بعد أن ارتقى الرئيس المجاهد الصابر الشرعي الوحيد لمصر الحبيبة محمد مرسي مدارج العلى تعجز الكلمات عن توصيف هذا الجبل الأشم الذي علم البشرية أن الحياة أرخص من أن تحنى الرقاب بها لطاغ... كلمات مهداة إلى روح الحبيب مرسي الطاهرة...
لم تك بطولتك سيدي الرئيس في تحمل أعباء القهر والظلم في ست عجاف بعيدا عن العوالم الغادرة التي أحاطت بك فحسب، بل كانت البطولة تتجلى في أسمى معانيها حين لم ترضخ لترغيب جلاديك...
بطولتك سيدي الرئيس تكمن في حفاظكم على المبدأ... فلم تك تسترخص الحياة في أعلى منصب في دولة مصر، ولا بين زنازين الطغاة وتحت تعذيب الجلادين البغاة، بل استرخصتها حين علمتنا معنى أن نبذل أرواحنا في سبيل الله فحسب.
عنوان مجدك سيدي الرئيس كان في ثباتكم على المبادئ التي زرعتها في ضمير الأمة عبر ملحمة خالدة كنت عنوانها حيا وميتا، فلم تذل ولم تضعف بل ذل جلادوك حين منعوا حتى صوتكم عن الأمة، وأنتم تحاكمون في قفص من زجاج، هدير كلماتكم كانت ولا تزال ترعبهم...
لم تخشى سيدي الرئيس اقزاما أحسنت الظن بهم يوما ما فخانوك واتبعوا أسيادهم، بل خاف منك هؤلاء العبيد حين احتجزوك بأشرف عنوان...التخابر مع حماس ضمير الأمة النابض ... في حين تمرغت وجوه هؤلاء الشياه في أحضان أحفاد القردة والخنازير..
لم تنتهي ملحمتك الخالدة سيدي الرئيس حين فارقتنا روحكم الطاهرة، بل بدأت لتوها بعد أن علمتنا معنى الثبات، بعد أن علمت الإنسانية أن الحياة لا تعدل كلمة ذل واحد لجلاد مصيره مزابل التاريخ...
لم ينتهي سِفركم الخالد سيدي الرئيس بعد أن ارتحت من عناء السفر اللاحب، وأزحت عن كاهليك عناءه، بل بدأت صفحات ملحمتكم تسطر من جديد...
لا يعلم سيدي الرئيس ما يعني أن يبقى الإنسان بين أربعة جدران إلا من ذاق طعمها وارتشف من كأسها ولو لبضعة أيام كما رأينا من قبل ونحن نقتفي خطاكم في القرن الماضي لكننا اليوم نقف بإجلال أمام ما مررتم به لست عجاف..
سيدي الرئيس لم تتعلم البشرية بعد من درسكم ودروس الرجال من قبلكم بل لا زالت تدفن رأسها في الرمال كي لا ترى جلال هاماتكم والذين سبقوكم في ركب الشهادة...
لم تخسر شيئا سيدي الرئيس حين ارتقيت روحكم الطاهرة في السماوات العلى بل خسر جلادوكم الذين تمرغوا في أوحال الرذيلة والخيانة وخانوا العهد وطعنوا الأمة بخنجر مسموم...
سيدي الرئيس بعد عرس الشهادة لم ينتهي تعليمكم لنا بل بدأ السِفر الخالد يسطر كلماته من جديد، منكم تعلمنا معنى العز في الحياة، ومنكم تعلمنا معنى أن تكون خالدا بكلماتكم لا بجسدكم حين يبلى. تبلى الأجساد حين تفارقها الأرواح وتخلد الكلمات التي تدب الحياة في موات الأمة ونيامها...
سيدي الرئيس اليوم تعلمنا ما معنى كلام رفيق دربكم سيد رحمه الله حين قال إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة...
اليوم فقط تطل خطاباتكم لتقرع الطغاة والظالمين والمتقاعسين الذين استظهروا دعوتكم ونصرتكم أمام لعاعة زائفة لا تسمن ولا تغني من جوع...
اليوم رؤيتكم وأنتم تنافحون عن مصر الحبيبة وعن أرض الكنانة في سابق عهدكم حين توليتم مسؤولية الحكم بها نعي أهمية كلماتكم ودورها في أن ترقى مصر عزيزة حرة أبية لا كما يفعل العبيد اليوم بعدكم...
استشهادكم اليوم سيدي الرئيس علمنا ألا يزال بيننا بعد... رجال أسرجوا خيل المنايا وحاربوا على أكتاف الموت دون أن تنحني هاماتهم أمام الطغاة...
سيدي الرئيس الكل سيفنى وينتهي ولا يبقى إلا وجه الكريم وهيهات بين ميتة وميتة، لم تفارق روحكم الطاهرة أحبة لكم أشفقوا على فقدكم بل ارتحلت إلى عوالم الخلود حيث النبيين والشهداء والصديقين...
سيدي الرئيس لا نشفق اليوم إلا على أنفسنا فكم من رحلة ترجلنا منها في عناء الطريق وانطلق الركب من جيل الدعاة السابق فاللاحق ونحن تخلفنا..
عهدا علينا سيدي الرئيس أن نقتفي إثركم في طريق الحق ولا نتخاذل ولا نكل أو نمل مهما طال الدرب وبعدت الشقة، فنحن على الدرب سائرون ولرضى الله قاصدون على الرغم من وهننا وضعفنا وقلة حيلتنا...
سيدي الرئيس غدوت لحنا جميلا يحدو الركب ويستنهض الهمم ويزيل الغبار ويوقظ النيام ويحي الموات وينفي الركام فطريق الحرية تعبد بدمائكم ودماء الشهداء من قبلكم...
سيدي الرئيس قتلوك حين حرموك ما تحتاج في وحدتك، لم يشفقوا وغفلوا أن كيدهم عليل وجبرهم كليل وظلمهم قصير فمها طال ظلام الظلم لا بد من فجر جديد... واستشهادك سيدي الرئيس قرب من ولادة هذا الفجر...
سيدي الرئيس ختمت حياتك بقولك بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن شحوا علي كرام...بل أنت العزيز الكريم الذي أنار البلاد وأهدى العباد روحكم الطاهرة...
ستقتلع كلماتكم في حياتكم سيدي الرئيس جذور الطغاة وستوقد في الكون فجرا جديدا بعد أن أطلقت شهادتكم ولادة فجر جديد إن لم يكن اليوم فإن غدا لناظره قريب...
وأختم سيدي الرئيس بكلام سيد رحمه الله...أخي قد أصابك سهم ذليل...وغدرا رماك ذراع كليل... ستبتر يوما فصبر جميل...