ترجمة :د. مھند العلام
في عام 1910 ألقى ثیودر روزفلت كلمة في السوريون _باريس حول الديمقراطیة والمواطنة . وقد أشار في كلمته من جھة أخرى من السیاسة إلى أن أساس القوانین مھم جدا في النظام الديمقراطي وأن حقوق المواطنة من المسائل الھامة , والتي تأخذ مساحة واسعة من حجم المسؤولیات للسیاسة المتبعة . لذلك فأن على الناس بشكل عام والطبقة المثقفة بشكل خاص أن يطوروا فرصة تطوير مواقفھم وبصورة جادة اتجاه صیغة أو إي علاقة سیاسیة فإذا لم يستطیعوا ھؤلاء أن يوجھوا العامة من الناس إلى خدمة أنفسھم فأنھم في النھاية لا يستطیعوا أن يوقفوا عدم الاحترام حول ما ھم فاعلیه .فأن أخذ الأشیاء الرخیصة من الأيادي القذرة والضغوط الصعبة ستجعلك في كل الأحوال تعیش وسط ھذا العالم. لھذا فأن تحديات التي تواجھھا السیاسة الخارجیة الأمريكیة ھي قريبة من البیئة التي نتجت منھا , وھذه الكلمات تبقي أثار أساسیة في التفكیر .
أن أغلب وسائل الأعلام حین تتكلم عن السیاسة الخارجیة ,فأنھا تبدأ بالتعلیق حول وجود جواب مقنع لكل سؤال بغض النظر عن أن تلك الأجوبة تكون متوافقة أو أنھا صائبة أو حكیمة . أو تلك التي لا تتفق مع الرأي العام كانت خاطئة او عبثیة . وكل المعالجات الأكاديمیة حول ھذا الموضوع تبدأ من خلال الاعتقاد بأن مناقشات الحكومات لا تبدي أھمیة للأحداث . لأن خیارات السیاسة الخارجیة تقاد من قبل مجلس من المؤسسین أصحاب النفوذ مثلما ھو الحال في النظام الدولي أو في البلاد ذات الطبیعة المؤسساتیة السیاسیة المرنة . وفي الحقیقة أن كلتا المقدمتین ھي خاطئة , أو غیر متكاملة . خاصة أذا تكلمنا حول القمة المعرفیة للناس سواء كانت باتجاھات صائبة أو حول سیاسات متشابھة غیر متوافقة علیھا تستخدم في قضايا محدودة .أما علماء الاجتماع فأنھم يعتقدون أن النظام الرسمي يكون كافي لإعطاء الحرية في العمل والتأثیر لجعل التاريخ في الماضي حول القضايا المختلفة التین نواجھھا .أما أخصائیي السیاسیة الخارجیة فأنھم يھدفون إلى عرض وجھة نظرھم حول القضايا المطروحة من خلال تسلیط الضوء من عدة أماكن مختلفة لیتاح لھم عدة خیارات يمكن استخدامھا بحیث يمكن لھم استعمال أفضل الخیارات الوطنیة أو المصالح الوطنیة لتنفیذ تلك الخیارات.- ما يفكر به الأكاديمیون ھو في الخیارات المستقلة أما ما يفكر به الاختصاصیین فھو عبارة عن تجارب عملیة يعتقد بأنھا تستطیع أن تحكم أو مثلا يمكن أن A أن تسیطر على ردود الأفعال فھم يعتقدون أن السیاسة تكون ناجحة بشكل ممتاز لحل مشكلة ما لكنھم في الوقت نفسه يجدون أن ھذه السیاسة سوف لن تكون بالقوة المناسبة أوانھا لن تفید طبقة المصالح الخاصة لذلك فأنھم لا يمكن لھم تبني تلك السیاسة لذلك نجدھم يقضون الوقت الطويل والجھود الكبیرة لا يجاد سیاسات أخرى يمكن لھا أن تضمن لھم الفوائد الكبیرة وبالطبع ذات تكالیف رخیصة أيضا .
تعتمد السیاسة الخارجیة الأمريكیة
1) حل المشاكل
2) الفوائد المرجوة
3) التكالیف القلیلة
4) مصلحة الطبقة الحاكمة .
وكذلك لا يمكن النظر إلى القضايا العالقة في السیاسیة الخارجیة من منظار أما أبیض أو أسود فالاختصاصیین يعرفون دائما أن الخیار المناسب دائما يكون بین الظلال أو بین الحدود المتفرقة للأسود والأبیض واللتان تجتمعان معا بطرق مختلفة ,وأغلب أخصائي السیاسة الخارجیة يؤمنون أن ھذه الحلول لا تكون بشكل مؤكد بین تلك الألوان ولكنھا بالتأكید سوف تكون متبناة فالحیاة بالطبع لیست وجبة غداء مجانیة ولكن فقط النھايات الجادة أنما ھي سباق الأشیاء ومنافسة التحديات . ھذه المجموعة تھدف إلى مقدمة ذلك العالم لإعطاء معدل للخیارات ولتأكید المسائل المتبعة في السیاسة الخارجیة الأمريكیة مع الأخذ بالاعتبار المصالح العلیا للبلاد الأمريكیة والعالمیة والتي تنھل الیوم من عدة مصادر ممكنة لا تتفق مع بعضھا البعض الآخر من حیث الوسائل والأسالیب ,إلا إن من المھم ھو كیفیة العمل مع كل مشكلة على حدة ولیست مجتمعة أو مرتبطة مع بعضھا البعض مع القبول أن لیس ھنالك أجوبة صالحة بالتأكید لكل جزء سھل وإنما التجربة ھي التي ستقرر اى سؤال سیكون سیئا ولماذا رأى الأشیاء التي سیعتقد أنھا ستجلب المصالح وتكون مثیرة للاھتمام . تعدد الخیارات والوسائل التي استخدمت من قبل السیاسة الخارجیة الأمريكیة بحسب واقع وامتیازات وأھداف كل دولة على حدة , فمع الصین العظیمة أخذت مسألة تطور السیاسة الصینیة والتحديات والصعوبات الدينامیكیة ومشاكل الأقالیم وحلھا ألا أن التنمیة الموعودة والنمو ل 150 سنة قادمة سوف يكونان بالتأكید المحددين الأساسین للسیاسة الخارجیة الأمريكیة في التعامل مع الصین . وعلى النقیض من ذلك استخدمت مسائل حقوق الإنسان وحق تقرير المصیر للأقلیات في حل مشاكل أو في تفاقم مشاكل البلقان حیث التأسیس لبناء أوربي جديد قائم على تلك الأسس والمفاھیم . ألا أن الشئ الأكثر أھمیة في عالم السیاسة الخارجیة ھو تورط قضايا الاقتصاد والتجارة في علاقة البلدان مع بعضھا البض الأخر .ھذا الحصار حیث التجارة المقیدة ھو نوع آخر من العلاقات الدولیة وأصبح تستخدم فیھا أدوات السیاسة الخارجیة في السنوات الحالیة . أن نمو الاحتكار الاقتصادي بھذا الشكل جاء بسبب قلة أھداف السیاسة الخارجیة المنظورة والتي أصبحت مكلفة وغیر متفق علیھا من أحد . ولكن كیف يمكن التعامل مع الأخطاء الممیتة من قبل بعض الدول وكیف يمكن للسیاسة الخارجیة أن تستخدم وسائلھا القوية أمام ھذه التحديات حیث أظھرت أدارة بوش كونھا قوة عظمى أمام دول سمتھا محور الشر أمام العراق وكوريا ولم تستخدمھا لحد الآن أمام إيران إذ أن لھا موقف خاصا .
لقد كتبت قبل الحرب كتابات عن كیفیة التعامل مع العراق وأغلبھا تشیر إلى تجزئة المشكلة العراقیة وكل جزء يتعامل معه على حدة وحاولت جھود الولايات المتحدة بالا تربط مباشرة الأحداث التي ستكون في العراق بقضايا عربیة كقضیة فلسطین وخاصة بالنسبة للنتائج حیث أن الفشل في تلك لا تعني الفشل في العراق إلا أنھا مجتمعة تمثل أحد أوجه المصالح الأمريكیة في المنطقة ، وأن المساعدة في العراق سیحقق حتما في ھذا الاتجاه. المشكلة الأخرى التي واجھت السیاسة الأمريكیة ھي في مرحلة ما بعد صدام والمشاكل الأمنیة التي يمكن أن تحدث في منطقة الخلیج العربي والتي ستزداد حتما أكثر مما تقل ، أن أي عراقي قوي بما فیه الكفاية سیوازن وسیقف أمام إيران ألا أنه سیشكل تھديدا للسعودية والكويت أكثر من الخطر النووي الإيراني . ولكن ھل تستطیع القوة أن تكون أداة الضغط الفاعلة لتكريس التھديد من قبل البرنامج النووي وھل ستؤدي الضغوط السیاسیة على دول الخلیج النفطیة أكثر من التھديد المباشر لوجودھا .لذلك على واشنطون إلا تكون مفاجئة أذا أخذت التھديدات مكانا لھا في المنطقة في الزمن اللاحق . رفع غطاء الدبلوماسیة من حرب العراق عندما تطورت قضیة العلاقة بین الولايات المتحدة وبین رئیس المنظمة الدولیة ، حیث حاولت الأخیرة أن تؤسس لنظام جديد بعد الحرب الباردة يقوم على أن استخدام القوة يكون تحت حكم القانون وجرت محاولات لإنشاء علاقات دولیة جديدة تقوم على غیر ھذه الأسس وإنما على نظرة أمريكیة جديدة ذلك لأن قوة الدبلوماسیة لا تأتي أو أنھا متعلقة بقوة المؤسسات التي تتبناھا كمجلس الأمن وغیره وإنما يأتي من مرونة النظام الدولي المتعدد والذي يخول تحريك القوة بین الأمم العالمیة . حیث تمتعت الولايات المتحدة بدورھا كقوة رئیسة في العالم وحاولت استعراض قوتھا واستخدامھا في مرات عديدة منذ عام 1996 والتي أصبحت بعد ذلك أدارة اللعبة وخططھا بید الإدارة الأمريكیة التي ركزت على توسیع وانتشار قوتھا العسكرية في العالم أكثر من اھتمامھا بتوسیع القیم والمبادئ الأمريكیة علیھا . وھذه السیاسة العسكرية الفريدة كانت الضامن لتفضیل النظام الدولي لیس على حساب المصالح الأمريكیة فحسب وإنما على المتطلبات العالمیة والعدل . وربما كان عدم استخدام القوة الناعمة الأمريكیة في العراق حیثما كانت ضرورية ھي من الأخطاء التي أتبعت في العراق . إذ أن مشكلة القوة الأمريكیة في القرن الحادي والعشرين ھي عبارة عن سلسلة من الأخطاء والإخفاقات وخارجة عن نطاق السیطرة وحتى في أعلى مراحل قوة الدولة ، فمن الإرھاب العلمي إلى التحدي النووي إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي فأن لدى الولايات المتحدة القلیل من الخیارات والفرص إلا أنھما في الوقت عینه كانت عنوانا للتحدي لاستمرار التحالف الدولي . إلا أن الأزمة العراقیة الحالیة أتاحت درسین مھمین الأول للأوربیین في ھل أن الأمريكیین على حق في التدخل في الشؤون الداخلیة للدول ولھم الحق في تغییر النظام وھل ھم باستطاعتھم تحمل تكالیف ذلك والمسألة الأخرى في المسائل العسكرية وھي أن الولايات المتحدة ھي القوة الوحیدة والعظیمة في العالم الیوم وتستطیع أن تذھب لوحدھا الى أي مكان في العالم وأن تعمل ما تريده . أما الدرس الثاني فھو للأمريكیین أن التوسط بین ضفتي الأطلسي يمكن أن يكسب السلام أكثر من كسب الحرب . وان التدخل في الشؤون العالمیة ھو أن ثمنه بسیط لو كان تدخلا قصیرا ولكنه سیكون غالیا جدا أذا كان طويلا وأن ھناك وسائل أخرى غیر القوة العسكرية يمكن ضمان تحقیق الأھداف كالتجارة والمساعدة الإنسانیة والمحافظة على السلام . ولسنوات قادمة ستتاح للسیاسة الخارجیة الأمريكیة قدرا كبیرا من الحرية من العمل والتخطیط للتوسع وبشكل لا يمكن تخیله في مجال واسع للتأثیر مستندة على القوة الأعظم في النظام العالمي . أن القوة العظمى في التاريخ الحديث لا تنتظر الفرصة لتشكیل مستقبل العالم بحد ذاته ولكن تلك القوة في الحقیقة تستطیع أن تجمع الموازنات مع القوة الأعظم متى ما كانت تلك مسؤولیتھا . وأنیط بھا ذلك القدر الكبیر من المسؤولیة لإصلاح العالم . أن ھذه الحرية في الاختیار لا تعني تحديد الخیار بحد ذاته بقدر ما يكون واضحا أو قابلا للاستخدام. لذلك فأن قوة السیاسة الخارجیة لأية دولة أو جھة في أن تكون حیثما تريد أن تكون وبغض النظر النتائج والسلبیات في النجاح أو الفشل أو حتى في الحب أو الكره .