15 Jul
15Jul


اذا كان مبدأ السياسة في السيطرة هو المعيار، فإن الحزب الجديد ذو القدرة على استخدام حق النقض للقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية قد يبدو قاطعا من هذا التفسير في القدرة على التحكم بزمام الامور في الدولة اللبنانية. فبعد الاشتباكات التي وقعت في بيروت الغربية في شهر نيسان 2008، اعلن بعض المحللين بان حزب الله هو المنتصر في الأزمة الداخلية.

بعد ان صرح قادة حزب الله بان لديهم المزيد كي يفعلوه لضمان هذا النصر. وكما قال السيد حسن نصر الله في 26 ايار2008، فإن المقياس الحقيقي لقدرة حزب الله لا يزال في قدرته على شن المقاومة المسلحة ضد اسرائيل. وقياس قدرات حزب الله تعول منذ فترة طويلة من التركيز عند المحللين العسكريين الاسرائيليين، ووسائل وتطوير الترسانة الصاروخية لحزب الله في صيف 2006 في الحرب مع اسرائيل والتي اثارت التساؤل من خارج المنطقة ايضا. وكان وابل القذائف التي ضربت عمق الأراضي الإسرائيلية، حتى في الأيام الأخيرة من الصراع ولمدة ثلاثة اسابيع قد غيرت المفاهيم الدولية حول هذا الحزب من مجموعة من التنظيم يركز بالدرجة الاولى على قدرات المتمردين والعصابات المسلحة الى قاعدة للمشاريع التي يمكن ان تستولي على السلطة ربما نيابة عن ايران، بالإضافة الى القاعدة اللبنانية الخارجة عن ارادتها.

لكن تفاصيل القدرات العسكرية الحالية لحزب الله لا تزال ناقصة، فعلى سبيل المثال، في تشرين الاول 2007 اعتمد تقرير للأمم المتحدة حول قدرات الحزب على الاستخبارات الاسرائيلية فقط، ويخلص الى ان حزب الله "اعاد تسليحه بالصواريخ في الى مستوى اعلى مما كان عليه عام 2006 قبل الحرب". والجديد "ان الصواريخ بعيدة المدى واللوازم اللاحقة بها من طراز zilzal - الايرانية وصواريخ الفجر اصبحت لديه بالمئات، والتي تمكنها من الوصول الى تل ابيب والمزيد من مدن الجنوب".

وفي تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كى مون في شباط 2008 المقدم الى مجلس الامن بشأن هذه الحالة، لاحظ ان حزب الله "قد جدد قدراته العسكرية منذ حرب عام 2006" واعرب عن قلقه من ان الحدود بين سوريا ولبنان لا تزال هشه من حيث التهريب. ولكن الامين العام لاحظ ان التقارير الاسرائيلية حول تجدد النشاط العسكري لحزب الله في جنوب لبنان لم تؤيده قوة الامم المتحدة لحفظ السلام.

لكن التفاوض على وضع حد لحزب الله في المقاومة المسلحة يبدو عند قادة الجماعة انها اخذة في رفض مناقشة نزع السلاح. والجهود الدولية الرامية الى نزع سلاح الحزب حتى الان وحسب اتفاق الطائف في عام 1989 والذي مهد عن طريق التفاوض لإنهاء الحرب الاهليه اللبنانية في الآونة الاخيرة غير ذات جدوى منه، وهو ليس بحال افضل من قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة 1701 و 1559 الذين سعيا الى وقف تدفق الاسلحة الى حزب الله.

من جانبه لا تزال قيادة حزب الله تسيطر على التفاصيل وهي في موضع لا جدال فيه ان توصف قدراتها باكبر مما كانت قبل الحرب في منتصف 2007 ، وقد قال نصر الله ان حزبه التابع له يمتلك القدرة على "ضرب كل نقطة من النقاط في فلسطين المحتلة". ومع ذلك فان ايجاد مصادر مستقلة لحزب الله وقد اثبتت صعوبة التقييمات العسكرية الغربية والتي تميل الى الموافقة الى ان حزب الله في الواقع يعتمد على تهريب الاسلحة الى لبنان من جانب ايران في انتهاك الحظر المفروض على توريد الاسلحة من قبل الامم المتحدة. ووزارة الخارجية الاميركية تتهم ايران بتوفير الدعم العسكري واللوجستي والدعم المالي لحزب الله ولقائمة طويلة من الجماعات التي تصفها بالارهابية. ووفقا لدراسة مركز لبحوث السلام في معهد ستوكهولم الدولي فان الجزء الاكبر من ترسانة حزب الله المضاده للدبابات والصواريخ المضاده للسفن  سطح / جو والصواريخ والمركبات الجوية غير الماهولة ذات منشأ ايراني.

ويعتقد الخبراء العسكريون الاخرون في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والذي يوجد مقره في لندن على سبيل المثال ان حزب الله استعاد دورته في اعادة ملء الوقود والذخيرة، ويحتفظ حزب الله حسب هذه التقديرات على ما يناهز بالفي رجل تحت السلاح اي بزيادة طفيفة عن عام 2007. اما الآن فان القدرات العسكرية لحزب الله قد تلقي بظلالها على الوسط السياسي. ولكن خبراء مكافحة الارهاب يجعلون الحزب  "كاقوى حركة سياسية واحدة في لبنان" بعد تاكيد بعض المحللين السياسيين والذين يعطون تقديرات بان مساعدات ايران لحزب الله تتجاوز 100 مليون دولار سنويا من المساعدات، بما فيها صواريخ مضادة للسفن والقذائف والصواريخ التي يمكن ان تستخدم ضد اسرائيل كما قدمت ايران التدريب الجماعي. وهناك وجود عسكري ايراني واضح في لبنان.

والسؤال الذي يطرح اليوم حول هذا الحزب وسر قوته وسر قادته وبخاصة الامين العام للحزب فمن هو السيد حسن نصر الله؟ وكيف تحقق لنصر الله كزعيم حزب الله؟ وما هو دور نصر الله في الحكومة اللبنانية؟ وهل حاولت اسرائيل أغتيال نصر ألله؟ وما هو راي نصرالله ب الحركات المقاومة الاخرى؟

منذ عام 1992  كان السيد حسن نصر الله الزعيم الشيعي اللبناني من ضمن مجموعة حزب الله الاسلامية المسلحة. وهو ذات شعبية وشخصية سياسية بارزة في لبنان والعالم العربي وهو ذكي جدا وعميق التدين وكان القوة الدافعة وراء العمليات العسكرية الجارية لحزب الله حتى هذا اليوم، فضلا عن مجموعة من التحركات في عالم السياسة. في اوائل ايار 2008 اخذ نصرالله وجماعته قدرا كبيرا من الاهتمام الدولي عندما قام حزب الله بالاستيلاء على الكثير من احياء بيروت الغربية بعد معارك بسيطة حينما بدأت الحكومة اللبنانية باتخاذ التدابير ضد حزب الله وشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة به .

ولد نصر الله في 1960 في شرق بيروت في حي برج حمود، وهو الاخ الاكبر لتسعة اطفال، وتطلع الى القيادة الدينية منذ سن مبكرة. في عام 1975 وعندما اندلعت الحرب الاهليه في لبنان انتقلت اسرة نصر الله الى القرية اللبنانية الجنوبية الباصورية القريبة من مدينة صور، وقد جذب نصر الله اهتمام واحد من رجال الدين الشيعة وشجعه على مواصلة جهوده في التعليم الديني الشرعي في الخارج. وفي السنة التالية وعند الانتهاء من الدراسة الثانوية، ذهب نصرالله الى الدراسة في مدارس النجف في العراق. وهناك قيل انه اجتمع لاول مرة مع عباس الموسوي.

في عام 1978 طرد العراق المئات من طلاب الدين اللبنانيين، وكان نصر الله والموسوي منهم واضطروا الى العودة الى لبنان. وهناك انشأ الموسوي مدرسة دينية درس فيها نصر الله وحصل على عدد من اتباعه من الشيعة، وكثيرا منهم من انضم الى نصرالله في تنظيم المقاومة المسلحة على الغزو الاسرائيلى فى عام 1982. وهذه الجماعات المقاتلة تطورت في وقت قريب إلى حزب الله ، وتميز نصر ألله بوصفه خبيرا وقائدا لحرب العصابات.

في عام 1987 وخلال بعض الهدوء في اعمال المقاومة استأنف نصرالله الدراسات الدينية في مدرسة فى قم - ايران ، ولكن عندما استئناف الاعمال الحربية في عام 1989 عاد الى لبنان. وبحلول ذلك الوقت ، كانت هناك فتنة في الظهور بين قيادة حزب الله بين تلك التي يقودها الموسوي والداعي الى النفوذ السوري الاوسع في لبنان وتلك التي يقودها نصر الله ومن يعارض التورط السوري والدفع لصعوبة الخط ضد اسرائيل والولايات المتحدة. وجد نصر الله نفسه في الاقلية. وقيل انه في وقت لاحق من ذلك العام اعيد الى ايران ليكون بمثابة ممثل حزب الله في طهران في ما يقول الخبراء عن ذلك انها محاولة لتهميشه.

في عام 1991 ، اصبح عباس الموسوي الامين العام لحزب الله وعاد نصر الله الى لبنان وعلى ما يبدو بعد ان خفت وجهات نظره بشأن سوريا. وبعد اغتيال الموسوي من قبل القوات الاسرائيلية استعيض عنه بنصرالله كزعيم حزب الله. في كانون الاول 2007 ذكرت صحيفة الشرق الاوسط ومقرها في لندن وتسببت في ضجة عندما اذاعت خبرا حول أبلاغ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في ايران كان قد امر نصر الله بتسليم السيطرة على الجناح العسكري لحزب الله الى نائب الرئيس الشيخ نعيم قاسم. ولكن حزب الله ووزارة الخارجية في ايران دحضا هذا التقرير.

وعندما اصبح نصر الله الامين العام لحزب الله افتقر الى وثائق التفويض من أسلافه لكنه بعد ان امضى سنوات طويلة في المدارس الدينية، وتعيينه في وظيفة فقد افادت التقارير أن عدد قليل من المعارضة كان يواجهه داخل المنظمة. لكنه كان قد كسب الدعم الشعبي الواسع عن طريق الزراعة والرعاية الاجتماعية لاحدى الدور والتي وفرت شبكة من المدارس والمستوصفات والمساكن التي تقطنها الاغلبية الشيعية في اجزاء واسعة من لبنان.

في وقت انسحاب اسرائيل من لبنان ترأس نصرالله حزب الله. ورغم انه لا يمكن المطالبة بالائتمان الكامل للعمليات العسكرية التي شنها حزب الله، الا ان الحملة الدعائية الواسعة النطاق والتي انتصر فيها حزب الله الشيعي فيها، ساعد هذا الدعم الرأي العام الاسرائيلي تجاه لبنان من الاحتلال.

وتسبب انسحاب اسرائيل نصر الله الى ارتفاع شعبيتة داخل لبنان وجميع انحاء العالم العربي. وان كان حزب الله قد عقد له مقاعد في البرلمان في لبنان منذ اوائل التسعينات، الا ان هذا التقدير الجديد منح لنصرالله قدرا اكبر من رأس المال السياسي. وفي كانون الثاني 2004 ، قام نصرالله بترتيب صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل  مما سمح لاطلاق سراح اكثر من اربعمائة من الاسرى الفلسطينين واللبنانيين، وغيرهم من الاسرى العرب.

وفي الانتخابات البرلمانية لعام 2005 حصل حزب الله على  مكاسب كبيرة وفاز باثنين من مقاعد مجلس الوزراء. وبعد ان انسحبتا سوريا واسرائيل من لبنان، بدأ حزب الله "يعد نفسه ليكون في الموقف اللبناني كاشبه بالمنظمة القومية، وفي السنة التالية، تفاخر نصر الله بقوله"ما دام هناك من المقاتلين من هم مستعدين للاستشهاد، فسيبقى هذا البلد امنا".

في تموز 2006 تجدد الهجمات الاسرائيلية على جنوب لبنان. ولمدة شهر كامل وخلالها اثنى الكثيرون في العالم العربي على نصر ألله بحفاظه على المقاومة الشرسة ضد الجيش الاسرائيلي. وبعد انتهاء القتال، سعى نصرالله الى زيادة تعزيز سمعته محليا عن طريق المساعدة في اعادة بناء منازل اللبنانيين ممن قد شردوا في القتال. لكن نصرالله واجهه انتقادات من مجموعة من السياسيين اللبنانيين وقادة الدول فى جميع انحاء العالم والذين اعربوا عن مخاوفهم بشأن انشطه حزب الله، والتي شملت الاستيلاء على جزء كبير من غرب بيروت في ايار 2008.

وعلى الرغم من أن زعيم حزب الله السيد نصر ألله لا يعقد له مكتب رسمي في لبنان الا انه ينظر اليه باعتباره اعلى بكثير من اي مسؤول في لبنان ويقول بعض الخبراء في الارهاب بان نصر الله وحزب الله اصبحا ناشطين سياسيا على حد سواء مع التمثيل في البرلمان اللبناني ومجلس الوزراء. والهدف لحزب الله هو اقامة دولة اسلامية مستقلة في لبنان مع جعل نصر الله زعيما لها.

في 14 تموز 2006 دمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية منزل نصر الله والمكاتب التابعة له. ووفقا لعدد من المسؤولين في حزب الله فان نصر الله قد اعتاد على المراوغة من التهديدات منذ طرده من العراق. وكان نصرالله قد تأثر تأثرا شديدا بوفاة الموسوي ودرس حياة ياسر عرفات آملا في تقليد الزعيم الفلسطيني في القدرة على الصمود امام الاعتداءات الاسرائيلية. وفي اب 2006 وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ، قال قائد اسرائيلي كبير ان اسرائيل لا تزال ملتزمة بقتل نصر الله على الرغم من اتفاق وقف اطلاق النار مع لبنان.

الا ان ما يميز نصرالله هو انتقاده للحركات الإسلامية الاصولية الاخرى فقد قال نصر الله لمراسل صحيفة واشنطن بوست روبن رايت ان حركة طالبان هي "اسوأ واخطر شيء على النهضة الاسلامية " وندد بقطع رأس المقاول الأميركي نيكولاس بيرغ من جانب تنظيم القاعدة فى العراق ، قائلا "انه امر غير مقبول هو محظور الاساءة الى الابرياء ". ولكن عندما طلب من نصر الله رايه حول التفجيرات الانتحارية في اسرائيل اوضح "انها وسيلة اخرى للفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم."

واليوم حزب الله مقنع بمزيج من مختلف أوجه السلطة. فهو جماعة ارهابية بحسب التصنيف الامريكي والاوربي، ونظامه يشبه العصابات المنظمة، وانه اقوى حركة سياسية موحدة في لبنان ، وانه يقدم الخدمات الاجتماعية. وانه اكبر المنظمات  القادرة على ان تفعل اشياء متعددة وبشكل فعال تماما.

في الازمة الاخيرة هذه في لبنان حيث لم تستطع حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من قمع حزب الله من خلال وقف منظومة الاتصالات الداخلية، الى درجة ان الناس بداوا يخشون من حرب اهلية اخرى الا ان حزب الله حاول دائما أن يصور نفسه لا سيما في آخر عشر الى خمس عشرة سنة بوصفه المنظمة اللبنانية التي ادعت أنها لاتحمل السلاح ابدا ضد اخوانهم اللبنانيين. وحين اراد حزب الله ان يعترف الناس بالسلطة الهائلة التي اكتسبها داخل الدولة اللبنانية استخدام القوة في ممارسته تلك.

ففي هذه الازمة كانت الجهود التي بذلتها الحكومة لتفتيت حزب الله اكبر من محاولتها السيطرة على منظومة الاتصالات الداخلية، وهذا ما يراه حزب الله ان الحكومة دفعت به الى ابعد مما ينبغي، لذلك خاض معركة السلاح في شوارع بيروت وكانت النتيجة سريعة جدا وهو انتصار حزب الله. ولم يواجه الحزب من منظمة منافسة له في الشارع اكثر قوة من الجيش اللبناني، غير ان الجيش عرف انه سيخسر في حالة مواجهة الحزب فاتخذ موقف الحياد في ذلك الصراع رغم ما يمتلكه الحزب من عدم شعبية واسعة داخل صفوف الجيش.

في لبنان نظام سياسي اليوم يقوم على توزيع السلطة من قبل المجتمع، مع الحصول على كل شريحة المجتمع على وضيفتها بحسب الانتماء الديني. وكان ذلك على اساس تعداد السكان فى عام 1932 والذي اعطى المسيحيين اغلبية طفيفة من البلد وفي المجتمع المسلم السني حيث المسلمين السنة هم الاغلبية، وما الى ذلك. ونحن نعلم ان تعداد السكان اليوم جعل المسيحيين ليسوا قريبين من الاغلبية في البلد والشيعة هم بالتأكيد اكثر عددا من أهل السنة وربما يزيدون قليلا عن 40 %.

 

 

 

 

For more question or explanation stay with  the web site, www.nasr-i.org

Or call:  Info@nasr-i.org    

Copyright © 2006 . All rights reserved to N A S R , Nothing in this publication may be reproduced without the permission of the publisher.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.