14 Jul
14Jul

الحرب الأهلية العراقية [1]                    

   

والأمر ابعد من ذلك حيث إن السياسة الأمريكية ستبنى على فرضيتين هما إما سيكون لها تأثير ما على الأوضاع في العراق أم أنها ستكون كأحد المشتركين في هذه اللعبة السياسية أو في الترتيبات العامة وهل الخروج من هذه الحرب الأهلية في العراق ستكون انجازا بحد ذاته وما هي إستراتيجية  واشنطون التي يجب إن تتبع؟.

تعد شرارة العنف الأخيرة حول بغداد الهدية الأخيرة التي منحتها ألإدارة الأمريكية إلى العراقيين والتي وجدت نفسها أخيرا أنها متورطة بشكل مكثف وكبير فيها ومع الصحافة الأمريكية حول تعقيدات الموقف العراقي وهل هي في وسط ما يوصف بحرب أهلية عراقية. وليس من الصعب الفهم لماذا قاومت الإدارة الأمريكية هذا المفهوم بسبب إن الأعلام الأمريكي غير شرح مواقف البيت الأبيض حول هذه المسائل وحول العلاقات بشكل عام من معرفية تغيير الآمال السياسية الفاشلة كذلك فأن الإدارة خشيت من إن الرأي العام الأمريكي حينما يرى العنف في العراق فأنه سيعتقد انه في وسط حرب أهلية وسوف يقلل من الدعم للقوات الأمريكية من التورط وسطها وحينها سيفكر ان كانت هناك حرب أهلية فما الذي يمكن للقوات الأمريكية فعله سوى الانضمام الى احد الأطراف ضد الأخر

والأمر ابعد من ذلك حيث إن السياسة الأمريكية ستبنى على فرضيتين هما إما سيكون لها تأثير ما على الأوضاع في العراق أم أنها ستكون كأحد المشتركين في هذه اللعبة السياسية أو في الترتيبات العامة وهل الخروج من هذه الحرب الأهلية في العراق ستكون انجازا بحد ذاته وما هي إستراتيجية  واشنطون التي يجب إن تتبع؟.

في البداية لابد من التأكيد أن هناك حرب أهلية في العراق ومن المهم القبول بأن الحرب الأهلية الأخرى التي اندلعت في الولايات والمستعمرات السابقة قامت مع مواقف سياسية ضعيفة كانت قد استخدمت مع تلك المستعمرات وهذه القضايا تقضي إدارة بوش الحلول السياسية التي يجب إن تتخذ في العراق في خلق الاستقرار والسلام مع ما يسمى بنظام ديمقراطي قادر على مساعدة قوات الولايات المتحدة في الحركة ويضمن سلامة العملية السياسية ولا يشكل تهديدا للإستراتيجية العسكرية في المضي قدما نحو تحقيق أهدافها.

لأنه حتى إذا ازدادت عدد القوات الأمريكية الموجودة هناك فأنها سوف لن توقف العنف في بغداد ولن تعطي قوة في المفاوضات كذلك فأنها ليست سببا جيدا للاعتقاد بأنها ستكون مفيدة ضد المقاومة العراقية أو في تغيير ميزان القوى حيث إن الحرب الأهلية تنتهي عندما تتوازن القوى وتتشارك بالاتفاقيات.

ولكي يتحقق ذلك يتحقق ذلك  فأنها تحتاج لعدة سنين من القتال والى مستوى عال من التكتيكات والوضع اليوم في العراق الحاضر هو عبارة عن مجاميع متداخلة بين الشيعة والسنة وقريبة بعضها من البعض الأخر كما في الصومال وتظهر المجموعات المسلحة بين الطرفين والاعتقاد بأن السياسة الخاطئة للحكومة الأمريكية ستجبرها على الانسحاب أو الاعتقاد انه إذا لم تغير وبسرعة بزيادة عدد القوات الأمريكية فأنها ستبقى كذلك.

وحتى لو نظفت مجتمعات بغداد الأثينية فأن ضعف السيطرة الشيعية الحكومية ستصبح سببا أخر لحرب أهلية مفتوحة بين شيعة العرب والسنة ونتيجة لتصرفات إدارة بوش في خلق نجاح مفروض لحكومة معينة سوف يكرس إشارات التأييد والدعم للشيعة وهذا الموقف سيخلق أو سيؤثر ليس على مصالح الولايات المتحدة فحسب وإنما على السلام الإقليمي والاستقرار فيه.

إن الإصرار على التأكيد على النصر العسكري من خلال سيطرة الحكومة الشيعية غير ممكن في إي وقت وسيعطي ظروفا مفضلة للمقاومة لمواصلة القتال من خلال السيطرة السنية للعراق  وأكثر من ذلك فأن هذا السبب سيشجع الوطنيين السنة على دعم القاعدة في العراق ضد الميلشيا الشيعية والجيش العراقي كذلك فأنه سيضعف موقف واشنطون مع طهران ضد السيطرة السنية للولايات التي في الغرب العراقي.

وعلى طول بقاء إدارة بوش من المراهنة على الحكومة العراقية بصورة متشابهة حتى تحقيق النجاح إلا إن الحكومة الأمريكية سوف يكون لها معدل محدود لدعم هؤلاء الجماعة من خلال بقاء القوات خارج مركز تأثير الساحة مع تركيزها على الدبلوماسية وعلى دعم محدود من القوة مع العمل بصورة فورية على إنهاء الحرب الأهلية والتي ستمضي لبعض الوقت ولكن بقاء الولايات المتحدة اللعب لتوازن المعادلة بين الأطراف المختلفة ولمدة طويلة سيضر بمصالح الأطراف السنية والشيعية والكردية غير إن على العراقيين إن يعلموا إن بقائهم بمشاركة القوى مع بعضهم البعض وتحت شروط السياسة الأمريكية سيكون بالنسبة لهم أفضل من الاستمرار بحرب أهلية وبكل الأحوال .

يوميات الحرب

إن تعقيدات العنف في الحرب الأهلية في بلد القتال فيه من خلال مجموعات منظمة هدفها إن تكون لها القوة على السيطرة على المركز أو المنطقة أو تغيير سياسات الحكومة وفي كل يوم يستخدم اصطلاح الحرب الأهلية وهو غير مرتبط بالضرورة مع ازدياد العنف أو بتعقيدات الحرب أو بالإرهاب او بقلة أو عدم نجاح الحلول السياسية غير إن الأساس ما تشير إليه العلوم السياسية والتي تشير إلى إن قتل أكثر من 1000 شخص شهريا معناه إن التعقيدات قد بدأت وبذلك فأن هناك أكثر من 125 حرب أهلية قد اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية وان هناك أكثر من 20 حرب تجري الآن

وإذا أبقينا على هذا المعدل بمقتل أكثر من إلف شخص سنويا فأن هناك أكثر من 90 حرب أهلية منذ عام 1945 إلى 1990 غير أن معدل القتل في العراق هو60000 سنويا خلال الأربع سنوات الماضية وهو أعلى من معدلات الحرب في كثير من البلدان كالجزائر وكولومبيا وبيرو وسيريلانكا غير أن هذا المعدل يجعل حربه في المرتبة التاسعة من الحروب التي جرت في السنوات السابقة

أن السبب الرئيسي الذي يجعل الحروب الأهلية بهذه القسوة ولمدة طويلة هي صعوبة الوصول غالى نهاية لها .ومعدلاتها لتلك الحروب هي 10 سنوات لكل حرب ونصفها 7 سنوات وهناك بالطبع أكثر من ذلك

بدأت الحرب الأهلية في العراق عام 2004 بعد إشعالها من قبل المتمردين السنة بأمل أن يقود ذلك إلى أخراج الولايات المتحدة من العراق وإعادة القوة إلى السنة ولقد واجهه ذلك المليشيا الشيعية التي تطلعت إلى محاربة السنة من خلال القضاء على المقاومة السنية والدفع نحو التطهير الطائفي والوصول إلى اتفاق يتيح لهم التحكم بالعنف

هذا المثال من الحرب الأهلية المعقدة التي من مميزاتها كذلك أنها أقل الحروب مفاوضات وحوارا مفيدا بين أطرافها لتقليل ألعنف والتعقيد فيها كانت مشابهة للحرب الأهلية التركية التي حدثت بين عامي 1977-1980 حيث كانت المليشيا والتي تمثل اليسار واليمين تقل حوالي 20 شخصا يوميا من خلال الهجمات والاغتيالات والموت الجماعي وكما في العراق اليوم فأن حجم الخلاف عالي بين الأطراف خاصة من جهة إن القتال يقوم به مجموعات محلية منظمة وبين المليشيا والتي لها غطاء من قبل أحزاب سياسية حاكمة من خلال انتخابات ديمقراطية وأسست لها برلمان وهذا بالضبط ما حدث في تركيا ويحدث الآن في العراق وهو أنشاء أحزاب مليشياوية سياسية تعتقد بمشاركة بعضهم لبعض في قيادة تركيا سياسيا من خلال عملية سياسية وبرلمانية وإنشاء نظام ديمقراطي يقود إلى إنهاء العنف واليوم أكثر من ذلك يحدث في العراق فالعملية السياسية سيطرت على القدرة على إحراق المدن والخوف أصبح أقل من عودة الجيش من أن يصبحوا ذا تأثير على العنف في المجتمع والقادة العسكريون بعد ذلك أخذوا المبادرة وأقاموا انقلابا على اليسار واليمين على المليشيا والمجموعات المنظمة وأصبح ثمن الحكم العسكري هو إنهاء الحرب والتمرد المدني

وإذا انسحبت الولايات المتحدة اليوم من العراق فأنه سيتيح عودة الحكم العسكري مرة أخرى إلى العراق ويعود الجيش العراقي قائدا وحاكما على الحكومة المنتخبة التي سوف لن تعد تعمل بقوة ضرورية لتنفيذ أوامرها وإبراز نتائجها ومن سوء الحظ إن النظام العسكري في العراق سيكون قادرا على إتباع المثال التركي في بداية الثمانينيات حيث إن المؤسسة العسكرية التركية هي المؤسسة الوحيدة الوطنية التي تدين بالولاء للنظام العلماني الوطني والمستقل وعلى العموم كان الجيش التركي هو المفضل من قبل اليمين أكثر من اليسار والمواطنون الأتراك رأوا اختلافا واسعا بينهم بعد سيطرة الجيش من خلال العنف

وبالمقارنة فأن الجيش العراقي وحتى قوات الشرطة يظهران أقل تأثيرا من خلال المجتمع والسياسيين العراقيين فالشرطة تظهر عبارة عن مليشيا بشكل مختلف حيث أن القوات الأمريكية تدربها ولكن أفرادها وتنظيمها عبارة عن مليشيا أما الجيش فهو أكثر مؤسساتية ومهنية غير إن الشيعة مسيطرون عليه ألا أن هناك مستوى عال من عدم الانضباط بينهم بسبب دورهم بالتطهير الطائفي لذلك فان هذا الاحتمال من سيطرة الجيش على مقدرات الأمور سيجعل من الشيعة يعودون من جديد لحكم البلاد

كذلك ما حدث في لبنان في عام 1975 يعطي مؤشرا ما سيكون في العراق فأعمال العنف بين المليشيا المسيحية والمنظمات والفلسطينيين واللبنانيين والتي بدأت عام 1975 وجدنا ان قادة الجيش كانوا بعيدا عن مجرى الصراع والتأكيد على أن الجيش سوف لن يتدخل لمصلحة أي من الأطراف ولكن الصراع حينما توسع تدخل لكسر أحد الأطراف وحين ذاك دخل لبنان في مرحلة طويلة من العنف من الأطراف المقاتلة من السنة والشيعة والمسيح ومنظمة التحرير الفلسطينية والتدخل السوري والإسرائيلي ومع تبادل للأدوار بينهم على مدى سنوات الحرب

ويمكن لهذا السيناريو أن يكون مشابها له في العراق اليوم فبغض النظر عن بقاء أو رحيل الولايات المتحدة عنه فأن مناطق جنوب كردستان ستكون مشابهة الى حد كبير ما جرى في لبنان طوال الحرب الأهلية حيث التغيرات السياسية ستؤثر على المنطقة والمدن وحتى الجيران فبعد مرحلة التطير الطائفي سيتغير خط العنف حيث أن مستوى العنف سيكون أقل مستوى وستزداد التدخلات الخارجية والقوى الخارجية أيضا المالية منها والعسكرية وأما العنف والى الأنفجارات ستكون أسوأ بشكل عام وكبير وكذلك ستتدخل مليشيا خارجية إلى جانب تنظيمات تحمل على عاتقها التطهير الطائفي وسيتركز القتال بين أنفسهم حول السيطرة على المناطق الحلية والدول المجاورة وخاصة إيران ولكن من غير الضرورة إن تحمل معها إستراتيجية للتدخل إلى البلاد ومن غير المحتمل ألا تشترك الولايات المتحدة في ترتيبها .

حين تنتهي الحرب الأهلية تنتهي بانتصار عسكري لأحد الأطراف ،فمنذ عام 1955 انتهت 55 حرب أهلية بسيطرة الحكومة المركزية على تلك الحروب .وهناك 75% من تلك الحروب انتهت بنصر واضح لأحد الأطراف ،وهناك 40% من 55 حالة حرب كانت بين الحكومات والمتمردين كان الانتصار فيها ل35% للمتمردين على المركز. وكان تقاسم القوى والاتفاق بين الحكومة والمتمردين هي أقل النسب في تلك الحروب حيث شكلت 9 من بين 55 حالة حرب وهو ما يشكل 16% منها كما في السلفادور 1992 وجنوب أفريقيا 1994 ،طاجاكستان 1997 .

الوصول إلى أتفاق تقاسم القوى من خلال الحرب الأهلية هو تعبير عن الخشية من الطرف الأخر وهذه الخشية لا تعبر ألاعن طريق استخدام السلاح بين الأطراف المتقاتلة فأذا كانت أحدى المليشيات تخاف من الأخرى فأنها تلجأ الى استخدام السلاح لفوز السيطرة على المنطقة أو المدينة أو حتى الجيش وهذا ما يعطي للمليشيا الأخرى سببا رئيسيا لمواجهة المليشيا الأخرى . هنا يظهر الاتفاق على انه المشاركة بالسيطرة على الدوائر السياسية والعسكرية وحتى واردات النفط وهذا ما سيستدعي دخول شريك ثالث ليعطي الضمانات لطرفي النزاع وهنا تكون الولايات المتحدة هي الراعي أو الشريك الثالث في تلك المفاوضات .

حاولت أدارة بوش المساعدة في أيجاد أرضية مشتركة بين ألأطراف المتنازعة من الأكراد والشيعة والسنة ولكن هذا لم يمنع من حدوث الحرب الأهلية وتقترح الدلائل التاريخية إلى أن ضمان الأمن من خلال تورط القوى المختلفة بالأحداث يساعد الحكومة على الوقوف والانتصار بدون تدخل قوى ثالثة مثل التدخل الأمريكي في العراق والذي يؤتي بنتائج عكسية بالنسبة إلى الحكومة العراقية ولسوء الحظ أن الحكومة قد تنجو بهذا الوضع أكثر 10 أشهر أو 10سنوات .

ويمكن للعراق في 2007 أن يكون أحد الحالات الناجحة التي يمكن أن تتوصل وبنجاح إلى نهاية الحرب الأهلية من خلال مؤشرين أثنين يمكن من خلالهما تقاسم السلطة الأول أتفاق متوازن يمكن الوصول الهي بعد فترة من الامتناع وأنه لا يمكن حل المشاكل بالطريقة العسكرية بين الأطراف المختلفة حيث كل واحد منهم يجب أن يقتنع أنه لن يحصل على كل ما يريد أو أنه يستطيع تحقيق ما يريده عن طريق العنف فعلى سبيل المثال كان أتفاق دايتون حيث وافقت القوى من خلال أحزابها على إنهاء حرب البوسنة قد وقع ليس بسبب تدخل الناتو في أيجاد القوى المشتركة للجلوس للمفاوضات ولكن بعد أدارك أنه لا يمكن تحقيق شئ بعد ثلاث سنوات من الحرب                

أما الثاني أتفاق تقاسم القوى يهدف إلى أقامة تعايش بين الأطراف المختلفة أي القبول بالأخر ولكن من دون الاستحواذ على السيطرة على كل البلاد وهذا ما وقع في بوروندي عند الهوتو والتوتسي وفي الصومال أيضا.وبعكس هذه الشروط وإذا لم تتحقق في العراق فأن هناك بعض الأحداث المهمة التي ستحدث منها أن السنة ومجموعاتهم يعتقدون أنه بخروج قوات الولايات المتحدة يمكن إن يعودوا للحكم في بغداد وفي المناطق الأخرى من العراق وهناك أعداد من الشيعة وبعض من المجاميع الشيعية تعتقد أن مجموعات الأغلبية سوف تستطيع أن تبقى في السيطرة السياسية على البلاد ومنهم جماعة مقتدى الصدر التي تعتقد بأنهم يمكن أدارة البلاد بدون مساعدة الولايات المتحدة . وفي الحقيقة أنه بانسحاب الولايات المتحدة فسوف تقوم المليشيات الشيعية بالقتال بعضها ضد البعض الأخر وبشكل أوسع مما هو اليوم . وهذه الحرب المفتوحة بينهم سيكون المستفيد الأكبر منها المقاومة السنية والتي ستكون قادرة على التحكم بالقوى في البلد وأدارتها والسيطرة عليها .

والأمر الأخر فأن، كلا من السنة والشيعة سينقسمون إلى مجموعات كثيرة وبمستوى السياسة الوطنية وان المليشيا من دول الجوار العراقي والمجموعات المسلحة منهم سوف تنظم إلى المنظمات الشيعية الأربعة مثل حزب الدعوة والذي ينقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسة منها جماعة الصدر المناوئة للاحتلال الأمريكي وهي أكبر مليشيا شيعية في البلاد وهي غير واضحة إذا كانت تستطيع السيطرة على الحركات الأخرى . أما العراقيون السنة والذين لهم امتدادات  قبلية خارج بغداد وكذلك غير المنظمات الإسلامية فأنهم سيواجهون صعوبات في النمو .

لذلك فأن مزيدا من الحرب يمكن أن تكون الطريق الوحيد للوصول إلى تقاسم مراكز القوى وتصبح الوسيلة الوحيدة لحل المشكلات مع الحكومة العراقية اهو يمكن بهذه الوسيلة الوصل بالى النصر لطرف دون الطرف الأخر أو تمكن لأحد الأطراف من القدرة على المفاوضات والتي ستكون في النهاية الوسيلة الفضلى لحل مشاكل الخلاف بين المجموعات المتصارعة في العراق .

ميزان التأثير

كان من المؤمل أن الانتخابات السياسية ستنجح من خلال دعم الجيش العراقي والدعم الأمريكي وان تتطور قابلية التأثير ضد المقاومة العراقية والمليشيات الشيعية جنبنا الى جنب غير أن هذا السيناريو إذ فشل فسيؤدي إلى الاستمرار الحرب الأهلية واشتدادها

وماذا افترضنا أن التطهير العرقي سيستمر في بغداد ومجموعات المقاومة السنية والمليشية الشيعية ستستمران في مقاتلة بعضهم القوات الأمريكية وبعضهم ضد المدنيين وأذا استمرت أدارة بوش في البقاء حتى تحقيق النصر وكما تقول فسيكون الخيار الأصعب والأخير هو الدعم ألا محدود للشيعة في حربها ضد السنة  وقد تلعب القوات الأمريكية في بعض القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان من خلال دفع وحدات من الجيش العراقي لسحق التمرد والتطهير العرقي. وستبقى الولايات المتحدة تحاول خلق نجاح أي نجاح للحكومة العراقية .

بالى أن تقود غالى الانسحاب وليس غالى الهزيمة مما سيعطي للحكومة العراقية الحالية  القيام والقدرة لتحقيق هذا الانتصار على فعل الحرب القذرة ضد مناوئيها وبخاصة ضد البيئة السنية والتي هي داعمة للمقاومة الوطنية هذه السياسة هي صعبة التحقيق على الأرض وأن كانت ضد المصالح الوطنية فحتى الشيعة ومناصروهم في الحكومة قد ينجحون في إبادة سنة بغداد ولكنهم غير قادرين على مقاومة المقامة السنية حيث الأغلبية السنية غرب البلاد أو حتى في صد هجومهم في بغداد أو أي مكان أخر يعيش فيه الشيعة وبعبارة أخرى إن السياسة الأمريكية سوف لن تقود إلى أي نصر عسكري واضح في المستقبل القريب وحتى لو فعلته فهل تريد واشنطون ذلك أن صعود النظرية الطائفية وبخاصة سيطرة الشيعة على حكومة بغداد يعزز كثيرا وسيحمي بشكل أوسع النفوذ الإيراني في المنطقة كقوة دينية  إقليمية..

غير أن الولايات المتحدة عليها من الصعوبة بمكان أن تعطي الحكومة للسنة العراقيين ولا تعطي بعد ذلك أي سبب في منع البلاد المسيطر عليها من قبل السنة أي سبب لعدم دعم القاعدة في العراق من خلال رفض أي من هذه الدول دعم قوة سنية لقتالهم الحكومة الشيعية .

وللوصول إلى خيارات سياسية ذا تأثير يجب أولا الاعتقاد بأن أي خطط سياسية يجب إلا تكون مدعومة بدعم عسكري مفتوح للحكومة الشيعية والتي ساعدتها بالقوة لتكون في بغداد الأ أنها في الوقت نفسه أن هذه الحكومة التي لها كل الدعم العسكري والدبلوماسي هي الحزب الوحيد الذي ينفذ جميع السياسات الأمريكية في البلاد والمنطقة وأن بهذا الدعم قيادة حركة السياسة الشيعية في المنطقة والتي ارتبطت بالدعم الأمريكي قد ولد اتجاه معاكسا من المعارضين السنة في الحكومة وهو ما دفع الشيعة إلى اللجوء إلى المليشيا لحماية نفسها

كما أن القوات الأمريكية التي واجهت المقاومة السنية بدأت ترى أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر مرونة مع الفرس وأقل تشددا إزاء المساعدات السرية العسكرية والمالية للشيعة من إيران في الوقت الذي بدأت فيه باتهام إيران وسورية بسبب فشلها بعدم تأمين الاستقرار في بغداد وألا نبار وبسبب تعارض مصالح تلك الدولتين مع المصالح الأمريكية في العراق.

غير أن كل تلك الحقائق سوف لن تنهي الحرب الأهلية في العراق والتي بدأت في وقت ما أنها لم تتأثر أو تبدأ بأحد تلك الأسباب غير أن الولايات المتحدة أرادت من خلال الدفع بالحرب الأهلية الى موازنة القوى في العراق وأن تعطي حلول للاستقرار بعيد المدى بالنسبة الى مصالح الشيعة والسنة والأكراد مجتمعه في حكومة واحدة.

هنالك أمل من أن العراقيين لهم القدرة من خلال برامج سياسية من حل مشاكلهم مع بعضهم البعض ولكن في الحقيقة أنه ممكن أن ينتهي التعاون بين قادة الشيعة والسنة والأكراد من خلال خلافهم مع الدستور وبعد ما فقدوا أهمية عامل الوقت في قتالهم فأساس الدولة العراقية هو المصلحة المترابطة لكل الأطراف والأحزاب وخاصة في مسألة عندما يتعلق الأمر بالقانون الخاص بمصادر النفط العراقية.

واستمرار الحرب الأهلية ستؤدي إلى عدم تمتع القادة الشيعة بمنافع النفط وأن السيطرة السياسية بدون المشاركة من قبل جماعات السنة والذين يمكن أن يقللوا من عملياتهم كذلك فأن الحرب الأهلية يمكن إن ترجع السنة إلى السيطرة والشيعة إلى التبعية وهذا ممكن الحدوث وبذلك يخشى الأكراد على مصالحهم والتي قد يحموها بسيطرتهم على الأنبوب المار عبر أراضيهم.

وهنالك بالطبع عدة سيناريوهات ممكن حدوثها إذا استمرت الحرب الأهلية في العراق ومن ضمنها انفصال أجزاء العراق الثلاثة وبإمكان الولايات المتحدة التأثير في حدوث هذا الاحتمال وهو ما أشارت إليه مجموعة دراسة العراق والتي دعت إلى نوع من الانفصال حتى يخف حدة القتل اليومي غير أن حدود هذه المقاطعات غير معروفة واختلاف موارد الأجزاء الثلاث غير متساوية وأداء السكان في هذا المجال متفاوتة ألا أن على الجميع أن يكونوا مسالمين في العراق الجديد إذا أصبح التقسيم أمرا واقعا وأن الحرب الأهلية ممكن أن تقود في يوم ما إلى تجميع العراق المشتت ولكن من المهم أن تكون المناقشات عراقية داخلية أكثر مما تكون خارجية حول مستقبل البلاد.

ومعظم الحروب الأهلية تنتهي بنصر عسكري غير حاسم وهذا النصر إضافة إلى التوجه السياسي لبعض السنة أو المجموعات الشيعية هو أقل من المقبول بالنسبة للسياسة الأمريكية وأن الانتصار غير الحاسم لسيطرة الشيعة هو بالتأكيد المفضل بالنسبة للقاعدة وإيران أما انتصار السنة الغير حاسم بالنسبة للمقاومة فهو سيعيد شئ من النظام وهو السبب الرئيسي من التعدد المختلف.

فهنالك على الأقل أثنين من المؤشرات يمكن أن تكون أفضل بالنسبة إلى العراقيين إلى الاستقرار والسلام الإقليمي وكذلك للمصالح الأمريكية في المنطقة الأول هو أتفاق بمشاركة القوى بين عدد من ممثلي العراق ممن هم بالقوات المسلحة أو من المسيطرين في المحافظات لإقامة ما يسمى عملية إنقاذ وطني والثانية هو صعود السيطرة العسكرية حيث لدى قادتها القدرة على إخماد أي ثورة أو تمرد أو عصيان من قبل الجماعات الأخرى وإلا تكون مرتبطة بصورة مباشرة بالقوات الأمريكية وإنما لها الدعم المطلوب منها لتحقيق تلك السياسة فعلى الولايات المتحدة أن تضغط باتجاه سياسة متوازنة باستعمال الدبلوماسية والأموال وبعض الأدوات العسكرية لتشجيع المشاركة بين الأطراف المختلفة والتي تتقاسم الثروة والقوة السياسة المتوازنة يمكن أن تقود غالى تشكيل تحالفات جديدة والتي من المحتمل أن تؤدي إلى أعادة انتشار للقوات الأمريكية في العراق أو العودة إلى القواعد أو حتى غلقها.

وهذه العملية تعتمد استغلال أمثل للدبلوماسية والسياسة والتقنيات العسكرية ومن المهم الإشارة أن بعض من موازنة القوى تلك يمكن أن تدعم النصر من جانب واحد دون جانب أخر ولكن الأحداث للأسف تشير إلى أن النصر لم يعد قريبا بالنسبة إلى الجانب الأمريكي.

وحتى لو أتى هذا التغيير في السياسية فأن القوات الأمريكية سوف لن تستطيع أن توقف معدل القتلى المتصاعد في بغداد فهناك القليل من الإشارات التاريخية أو بعض الحقائق التي يمكن أن تقترح بأن القوات الأمريكية لا يمكن لها أن تبقى معلقة أو متورطة في إلى أجل غير مسمى والبقاء في مواجهة هجمات الجهاديين والوطنيين لمدى مفتوح.

والسيناريو الأكثر تفاؤلا هو أن تنجح أدارة بوش في تحالفها مع الحكومة العراقية الحالية في وقف أعمال التطهير العرقي والوقوف أمام أسباب استمرار الحرب الأهلية بأكثر الأمور مهنية ومحايدة وهذا الأمر مشكوك فيه النجاح.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.