حينما احتل البريطانيون العراق في تشرين الأول 1914 وبدءوا بغزو أراضيه لأربع سنوات كانوا قد عرفوا ماهية هذا الشعب الذي يسكن الطين ويفترش التراب والذي يتكون من أعراق ومذاهب وجهل واعتقادات شتى جعل من الصعب إن يحكم من داخل أهله أو إن يكون لهم رأي في حكمه وكان هذا قدره منذ إن خلق هذا البلد.
لذلك كان ومنذ البدء للتدخل الإقليمي والدولي في العصر الحديث رأي بارز في رسم تشكيل مستقبل البلد وتنظيم هيكلته السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولعل كان أللاعب الحاضر والغائب القديم ومنذ خمسة قرون والحاضر بمطامعه الإقليمية السياسية والدينية ومحاولته إعادة تشكيل الدولة المريضة والمنهارة وهي الدولة العثمانية التركية الجديدة.
ولقد كانت هذه الإمبراطورية العجوز من ابرز اللاعبين في العراق بعد الدولة البريطانية المحتلة وكانت الغائب الأبرز في كتب المؤرخين الذين ذهبوا بعيدا في دراساتهم عن الدور التركي في العراق وأثره في رسم المستقبل العراقي في القرن العشرين.
فقد كانت لمعارك الأتراك مع البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى اثر بارز في ذلك النفوذ وكانت لمطالبة الأتراك بالموصل وجه أخر من أوجه ذلك التأثير وكان لرجال بريطانيا في العراق وعلاقتهم القديمة بالجيش العثماني اثر كبير في تلك التدخلات, وكان اثر العامل الديني بارزا في تقديم رجال السنة العلمانيين للحكم في العراق وكذلك في رسم الحدود والأقاليم العراقية.
وكانت هزيمة البريطانيين على يد الأتراك في جنوب تركيا بعد معاهدة مندروس مؤلمة وقاسية وأعطت الدافع للأتراك بالمطالبة للتوسع خارج حدود تركيا بعد توقيعها على تلك المعاهدة خلال خسارتها الحرب العالمية الأولى ووقف بطل تركيا القومي آنذاك أتاتورك موقفا بارزا في وقف سلسلة الانهزامات المتتالية للرجل المريض, ثم إن انفتاحها القومي جعل منها دولة إقليمية تمثل مصالحها الخاصة فقط بعد إن كان مفهوم المصالح تلك هي رعاية مصالح المسلمين بشكل عام في العالم.
هذا التغير في الإستراتيجية التركية جعلها تفكر من جديد بأنها دولة إقليمية من دول المنطقة ترتبط مصالحها بشكل أساس مع دول مجاورة ومستقلة بجوارها ضمن منظومة غربية حديثة في رسم خارطة العالم القديم.
من هنا جاءت المباحثات البريطانية التركية الأمريكية في اوائل العشرينات لرسم حدود العراق الجديدة وتمكين رجال تركيا في العراق من تبؤ المناصب السياسية الهامة في تشكيل النظام السياسي الحديث. فبالرغم من خسارة تركيا الحرب مع الغرب إلا أنها بالتأكيد كانت أقوى دولة إقليمية يمكن الاعتماد عليها أو التأثير على الاستراتيجيات الغربية الحديثة في نظام اقتصادي عالمي جديد نشا بعد أعقاب الحرب العالمية الأولى.
وحينما نقرأ هذا التاريخ يتبادر إلينا مفهوم التوافق الايراني - ألامريكي حول العراق, فبالرغم من التوافقات الحالية من العداء المشترك لهذا المحور إلى الاتجاه العروبي الإسلامي نجد إن السياق السياسي التاريخي قد اخذ مداه الواسع في هذا الحلف من خلال ازدياد التنسيق بينهما لرسم مستقبل العراق ووضع رجالات إيران لتبؤ المناصب السياسية في البلد ذلك لان من أسس العلاقات الدولية هي إنه التعامل مع الأعداء الأقوياء خير من التحالف مع الحلفاء الضعفاء. الأمر الأخر إن توافق المصالح يتقدم في احيان كثيرة على اعتبارات النجاح والفشل في الاستراتيجيات الدولية العامة والعلاقات الدولية فالتوافق والاختلافات في العلاقات لا تؤثر سلبا أم إيجابا في تطوير وإنماء المصالح المشتركة ولذلك نجد إن هناك خيطا رفيعا بين الدول المختلفة لا ينقطع مهما كان مجال الخلاف والعداء بينهما ليكون صلة الربط الأساسية في تحقيق المصالح المشتركة.
ازمتنا ..... ازمة فكر
جاء الاحتلال الأمريكي فرصة لإعادة التفكير في المناهج الفكرية الشرقية الإسلامية وعدم المضي في تحديث المناهج السابقة وجعلها تتلاءم مع المتغيرات الفكرية والسياسية والعلمية. إلا إن أزمة الفكر العربي الإسلامي وهي أساس الأزمة التي تعيشها الشعوب الإسلامية هذه الأيام ومن قبل ما سبقت أنهم ليست لديهم الهوية الخاصة بهم كشعوب لهم من الإرث الحضاري والعقلي ما يجعلها متميزة بكل المعاني عن الأنظمة الغربية الرأسمالية ومن قبل الاشتراكية أو العنصرية وما سواها وان العالم ليس قرية صغيرة أو انه يعيش في نظام كوني واحد.
فكانت الدعوات التي قد سبقت من مفكري الأمة في كيفية التزاوج الفكري بين الشعوب فظهرت الاشتراكية الإسلامية والديمقراطية والشورى والاقتصاد الحر والمرابحة ضمن تصورات إسلامية وما سوى ذلك إلا أنهم عجزوا عن إيجاد المخرج الخاص المخلص من هذه ألازمة الفكرية. لا بل تعدى الأمر عن العجز عن إيجاد حتى الرياضة الخاصة بهذه المنطقة أو حتى إيجاد واختراع نوع من أنواع الفنون التي تلاءم العقل الشرقي. وبدل ذلك ظهرت دعوات بالرياضة الإسلامية للبس المرأة للحجاب وعدم الاختلاط والجواز الشرعي لتلك الملاعب, وحتى الفنون من تخريج لأصولها العربية أو تصنيفها لتكون موافقة مع متطلبات الشرع الإسلامي .
من هذه المقدمة نرى إن من أوجه الأزمة التي نعيشها هي أزمة فكرية في الأساس في عدم وجود منتهى خاص بنا. فأساس العمل هو البناء الفكري للدولة ومن ثم تأتي أنواع الصعود الأخرى ومن ذلك الأساس الفكري للاستراتيجيات السياسية, فعلى سبيل المثال إن زوال الاحتلال ليس هو هدف بعينه تسير عليه الشعوب فالاحتلال زائل لا محالة فلقد جاء بسبب رجل واحد وسيخرج كذلك لنفس السبب في حين يجب عدم إعادة التجربة الأفغانية في سبيل خروج الاحتلال السوفييتي نرى إن الفصائل تقاتلت فيما بينها من اجل الزعامة السياسية وما جر ذلك من ويلات على الصعيد العالمي.
ولذلك وجب إيجاد الهوية والصفة الشخصية للمجتمع ليتمكن من معرفة أصول النهوض الفكري والعلمي لشعبه بعد زوال الاحتلال ومن اجل ذلك جاءت سمة البطل أو صفة المنقذ أو القائد واجبة في التفكير السياسي والاقتصادي والاجتماعي العراقي اليوم. وان تقديم هذه النظرية واستنهاض هذه الغريزة لدى شعوب المنطقة وإيجاد السمة التي يجب إن يتسم بها أبنائها والتميز بها عن النظام الغربي ما يتسم بها من دعائم الديمقراطية والحرية والسلام الأمريكي وما سوى ذلك قد يكون بداية لبناء جديد في معرفة القيادة القادرة على بناء هذه الشعوب لطريقها الخاص لحياة جديدة ومستقلة
إن اصعب ما يمر به الإنسان ليس اختيار الوطن بل البعد عنه والمعرفة بأنه سوف لن يعود إليه. اختيار صعب بين هذا وبين اختيار الموت من اجل ذلك ولعل الإحداث التي تعصف بالبلاد أشبه ماستجعل الأمور تسير إلى ذلك الخيار وان الصبر على التسليم بذلك قد يكون اهون تلك الأمور.
ويمكن اختزال طبيعة النزال اليوم على ارض الرافدين إلى قوة الإرادة بين طرفي الصراع وعلى قناعات احد الطرفين فإرادة المحتل في تقديم نموذجه في الحياة وتطبيق مسببات الأمة الأمريكية على العالم اجمع خاصة إذا اعتبروا أنهم هم العالم وعليهم مهمة القدر في إيصال رسالتهم الكونية إلى العالم.
وبين قدر شعب جاهل ضعيف لا يريد سوى متطلبات عيشه من مأكل ومشرب دون سواها وهو أصلا لا يقدر حتى الوصول إلى استحقاقها ولا يريد حتى النظر إلى ما فوق ذلك, وفيه فئة امنت بقدرها واستنهضت الهمم الرائدة لتاريخها ومستقبلها ورضيت بالمقاومة سبيلا لحياتها وان لم يحتضنها كامل شعبها. بين تلك الإرادتين ينتصب قدر العراق اليوم بين من فقد الحكمة ويمتلك المغامرة والإرادة والمعلومة والمعرفة وبين من عنده الحكمة ولا يراها ولا يمتلك الشجاعة ولا المعرفة ولا القدرة ولا يريد من قدره إلا بقدر ما تشتهيه نفسه.
إن منطق التوراة الذي جاء على الدبابات والعقول الأمريكية في بناء عالم جديد في العراق أساسه جملة من المتناقضات بين أفراد شعب ليس بينهم رابط سوى فراغ فكري وجمود وجحود مترسخ جيلا بعد جيل لكل من يقوده ومتمردا على كل الصعاب التي تواجهه, هذا الأساس أرادت التوراة الجديدة وحاملوها إن يقيموا بنيانهم الشامخ ومجدهم الزائف عليه وبالتالي نرى النتائج بين عشية وضحاها إن صمدت أمام هذا المد الفوضوي الشعبي من المقاومة والتي ستؤدي نتائجها بالتأكيد على قلب الطاولات على رؤوس جالسيها المفاوضين.
إن قلة الوعي السياسي جعل فئات كثيرة من الصفوة الحاكمة تعتقد على إن بيدها زمام المبادرة وان عليها إن تقود البلاد إلى الهاوية المستدامة التي ستحقق مصالحهم على حساب سواهم , والذي شجع على ذلك استشراء الجهل السياسي بشكل عام والنفاق العقائدي بشكل خاص وطبيعة مفاهيم هذا المجتمع والذي تربى ببيئة يجب عدم نسيانها في مثل هذه الظروف ولمدة عقود من الزمن إلى جانب قلة الوعي الثقافي بزوغ الحلم الملحمي والاعتقاد الغيبي كل هذا أصبح وقودا ودافعا لتلك الأهداف والمعتقدات التي جاءت على ظهور المكائن الأمريكية .
بدأت كتابات تظهر بشكل مطرد وباتت تشكل الرأي السائد اليوم في الفشل الثقافي الفكري بانهزام مروجوا ثقافة التزاوج بين الثقافات وربما كانت أبو غريب وحديثة وقبلهما وبعدهما مفتاح لذلك الانهزام الفكري.
فهل يمكن أن تكون حديثة هي باب القبر الجماعي فقط ؟ الجثث التي شاهدناها، والأطفال الموتى؛ هل يمكن أن تكون هذه بضعة فقط من الكثير؟ هل إن ما فعله جيش أمريكا في الأحياء الفقيرة يذهب الى أبعد من ذلك ؟ أتذكّر بشكل واضح الشكوك الأولى التي تولدت لدي في فترة اعتقالي بان ذلك القتل الفظيع قد يحدث باسم الولايات المتحدة في العراق.
كلّ جيوش الاحتلال فاسدة. وجميعهم عدو ومجرمي حرب؟ الجزائريون ما زالوا يكتشفون القبور الجماعية حتى اليوم التي خلفها المظليون الفرنسيون والذين محوا قرى بأكملها ،وكذلك المغتصبين القتلة من الجيش الروسي في الشّيشان.
وكذلك الأحد الدامي. حينما جلس الإسرائيليون يراقبون ميليشياتهم اللبنانية العميلة تذبح نحو 1,700 فلسطيني. وأيضا في ماي لاي ومن قبلهم النازيون الذين كانوا أسوأ واليابانيون والستاشي الكرواتيين. وأخيرا وليس آخرا جاء هؤلاء الجنود الصغار الذين يمثلون جيش الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والذين تلطخت أيديهم بدم الأبرياء .
اعتقد إن جزء من المشكلة هو عدم اكتراثنا نحن العراقيين بالعراقيين الذين سقطوا من مختلف المذاهب مطلقا، فقبل اندلاع المقاومة وعندما هاجم العراقيون جيش الاحتلال بقنابلهم على الطريق وبالسيارات الانتحارية، أصبحوا بوجهة النظر الأمريكية أنهم الأشرار, وأنصاف البشر وكما عرفوهم الأمريكان في فيتنام ولكن تناسى الأمريكان وتناسينا إن هؤلاء كما كانوا في المقاومة يمكن إن يكونوا مسلمين وباستطاعتهم جميعا أن يصبحوا محمد عطا أخر.
أعتقد إن هذا النوع من الأفعال أصبح سلوكا. فالرعب في أبو غريب نحي جانبا. فهي كانت إساءة، لا تعذيب وبعد ذلك تأتي بعض الأحداث الصغيرة, ضابط صغير في الولايات المتحدة اتهم بقتل جنرال في الجيش العراقي بحشوه في كيس نوم بالمقلوب وجلس على صدره. وثانية، نحصل على بعض العناوين البارزة. من يهتمّ إذا ملأ التراب فم عراقي آخر؟( الم يحاولون قتل أولادنا الذين يحاربون الإرهاب هناك).
دعمت حكومة الولايات المتحدة قواتها المؤلفة من القتلة والمرتزقة المفسدين والذين يعيدون اليوم الجرائم الأمريكية في فيتنام وغيرها والتي ظهرت على شكل رأس الكتلة الجليديةَ في مذابح اصغر شانا وأكثر دموية من القتل العشوائي والذي ينفذ بواسطة الكتائب المسلحة والمليشيات المنظمة من قبل القوات المحتلة وفي بعض المناطق المسيطر عليها.
وهذا المنطق ظهر واضحا أثناء وبعد معركة الفلوجة الثانية حيث عد أي هجوم عسكري ضد القوات الأمريكية تمردا وهو ما يعطي الحق بقتل المدنيين,سواء في نقاط التفتيش من قبل الجنود القتلة أو من خلال ، استعمال أسلحةِ المحرمة مثل القنابلِ زنة 2000 رطلِ على أماكن متوقعة من المتمرّدين ,وهذه اللامبالاةَ للحياةِ العراقيةِ جعل حتى الجمهور أمريكي غير حساس وغير قادر على فَهْم فداحةِ الجريمةِ، فالقصف الهائل، وخراب النظام البيئي، والدمار المنظّم للحياةِ في بَعْض المناطق الريفية البعيدةِ ومن ثم تدريب جنود عراقيين ومن سواهم على القتل المنظم والمنهجي في قطع الرؤوس واغتيال الكفاءات والمثقفين الذين اعتبروهم من الأعداء المحتملين جعلت صعود هذه الحالة أللأخلاقية وهذا العهر الوحشي للحرب السمة الأساسية لوجه الحرب في العراق .
وعلى الرغم مِنْ استمرار احتلال العراق والذي يعد بالعمل الوحشي بكل المقاييس فان هذه الأعمال الوحشية ارتكبت من قبل تلك القوات الأمريكيةِ ،والتي تُسبّبُت بموتَ مئاتِ الآلاف، وان عشرات آلاف منهم قتلِ بيد تلك القوات، والذي أدى إلى إن يُزعزعُ البلادَ بشكل دائم، ومستوي، من حينٍ لآخر، ومن خلال قْتلُ المدنيين بتعمد، يجب إن نَأْخذُ الدرسَ الوحيدَ الذي يَكُونُ بأنّنا يَجِبُ أَنْ لا نَتْركَ هذه الوحشيةَ الأمريكية ألا تُلوّثُنا نحن العراقيين, وألا تُحطّمُ هياكل العراق الاجتماعية. إن هذا التمييز العنصري والتخمير الغريب للقوميةِ, إشارة على نزعةِ القوات الأمريكيةِ لاستعمال النارِ الهائلةِ في المناطقِ المدنيةِ،جعل من حياة للعراقيين العاديينِ إن تُصبحَ أكثر صعوبةً وفزع ويأس في كُلّ يوم. وأكثر من 30000 عراقي قتلوا في شهر واحد نتيجة لأعمال وتدريب القوات الأمريكية في البلاد وأكثر من 100,000 شخص هَربوا من بيوتِهم في بغداد في شهر واحد والآلاف من المعتقلين في السجون الأمريكية وما صاحبها من حالات التعذيب والمعالجة اللاإنسانية والتي كانت "واسعة الانتشار" في معسكراتِ ألاعتقال.
لقد سادت في بلادنا السادية الأمريكية والتي تقول في أناشيدها الوطنية وفي تدريباتها العسكرية" مثل القتلِ القتل! أقتل! أقتل! يَجْعلُ الدمُّ العشبَ يَنْمو." هذا النظام المتطور والمصمم بشكل مُحدّد للتَغَلُّب على الكرهِ الإنسانيِ الطبيعيِ لقَتْل الإنسانِ الآخر وليس لحِماية مصالحِ السكان المدنيين أو تحقيق العدالة والتنمية وإنما لإرساء السلام الأمريكي والحرية والديمقراطية بنسختها الغربية الانكلو-سكسونية.
النفط في وسط العاصفة.....
وعلى طول المسارات التاريخية الحديثة والمعاصرة للشعوب العراقية والعربية نجد أنها لا تستطيع من بلوغ مأربها وتطلعاتها إلا من خلال تميزها الوطني والقومي والذي يعتبر سمتها الفكرية الصحيحة لتلك التطلعات والآمال وبغض النظر عن نتائج تلك الإعمال في نجاحها أو فشلها حين اتخذت اساليب خاطئة لتطبيق افكارها على الواقع وليس على فشل وانحدار سياسة الآخرين من الأعداء الغازين أو الخصوم المجاورين أو من المحيطين الطامعين.
فحين تريد إن تبني بلادا راسخة وعلى أصول قوية وثابتة ومستمرة غير منقطعة بأهلها ولديها ديمومة التواصل والعيش والنمو الصاعد على وتائر عديدة نجد إن من الأساس إن تتميز تلك الخطوات القائمة على سمات فريدة من تلك التي سبقتها سواء كانت سمات فكرية أو اقتصادية أو ايديلوجية أو حتى مجددة دينية .