادئ الأربعة،  بعد أن حول رمز رابعة نسبة إلى ميدان رابعة العدوية الذي ضحى به الشعب المصري في مواجهة الانقلاب والظلم والطغيان، إلى رباعية وطنية لتركيا فشعار الأربعة أصابع يدلل عليها بوطن واحد وشعب واحد وعلم واحد ودولة واحدة ويكرس في خطابه حين  أدى اليمين الدستورية هذا الشعار في حفل التتويج لأول خطوة في طريق تركيا الحديثة القوية، ودلالة هذا الرمز على المستوى الشعبي النجاح.. وفي خطاب التتويج يعد الجمهور بعدم التمييز بين المواطنين على اساس خلفياتهم الأثنية والدينية والفكرية بل جميع المواطنين أمام الدولة سواء في الحقوق والواجبات كما هو دأبه حين قاد الحكومة لدورتين انتخابيتين.

    واليوم يكون أوردغان قد نشر أشرعة تركيا لتمخر في لجج بحار الحياة ليمضي نحو مرفأ عام 2023 عام الهدف والحلم التركي، فإن حفظ الله الطيب خلال هذه الأعوام سيحقق الحلم بقيادته الحكيمة، وإن اختاره لضيافته يكون الطيب قد حقق الحلم ورسم الطريق للسالكين من بعده، فلا بد أن تمضي سفينة النجاة لليوم الموعود بإذن الله، وستمضي تركيا لتكون قبلة العالم المتحضر الذي يوازن بين المصالح والمبادئ، وبين التقدم العمراني والسمو الروحي الذي لم ولن تشهده دول العالم المتقدمة من قبل أو من بعد، فلك الله أيها الطيب الأنفاس وحماك لشعبك الأبي الذي يستحقك عن جدارة ، فمعاك ومن بعدك سيحافظ الشعب التركي الأبي بأطيافه كافة الأمانة التي حملتها على عاتقك دون كلل أو ملل أو خوف ووجل، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين أيها الجبل الأشم حماكم الله وشعبكم المعطاء وكلل جهودكم بالسداد والفلاح.


إنِّي تجاسرتُ عَلِّي أبلغُ الشُّهُبا

وأَمْتطِي نَحْوَ هَاتيكَ الذُّرا النُّجُبا

وما عَلَيَّ فَهذَا الحُبُّ يُنْطِقُنِي

وَجَوْهَرُ الحُبِّ أنْ تَسْتَعْذِبَ الطَّلَبا

يَمَّمْتُ شَطْرَكَ لا أَلْوِي عَلَى سَبَبٍ

كَفَى فُؤَادِيَ مَا أَبْدَيْتَهُ سَبَبا

فَأَنْتَ مِشْعَلُ نُورٍ كُلَّمَا سَطَعَتْ

أَقْبَاسُهُ اهْتَزَّ عَرْشُ البَغْيِ وَاضْطَّرَبا

أَتَيْتَ تَقْتَحِمُ المَيْدَانَ مُعْتَمِرًا

فِكْرًا وَعَزْمًا يُزِيلُ الشَّكَّ وَالرِّيَبا

يَا طَيِّبًا حًازَ كُلَّ الطِّيبِ مَعْدِنُهُ

لأُمَّةِ التُّرْكِ وَالإِسْلامِ صِرْتَ أَبا

عِشْرُونَ عَامًا مَضَتْ عِزًّا وَمَفْخَرَةً

وَكُنْتَ لِلأَنَاضُولِ الهَاطِلَ الصَّبَبا

فَكَمْ أَزَلْتَ عَنِ الأَقْوَامِ مِنْ كُرَبٍ

بِهِمَّةٍ قَدْ مَسَحْتَ الحُزْنَ وَالوَصَبا

عِشْرونَ عَامًا عَلَى مَوْلاكَ مُتَّكِلًا

فَتَرْتَقِي كُلَّ يَوْمٍ ظَافِرًا رُتَبا

عِشْرُونَ عَامًا وَحِزْبُ البَغْيِ نَابِحَةٌ

كِلابُهُ تَنْشُرُ الإِرْجَافَ وَالكَذِبا

فَلَمْ تَحِدْ شَعْرَةً عَمَّا عَزَمْتَ لَهُ

يَا قَائِدًا أَلْهَمَ العُجْمَانَ وَالعَرَبا

فَسِرْ فَدَيْتُكَ يَا رُبَّانُ وَامْضِ بِنا

لَكَ السَّدَادُ وَنَجْمُ الخَائِبينَ خَبَا

الحَاقِدونَ عَلَى الإِسْلامِ قَدْ جَمَعُوا

مِنَ المَكَائِدِ مَا قَدْ يَصْنَعُ العَجَبا

تَمَالؤُوا فِي عَدَاءٍ سَافِرٍ وَسَعَوا

لَعّلَّ أَنْ يَبْلُغُوا فِي مَا افْتَروا أَرَبا

خَابُوا وَآبُوا بِعَارِ الخِزْيِ وَانْهَزَمُوا

وَأَنْتَ وَاصَلْتَ لِلْمَجْدِ الذِّي كُتِبا

يَا أُمَّةَ التُّرْكِ لا تَبْغِي بِهِ بَدَلًا

أَيَشْتَهِي المُرَّ مَنْ قَدْ جَرَّبَ الرُّطَبا

لا تُسْلِمِي الرَّأْسَ لِلْجَزَّارِ وَانْتَفِضِي

وَفَجِّرِي فِي رُمُوزِ البَاطِلِ الغَضَبا

يا أَرْدُغَانُ أَيَا حُبًّا وَيَا أَمَلًا

لِكُلِّ حُرٍّ يَرَى فِي حُبِّكُمْ سَبَبا

وَذِي الأَكُفُّ إِلَى الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَتْ

فِي العَشْرِ يَا رَبِّ وَفِّقْ عَبْدَكُمْ رَجَبا

أَدِمْهُ لِلنَّصْرِ وَالتِّمْكِينِ مَوْئِلَهُ

يُحِيلُ تُرْبَ الأَمَانِي جَوْهَرًا ذَهَبا

يا أَرْدُغَانُ عَميقُ الحُبِّ أَسْكُبُهُ

تَسيلُ مُهْجَةُ قَلْبِي فِي الهَوَى شُعَبا

نَعَمْ أُحِبُّكَ هَلْ فِي الحُبِّ مَنْ عَتَبٍ

مَعِي المَلايينُ تَهْوَى الطَّيِّبَ الرَّجَبَا


سالم بن سعيد العلوي

الأربعاء 21 رمضان 1444 هـ - 12 إبريل 2023

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.